سورية مقبرة الإخونج
مقتل قاتل المفكر فرج فودة على يد الجيش السوري له قيمة تاريخية وثقافية كبيرة في تمييز فريق الحق عن فريق الباطل في الأوساط العلمانية العربية والأجنبية.. ونذكر بقصة الإخونجي أبو العلاء عبد ربة الذي شارك باغتيال فودة عام 1992بعد مناظرة أقيمت ضمن فعاليات «معرض القاهرة للكتاب» تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» جمعت بين المفكر الشهيد المعروف بمناصرة الدولة المدنية من جانب، والشيخ محمد الغزالي والمرشد السادس لجماعة الإخوان مأمون الهضيبي والباحث الإسلامي محمد عمارة، وعلى إثرها، أصدرت جبهة علماء الأزهر فتوى بتكفير فودة. بعدها، كلفت الجماعات الإسلامية عناصرها بتنفيذ مهمة الاغتيال، وكان من بينهم عبد ربه، الذي كلف بمهمة تأمين السلاح والقاتلين اللذين أمرت المحكمة بإعدامهما وسجن عبد ربه الذي قام الرئيس الإخونجي محمد مرسي بمنحه عفواً رئاسياً في تموزعام 2012 وبعد سقوط نظام الإخونج بمصر غادرعبد ربه إلى السعودية ومن هناك قدم إلى سورية عن طريق إخونج تركيا لينضم إلى عصابات "أحرار الشام"السلفية التي تحارب الدولة السورية ..
هامش: في عام 1988 استقبلني وزير الإعلام محمد سلمان بعد عودتي من مهرجان معرض القاهرة الدولي للكتاب بمناسبة نيلي جائزة في القصة القصيرة. وقد قدمت لسلمان شرحا لمدة ساعة عن الوضع الإجتماعي والتيارات السلفية بمصر، بعد تجولي في مدنها من الدلتا شمالا حتى أسوان جنوبا، وقلت له أن الإخونج سيحكمون مصر مستقبلا.. واليوم أحمد الله أني عشت حتى رأيت سقوط حكمهم فيها، وأرى أن سورية ومصر قد تستعيدان جزءا من وحدتهما فيما لو وحدتا جهودهما في مجابهة التكفيريين ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد