فرنسا والسعودية والإمارات والأردن تدعو لدعم مسلحي المعارضة في سوريا
بدا أمس أن التفاهم الكيميائي بين واشنطن وموسكو قد اكتسب زخماً إضافياً بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مسار تطبيق الاتفاق بشأن الترسانة الكيميائية السورية، سيسير بالتوازي مع مسار العمل من أجل انعقاد مؤتمر «جنيف 2».
وفيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن السلطة والمعارضة تتحملان مسؤولية القتل والدمار و«الكارثة الإنسانية» في سوريا، أعلن لافروف أن العمل على التوصل لاتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية، سيمضي بالتوازي مع العمل على عقد مفاوضات «جنيف 2». وذهب الوزير الروسي أبعد من ذلك عندما أعلن أنه في ما يتعلق بمفاوضات جنيف المقبلة، «على كل مكونات المجتمع السوري أن تكون ممثلة في المؤتمر»، مشددا على «وجوب أن يصل الأطراف السوريون إلى تفاهم متبادل حول الحكومة الانتقالية التي ستتمتع بكل السلطات».
ويدخل الرجلان، لافروف وكيري، يوماً ثالثاً من المحادثات في جنيف اليوم، بعدما ظهرت مؤشرات إيجابية على لقاءاتهما المستمرة منذ الخميس الماضي. وبعد جولة من المفاوضات بين كيري ولافروف وخبراء في الأسلحة الكيميائية من البلدين في جنيف، عقد لقاء منفرد بين الوزيرين الروسي والاميركي، وصفها كيري بأنها كانت «جيدة وبناءة».
وفي مؤشر على أجواء التفاهم، وصل كيري ولافروف معا في سيارة وزير الخارجية الأميركي التي اجتازا فيها المسافة القصيرة التي تفصل بين الفندق الذي يجتمعان فيه ومقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث عقدا اجتماعاً مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. ومن المقرر أن يتجدد اللقاء بين كيري ولافروف في نيويورك في 28 ايلول الحالي.
وفي المقابل، صدرت إشارة مغايرة من قصر الاليزيه حيث أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والأردن ناصر جودة، في بيان بعد اجتماعهم الباريسي، «ضرورة تعزيز قوة المعارضة لتتمكن من مواجهة هجمات الجيش السوري»، معتبرين أن «تعنت دمشق يصب في مصلحة الحركات المتطرفة ويهدد الأمن الإقليمي والدولي».
وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري ولافروف بعد اجتماع لمدة أكثر من ساعة، إن «العمل على نزع الأسلحة الكيميائية من سوريا سيشكل عنصراً مهماً بالنسبة لنا، نحن الذين نعمل معكم من أجل إنجاح عقد مؤتمر جنيف».
وقال كيري إن نجاح عقد مؤتمر «جنيف 2» يعتمد أولا على نجاح مفاوضات نزع الأسلحة الكيميائية من سوريا، والتي «كانت بناءة» حتى الآن. وأضاف «سأقول نيابة عن الولايات المتحدة إن الرئيس (باراك) أوباما متمسك بالبحث عن حل تفاوضي للأزمة في سوريا، ونحن نعرف أن الروس كذلك. نحن نعمل مع بعضنا البعض من أجل إيجاد أرضية مشتركة للتوصل إلى هذا الأمر».
وقال وزير الخارجية الأميركي «لقد اتفقنا على القيام بواجبنا واللقاء مرة أخرى في نيويورك عندما تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 (أيلول) لنرى ما إذا كان من الممكن تحديد موعد لهذا المؤتمر، وسيعتمد ذلك بدرجة كبيرة على القدرة على إحراز نجاح هنا على مدار الساعات أو الأيام المقبلة في ما يتعلق بموضوع الأسلحة الكيميائية».
