صحف: أنابوليس يشق اللبنانيين وخلايا لحزب الله في لندن

انصرفت الصحف العربية الصادرة الاثنين لمتابعة التطورات المرتبطة بمؤتمر أنابوليس للسلام والذي سيعقد في الولايات المتحدة الثلاثاء، مع إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن وجود فترة ثمانية أشهر لتحقيق السلام في وقت قررت سوريا المشاركة.

أما في لبنان، فقد تسبب المؤتمر بشرخ إضافي، مع قرار الحكومة إرسال أحد الوزراء للمؤتمر، الأمر الذي عارضه حزب الله الذي لفتت بعض الصحف إلى وجود خلايا نائمة له في بريطانيا على استعداد للتحرك في حال تعرضت طهران لأي هجوم.

- الحياة: صحيفة الحياة تابعت التطورات المرتبطة باجتماع أنابوليس للسلام فعنونت: "قمة سعودية - أردنية تناقش التطورات في المنطقة عشية المؤتمر... ورايس تسعى إلى إنقاذ 'الوثيقة المشتركة' ... سورية إلى أنابوليس بعد إدراج مسارها على جدول الأعمال."

وقالت الصحيفة: "أكدت سوريا مشاركتها في المؤتمر الدولي للسلام الذي يعقد الثلاثاء في مدينة أنابوليس الأمريكية، ممثلة بنائب وزير خارجيتها فيصل المقداد، بعدما تسلمت صباح أمس جدول أعمال المؤتمر الذي يتضمن 'المسار السوري.'"

وتابعت: "عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قمة في الرياض لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية والجهود الدولية المبذولة لتفعيل عملية السلام والأوضاع في العراق ولبنان."

وعن المشاركة السورية، قالت مصادر ديبلوماسية غربية للحياة إن القرار "جاء بعد اتصالات مكثفة بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزراء الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والإسباني ميغيل انخيل موراتينوس والتركي علي باباجان والمصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى."

وعلمت «الحياة» أن القائم بالأعمال الأمريكي مايكل كوربون سلم الأحد نسخة من جدول الأعمال إلى مدير المكاتب الخاصة في الخارجية السورية بسام الصباغ، أشارت إلى أن الجلسة الثالثة من أنابوليس المخصصة لـ 'السلام الشامل' تتضمن مناقشة المسار السوري والمسار اللبناني والتطبيع."

-القدس العربي: أما صحيفة القدس العربي، فنقلت وجود خلاليا نائمة لحزب الله في لندن فعنونت: "صحيفة بريطانية: خلايا نائمة لحزب الله لشن عمليات إذا هوجمت إيران."

وكتبت الصحيفة: "أفادت صحيفة صندي اكسبريس الصادرة الأحد أن مسؤولاً استخباراتياً سابقاً حذّر من أن حزب الله سيشن عمليات دموية رداً على أي هجوم غربي على إيران."

ونسبت الصحيفة إلى ريتشارد كيمب، كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير حول الإرهاب قوله إن المنظمة المدعومة من قبل إيران"أسست خلايا نائمة في هذا البلد (بريطانيا) لشن هجمات انتقامية وتنشط الآن في لندن."

ووصف كيمب حزب الله بأنه "أشد المنظمات الإرهابية فاعلية ومن ضمنها تنظيم القاعدة ويملك سجلاً في الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط يمتد إلى 25 عاماً، وسببت صواريخه ضد إسرائيل في العام الماضي حرباً واسعة بين الأخيرة ولبنان حيث يحظي جناحه السياسي بمقاعد في البرلمان ومناصب في الحكومة.".

وأضافت صندي اكسبريس، وفقاً للقدس العربي، "أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) كانت حذرت قبل أربع سنوات من أن حزب الله أقام شبكة من الخلايا الإرهابية في الولايات المتحدة."

- تشرين: أما صحيفة تشرين السورية فقد أبرزت مقالاً تحليلياً عرضت فيه أسباب مشاركة دمشق بمؤتمر أنابوليس تحت عنوان: "ما وراء الأخبار.. لهذه الأسباب تشارك سورية."

وقالت الصحيفة: "في الساعات الأخيرة، وبعد تأكيدات أمريكية بإدراج المسار السوري على جدول الأعمال، ونتيجة اتصالات عربية ودولية مكثفة وعالية المستوى، وافقت سورية على المشاركة في مؤتمر أنابوليس، دون أن يكون لديها أوهام بما يمكن أن يحصل، لقناعتها أن إسرائيل لا تريد السلام."

