عباس يجول في العالم كله... إلا في الضفة

22-12-2008

عباس يجول في العالم كله... إلا في الضفة

منذ انتخابه قبل أربع سنوات، جال الرئيس الفلسطيني في أرجاء العالم، لكن قدميه لم تطآ يوماً الخليل، أكبر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، الأمر الذي يفسر تذمر الفلسطينيين من الزيارات الكثيرة التي يقوم بها مسؤولوهم إلى الخارج، حتى في أحلك الظروف.
لكن لمساعدي عباس رأيا آخر، فهم ينظرون إلى تلك الزيارات على أنها وسيلة لحشد الدعم الدولي لصالح القضية الفلسطينية، فالمهام اليومية في مناطق السلطة، بالنسبة لهم، هي من صلاحيات الحكومة، أمّا الرئيس فعليه أن يواصل السير ععباس بعد لقائه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف في تسينتوروي في شرقي الشيشان أمسلى خطى سلفه الراحل ياسر عرفات الذي كان يكثر من السفر أيضاً.
وفي هذا الإطار، يقول مستشار عباس نمر حماد أنّ »العالم ما زال يدعمنا، وذلك يعود ببساطة إلى الجهود التي يبذلها الرئيس عباس، وقبله عرفات«، مضيفاً أنّ الرئيس يواصل اهتمامه بالأمور الداخلية من خلال إفساح المجال أمام رئيس الوزراء سلام فياض والحكام المحليين للقيام بمهامهم.
ومنذ العام ،٢٠٠٥ قد قام عباس بزيارات شملت عشرات الدول، بعضها زارها أكثر من مرّة. وإلى جانب الدول العربية والأوروبية، جال عباس في تشيلي وموريتانيا والهند وسريلانكا والصين واليابان والبرازيل ونيوزيلاندا وباكستان والسنغال، مالطا واندونيسيا وماليزيا ومالي وبروناي، قبل ان يحط الرحال في واشنطن وروسيا والشيشان. وبما أنه لا يوجد مطار في الضفة، يتوجب على الرئيس أن يسافر إلى الأردن، حيث يمضي وقتاً إضافياً في فيللته هناك، قبل أن يستقل طائرته الخاصة أو الطائرة الضخمة التي أجّرتها له دولة الإمارات للرحلات البعيدة.
أما في الضفة، فيكتفي عباس بالبقاء في مدينة رام الله، متنقلاً بين منزله ومقر الرئاسة. أمّا المدن والبلدات الفلسطينية التي زارها فهي معدودة، وأبرزها نابلس وأريحا وبيت لحم، وذلك لاعتبارات خاصة، فأريحا هي المنطقة المفضلة لاستضافة المسؤولين الأجانب، وبيت لحم، هي المدينة التي تشهد احتفالات عيد الميلاد سنوياً، أما نابلس فهي المدينة التي افتتح فيها مؤتمراً للأعمال في تشرين الثاني الماضي.
لكن يبدو من الواضح أنّ غياب عباس عن المناطق الفلسطينية بدأ يثير استياء حتى قياديي حركة فتح، التي ينتمي إليها رئيس السلطة، حيث قام أحدهم مؤخراً بتذكير الرئيس بأنه لم يسبق له أن قام بزيارة رئاسية إلى الخليل، وهو أمر ينطبق أيضاً على العديد من مدن وبلدات الضفة كجنين وقلقيلية وطولكرم.
ويؤكد قياديون في الحركة أنهم حثوا عباس، خلال مؤتمر للحركة، على زيارة تلك المدن والبلدان، بما يساهم في رفع شعبية فتح، لافتين إلى أنه حتى المسؤولين الأجانب كوزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير قد زاروا جنين، التي ينظر إليها الغرب على أنها نموذج للأمن وحكم القانون، فيما يبدو أن الرئيس لا ينظر إليها على هذا النحو.
ويقول القيادي في فتح في هذه المنطقة منصور السعدي »لسنا راضين عن عدم زيارة عباس إلى جنين«، مشيراً إلى أن »الناس يتساءلون عن هذا الموضوع، ولا نملك جواباً«.
ويرى الكاتب في صحيفة »الأيام« هاني المصري أنّ عباس يحاول الذهاب إلى الخارج كي يتفادى مواجهة الأوضاع الداخلية. ويوضح »لدينا العديد من القضايا المعقدة التي لا يستطيع التعامل معها: الانقسام (الداخلي)، الفساد، الاحتلال«.
أمّا زياد شلبك، وهو من سكان جنين، فيقول »نحن نتفهم أنه (عباس) ينقل رسالتنا إلى العالم، ولكن من أجل القيام بذلك، يتوجب عليه الاتصال بنا أولاً، وأن يسمع صوتنا«.

المصدر: أ ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...