سيرياتيل: شكاوي لا تنقطع وفهلوية لا تتوقف ولا تخجل
الجمل-أيهم ديب: لم أفهم هذه الحملة التي أعلنتها سيرياتيل لتسويق منتج ال3G فهي بكل المقاييس المنطقية تضعها في أزمة ثقة مع زبونها. و هذا المقال موجه الى إدارتها للإشتكاء على مسؤولي التسويق فيها لأنهم لا يتصرفون بمهنية و لا يحترمون زبائنهم. منذ أن أصبحت خدمة الانترنيت اللاسلكي متاحة – و كانت على مستوى دمشق فقط- اشتركنا و كنا من الأوائل الذين قبلنا بدفع التعرفة المبالغ بها و قبلنا أن تكون التغطية فقط في بعض مناطق العاصمة. و تاملنا أن تنخفض التعرفة مع الوقت. من المعيب بحق الشركة اليوم و هي بصدد توسيع هامش سوقها بعد أن تأكدت من انها حصدت زبائن السعر الأعظمي. من المعيب ان تقوم بالمتاجرة بزبائنها الأوائل بغية توسيع هذا الهامش. فالشركة قدمت تسعيرة خاصة بالطلاب , و ألحقتها بتسعيرة خاصة للأساتذة, و من بعدها للنقابيين, و المشكلة هو ان توسيع الهامش في شبكة الانترنيت يكون على حساب كل المشتركين. و هذه حقيقة فيزيائية, فالانترنيت ليست كالتلفاز مفتوحة لواحد مثل مليون. إنها تحتل حيزناً من المقسم المخدم. و لهذا فإن زيادة العدد و ليس هذا موضوع نقاشنا سيكون بإشتراكنا جميعا بهذا المخدم. أما موضوع السؤال فهو : لماذا يجب علي انا المشترك الطليعي – من الأوائل- أن ادفع ضعف تعرفة الخدمة عن المستهلك الآخر؟؟؟؟؟ ما الذي يجعل في الشركة نظام تعرفة مزدوج لا يقوم على نوع الخدمة أو حجمها كما عهدنا في موضوع المكالمات الخلوية او الرسائل. و لكن يقوم على صفة المشترك !!!!!
اليوم تقدم سيرياتيل للشركات و لموظفي السفارات خدمة تعادل 4 غيغا بايت مقابل 2200 ليرة سورية في الوقت الذي ما زلت أدفع 8000 ليرة سورية مقابل نفس الحجم. لا ادري كيف يفكر المستثمر في سيريا تيل . و لكن أنا متأكد أن موظف السفارة أقدر بكثير من مواطن سوري عادي على دفع تعرفة الخدمة و لا يحتاج الى مسوغات و تخفيضات. اليوم يشترك معي في المخدم موظف في سفارة اجنبية راتبه أكثر من نصف مليون ليرة سورية و يدفع 2200 ليرة سورية عن كل 4 غيغا . في الوقت الذي علي أن أدفع 8000 ليرة سورية و الراتب الحكومي السوري لموظف فئة أولى في حدود 10000 ليرة سورية.
ليس مشكلتي أن أشترك في الخدمة أم لا , أو كيف أغطي نفقاتي , و لكن مشكلتي هو كيف تكون هناك إزدواجية في التسعير ؟
و للسادة في سيريا تيل نقول : ان التسويق الجيد كان يفترض ان يحصل المستعملين – الزبائن- الأوائل على التخفيضات . لأن هذا سيساهم في تنشيط السلع المستقبلية و توسيع سوقها. إذ يعرف المستهلك ان إقباله المبكر على أي خدمة سيحتسب له في ضمير الشركة . و سيعد كنوع من الاسهام في تطوير الشركة سيمنحه الحق بالمكافأة. لا كما يحدث الآن.
ما يحدث الآن هو انتهازية, و قد يكون تسويق و لكنه خال من العراقة التي يجب أن تتمتع بها أي شركة بحجم شركتكم.
أذكر هنا حادثتين منفصلتين متصلتين :
سفير سوري في إحدى الدول يشتري بطاقة درجة سياحية في كل مرة يعود فيها للوطن. و في كل مرة يقوم مندوب الشركة السورية للطيران بعزيمته للجلوس في الدرجة الأولة بحكم منصبه. في المرة الثالثة فهم المندوب ان هذا التصرف متعمد فقال للسفير : سعادتكم لا أتخيلكم و انتم تمثلون سوريا تجلسون في الدرجة السياحية و انا جاهز لدفع فرق البطاقة – 50 دولار - فانحرج السفير و انتهى شهر العسل. قيمة البطاقة كانت 270$ ذهاب إياب.
أحد موظفي سفارة عربية يصر على تركيب خط ADSL في المنزل الذي يستأجره من أحد المواطنين. المواطن قدم الى دمشق 5 مرات في شهر واحد ليتابع الموضوع . و السؤال هو ما الذي يريد هذا الموظف الملك أن يوفره أكثر من 4غيغ ب 2200 ليرة سورية ؟؟؟
إن كان مثل هؤلاء هم من يحظى باحترام المؤسسات من شركة الطيران الى سيرياتيل. فثمة خطأ في سلم القيم عند المؤسستين.
الجمل
إضافة تعليق جديد