وتابعت: "مشاركة سورية في المؤتمر جاءت، إضافة إلى ما سبق، من أجل اختبار مدى جدية الإدارة الأمريكية في العمل من أجل السلام هذه المرة، بعد أن عملت وأوحت في الماضي بأنها لا تريد السير في هذا الاتجاه."

وأضافت: "وسورية عندما تذهب إلى أنابوليس تضع في حسبانها أن القضية الفلسطينية هي أساس السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن عملية السلام كل لا يتجزأ، وبالتالي فإن السلام الحقيقي يقتضي معالجة جوانب الصراع كافة، واستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة: الفلسطينية، واللبنانية، والسورية."

وحث المقال الدول العربية على التزام الإجماع و"إحباط مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الداعي إلى القبول بيهودية إسرائيل، وإثبات الذات العربية،" وقالت إن دمشق وسائر العرب يعرفون أن أولمرت ذاهب إلى أنابوليس وفي رأسه هدفان: فرض يهودية إسرائيل، والتطبيع المجاني." ‏

- السفير: أما صحيفة السفير اللبنانية فقد تابعت مشاركة الانقسام المتزايد في لبنان بين الحكومة والمعارضة مع الفراغ الرئاسي وقرار مجلس الوزراء إبفاد وزير الثقافة طارق متري إلى أنابوليس وسط معارضة حزب الله فعنونت: "بري وحزب الله: لقرار لا يُلزم لبنان ... وإسرائيل المنتصر الوحيد منه، مشاركة 'الجمهورية بلا رأس' في أنابوليس ... تهدّد 'الفراغ المنظم."

وقالت السفير: "أحدث مؤتمر أنابوليس انقساماً لبنانياً حاداً، قبل أن ينعقد، وبدا واضحاً أن قرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بعد اجتماع وزاري عادي، عقدته في السراي الكبير، بالمشاركة اللبنانية الرسمية في المؤتمر على قاعدة الإجماع العربي وفي غياب الإجماع الوطني اللبناني، قد أحدث صدمة كبيرة في أوساط المعارضة."

وتابعت الصحيفة: "وحتى ساعة متأخرة من ليل الأحد، كانت المشاورات تجري بصورة مكثفة بين أقطاب المعارضة، وبدت قيادة حزب الله والرئيس نبيه بري معترضين بشدة على قرار مشاركة لبنان في مؤتمر انابوليس، وكذلك العماد ميشال عون ولو بدرجة اقل منهما."

وأضافت الصحيفة أن حزب الله، "أعلن بلسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله أن قرار إيفاد وفد لبناني الى انابوليس باسم لبنان هو مخالفة فاضحة، دستورياً وميثاقياً، من قبل المجموعة الحاكمة ويمثل تفرداً خطيراً في وقت تفتقد البلاد إلى سلطة قانونية وشرعية."

وتابع بالقول إن المشاركين في المؤتمر "لا يعبرون عن دولة لبنان بقدر ما هم يمثلون فريقاً سياسياً احترف انتحال الصفة الرسمية وبالتالي، فإن مشاركتهم، لا تلزم لبنان الدولة والشعب، إنما تعبر عن هوية أصحابها المهرولين وراء المشروع الأمريكي للتطبيع مع العدو."

- الأهرام: وكما سائر الصحف العربية، ركزت الأهرام المصرية بدورها على مؤتمر أنابوليس فعنونت: "اتصالات مصرية مكثفة للاتفاق على الصياغات النهائية، سوريا تقرر المشاركة بعد إدراج الجولان، موسى‏:‏ لا تطبيع إلا في إطار السلام الشامل، أبومازن‏:‏ أتطلع لتحقيق أحلام الفلسطينيين، أولمرت‏:‏ آمل في بدء المفاوضات الشاملة."

وقالت الصحيفة، إن وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط‏، غادر القاهرة للمشاركة في مؤتمر أنابوليس، وقال إنه أجرى سلسلة اتصالات مع وزراء خارجية السعودية‏ وسوريا‏ والولايات المتحدة‏ والأمين العام للجامعة العربية‏ للاتفاق على الصياغات النهائية في كيفية إدارة المؤتمر."

كما نقلت الصحيفة عن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس قوله، من على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن، إنه ذاهب ليحقق للشعب الفلسطيني أهدافه وأحلامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة،‏ مؤكدا أن أمامهم ثمانية أشهر سيبذلون خلالها كل جهودهم لتحقيق السلام‏."

المصدر: CNN