ضغوط إسرائيلية لتعطيل الرباعية: موقف جديد أم رفض لـ«صيغة أوباما»؟

13-07-2011

ضغوط إسرائيلية لتعطيل الرباعية: موقف جديد أم رفض لـ«صيغة أوباما»؟

أثار عدم إصدار الرباعية الدولية بيانا إثر انتهاء اجتماعاتها أمس تقديرات متناقضة حول السبب الفعلي لذلك. وفيما أشار البعض إلى أن الضغط الأميركي أثمر امتناع الرباعية عن اتخاذ قرار كانت تنتويه بالدعوة لاستئناف المفاوضات على أساس «صيغة أوباما»، قال آخرون إن موقفا إسرائيليا جديدا يقف خلف ذلك. وأوضح هؤلاء أن إسرائيل قدمت مبادرة إثر اجتماع السباعية في اليومين الأخيرين تقوم على أساس القبول بصيغة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع اشتراطها بخطوات أخرى بينها اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية.جنود احتلال اسرائيليون يتهجمون على فلسطيني مسنّ في مدينة الخليل المحتلة أمس (د ب أ)
فقد خرجت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية صباح أمس بعنوان حول إرسال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة قبيل عقد اجتماع الرباعية الاقتراح الاسرائيلي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت إن الاقتراح تبلور في ختام نقاش طويل في السباعية، وعني بمسائل عديدة، على رأسها المسألة الفلسطينية. وأشارت إلى أنه ليس معلوما إذا كانت الولايات المتحدة، وباقي اعضاء الرباعية يقبلون الاقتراح الاسرائيلي. ومع ذلك، يبدو أن الحديث يدور عن موافقة اسرائيلية على الصيغة التي عرضها اوباما في خطابه في 19 أيار الماضي مع اضافات مختلفة.
وسيوافق نتنياهو أغلب الظن على استئناف المحادثات مع الفلسطينيين على أساس خطوط العام 1967، بما في ذلك تبادل الاراضي، شريطة أن يعترف الفلسطينيون في نهاية المسيرة بدولة يهودية. ومن المتوقع أن يصل هذا الأسبوع الى المنطقة مبعوثون من واشنطن للاستيضاح مع اسرائيل والفلسطينيين آلية استئناف المحادثات.
أما موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الالكتروني فنقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل لن تقبل البتة بأي صيغة سياسية تذكر خطوط العام 1967، كما عرضت في خطاب أوباما. وشدد هذا المسؤول على أن خطاب نتنياهو كان واضحا برفض إسرائيل التجاوب مع أي مبادرة سياسية تتضمن هذا التعبير.
ولكن الموقع نفسه نقل عن مسؤول آخر ضالع في المداولات الضيقة في الحكومة قوله خلافا لذلك بأن إسرائيل بلورت اقتراحا «بعيد المدى». ولم يؤكد أحد في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمر الاقتراح الجديد لكنهم قالوا إن «حوارا يجري مع الأميركيين وقد تم تبادل أفكار واقتراحات».
إذ أن نتنياهو أجرى يوم الأحد مشاورات مطولة مع وزراء السباعية حول البنود التي يمكن لإسرائيل تأييدها من أجل تمكين الرباعية من عرض تصور سياسي يقود إلى استئناف المباحثات مع الفلسطينيين. وقد نوقشت سيناريوهات مختلفة بينها ردود الفعل المحتملة إذا خرجت الرباعية ببيان يحشر إسرائيل في الزاوية ويفرض عليها ضغوطا دولية كبيرة.
وقال أحد أعضاء السباعية لـ«يديعوت أحرونوت» إنه «محظور على إسرائيل التراجع وتقديم تنازلات في حين لا يبدي الفلسطينيون استعدادا للعودة إلى طاولة المفاوضات وليسوا على استعداد للاعتراف بالدولة اليهودية».
ووفق التقديرات فإنه بسبب معارضة إسرائيل إدراج تعابير من خطاب أوباما، مارس الأميركيون ضغوطا على الرباعية لعدم إصدار بيان خشية الاصطدام مع نتنياهو. فمثل هذا الصدام يقضي بشكل نهائي على فرص استئناف المفاوضات وعلى إمكانية تجاوب الفلسطينيين مع المطالبة بتأجيل عرض أمر الاعتراف بهم في الأمم المتحدة.
وقد امتنعت الرباعية في اجتماعها في العاصمة الأميركية عن إصدار بيان بعد أن لم تتوصل إلى نتيجة. وقد طال اللقاء أكثر من المقرر وكما يبدو منعت الخلافات بين الأطراف إعلان الدعوة المتوقعة لاستئناف المفاوضات. ولكن تقرر أن تجتمع الرباعية من أجل استكمال المداولات للتوصل لاتفاق بشأن استئناف المفاوضات. وشارك في اللقاءات وزراء خارجية أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث الرباعية طوني بلير.
وقال مسؤول أميركي إن المشاركين «شددوا على إلحاحية أن تجد الأطراف سبيلا لاستئناف المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة». وقال بأن المشاركين تبينوا وجود فوارق في المواقف مما استدعى المزيد من العمل لردم الثغرات. ومع ذلك قال إن رؤية أوباما التي عرضت في خطابه في أيار الماضي حول مفاوضات على أساس خطوط العام 1967 وتبادل الأراضي هي القاعدة المتفق عليها بين المشاركين في المداولات.
ومن جهة ثانية تبذل إسرائيل جهودا جبارة لتقليص مقدار الحرج الذي قد يصيبها في الأمم المتحدة جراء التأييد الواسع الذي يمكن أن يناله المطلب الفلسطيني بالاعتراف بدولته على حدود العام 1967. ولهذا السبب تقوم طواقم وزارية بزيارة العديد من الدول لضمان عدم وقوفها إلى جانب الفلسطينيين في الأمم المتحدة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد زار دول البلقان على أمل كسب أصواتها. ويبدو أن نتنياهو عرض على الرومانيين والبلغار رشاوى اقتصادية بينها السماح باستيعاب ألفي عامل من كل واحدة من الدولتين للعمل في إسرائيل مقابل عدم التصويت لجانب الفلسطينيين. كما وصل إلى المكسيك للغاية نفسها الوزير دان ميريدور في محاولة للتأثير على موقف كتلة دول أميركا اللاتينية.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...