وقال كيري «سيرغي لافروف وأنا، بلدانا ورئيسانا، قلقون جدا حيال القتلى والدمار، وهي أفعال يقوم بها الطرفان، كل الأطراف، ما يؤدي إلى عدد أكبر من اللاجئين والى كارثة إنسانية أكبر». وأضاف «نحن عازمون على العمل معا، بدءاً بمبادرة الأسلحة الكيميائية، مع الأمل في أن تكون جهودنا مثمرة وتجلب السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة المضطربة من العالم».
ويواصل كيري ولافروف، بمساعدة عشرات من الخبراء، العمل من أجل تحديد الآلية التي تؤدي إلى وضع الترسانة الكيميائية تحت رقابة دولية. واعتبر كيري أن المحادثات الأولى الأميركية - الروسية، أمس الأول، كانت «جيدة وبناءة».
وقال لافروف، من جهته، إن روسيا دعمت عملية السلام في سوريا منذ بداية النزاع، مشيرا إلى أنه بحث مع كيري والإبراهيمي موضوع «جنيف 1» وطرق عقد «جنيف 2». وقال «من المؤسف جدا أنه تم التخلي عن المبادئ الأساسية لجنيف»، مضيفا أن الوثائق «تعني أنه على كل مكونات المجتمع السوري أن تكون ممثلة في المؤتمر»، مشددا على «وجوب أن يصل الأطراف السوريون إلى تفاهم متبادل حول الحكومة الانتقالية التي ستتمتع بكل السلطات».
وقال لافروف إن العمل على التوصل لاتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية السورية سيمضي بالتوازي مع العمل على عقد «جنيف 2». وأعلن أن الخبراء الروس والأميركيين يحتاجون للعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لوضع خريطة طريق لمعالجة القضية في أقرب وقت ممكن عمليا. وأضاف «لقد اتفقنا على الالتقاء في نيويورك على هامش الجمعية العامة لنرى أين نحن ونرى ما الذي تعتقده الأطراف السورية وما تفعله بخصوص هذا الأمر، ونأمل أن نكون أكثر تحديدا قليلا عندما نلتقي بكم في نيويورك».
وقال مسؤول أميركي، في جنيف، إن الولايات المتحدة وروسيا «تقتربان من الاتفاق» على حجم مخزونات سوريا من «الكيميائي»، مضيفا أن المحادثات بين وفدي البلدين بقيادة كيري ولافروف بلغت «نقطة حاسمة» وستستمر اليوم.
وعبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائه أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، عن الأمل في أن تكون مفاوضات جنيف الخاصة بالأسلحة الكيميائية السورية مثمرة، لكنه كرر أن أي اتفاق بخصوص الأسلحة الكيميائية «لا بد أن يكون قابلا للتنفيذ ويمكن التحقق منه».
وقال مسؤولون في إدارة أوباما إن واشنطن لا تتوقع أن يتضمن قرار لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأسلحة الكيميائية السورية احتمال استخدام القوة العسكرية بسبب معارضة روسيا. وأضافوا أن الولايات المتحدة ستصر بدلا من ذلك على أن يشمل القرار عددا من العواقب إذا رفضت سوريا التخلي عن الأسلحة الكيميائية بشكل يمكن التحقق منه. وقال مسؤول إن العواقب يمكن أن تتضمن تشديد العقوبات.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتصل بها وطلب الحصول على مساعدة فنية. وأعلن المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان، في لاهاي، إن «المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيجتمع الأسبوع المقبل لدرس طلب» انضمام سوريا، موضحا أن دمشق طلبت من المنظمة مساعدتها على المستوى الفني، مضيفا «لا نعلم عن أي نوع من المساعدة الفنية تتحدث، سنعلم ذلك الأسبوع المقبل».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق «نحن على اتصال مع الحكومة السورية في شأن طلبها. نحاول الحصول على مزيد من المعلومات بحيث تستكمل آلية الانضمام» إلى الاتفاق، من دون أن يحدد طبيعة هذه المعلومات.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد