فورد يجمع المعارضة تحت خيمة الجربا والأمم المتحدة تفشل في تدريبهم على فن التفاوض

14-11-2013

فورد يجمع المعارضة تحت خيمة الجربا والأمم المتحدة تفشل في تدريبهم على فن التفاوض

موعد مبدئي لمؤتمر «جنيف» بين العاشر والخامس عشر من شهر كانون الأول المقبل. المروحة التي تمتد خمسة أيام، هي النافذة الوحيدة المتوفرة لإطلاق العملية السياسية في سوريا، للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام. وقد يؤدي تجاوزها إلى إرسال المؤتمر حتى الأسابيع الأخيرة لشهر كانون الثاني المقبل، على أقل تقدير، بسبب تعاقب أعياد رأس السنة والميلادين الغربي والشرقي.
وكان الروس أبلغوا معارضين ومسؤولين سوريين، أنهم توصلوا إلى اتفاق مع الجانب الأميركي لعقد المؤتمر في الثاني عشر من الشهر المقبل، فيما قال ديبلوماسي فرنسي ، يتابع العمل مع «الائتلاف» المعارض، «إننا نتعرض لضغوط من الأميركيين، الذين أبلغونا أنهم سيحددون موعداً في 15 كانون الأول المقبل لعقد المؤتمر، خلال الاجتماع التحضيري له»، الذي يلتئم بين الثلاثي الروسي والأميركي والوسيط الأخضر الإبراهيمي.
وكان السفير الأميركي روبرت فورد، أبلغ «الائتلاف» في اسطنبول بموعد الاجتماع، ودعا أطرافه إلى الإسراع بتشكيل وفده لحضوره، بعد إعلانه الموافقة على حضور «جنيف 2».
ونشطت الخارجية الروسية، لتوسيع اتصالاتها بالمعارضة السورية و«الائتلاف»، باتجاه اختبار لقاء بينها، وبين ممثلين عن النظام السوري. وكان لقاء قد أعدّت الخارجية الروسية لعقده مبدئياً أمس واليوم في موسكو، إلا أنه لم ير النور بسبب معارضة «الائتلافيين» و«هيئة التنسيق» لأيّ لقاء خارج إطار «جنيف».
وقد يكون الروس قد تقدّموا في الساعات الأخيرة، نحو تنظيم لقاء في موسكو، لاستكشاف احتمالات النجاح في جنيف، أو مدّ جسور مع «الائتلاف»، الذي ينتقد دعمهم للنظام السوري، إذ وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى اسطنبول أمس، في زيارة مفاجئة، والتقى خلالها رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، والأمين العام لـ«الائتلاف» بدر جاموس، وبعض أعضاء الهيئة السياسية. ووافق «الائتلاف» على إرسال وفد إلى موسكو برئاسة الجربا، في الأيام المقبلة، من دون أن يصدر أي توضيح عن هدف الزيارة.
وفي الوقت نفسه، قالت مصادر عربية، إن مبعوثين سوريين رفيعَي المستوى سيصلان نهاية الأسبوع الحالي إلى موسكو. ووصف المصدر المبعوثين بـ«الخبيرين بالملفات الصعبة»، وكان أحدهما قد تولى مطلع الأزمة، الاتصالات مع المعارضة السورية.
وأضاف المصدر أن الزيارة قد تكون أيضاً، للاطلاع على أجندة المؤتمر، وإجراء مفاوضات مسبقة حوله، وتنسيق المواقف مع الحليف الروسي، على ضوء التطورات السياسية والميدانية.
ومع اقتراب الاستحقاق التفاوضي في جنيف، تتعرّض دمشق لضغوط أميركية متزايدة في المسار الكيميائي، لانتزاع ورقة ضبط مسار تدمير المخزون السوري من المواد الكيميائية من يدها.
وكان الأميركيون اتهموا سوريا الأسبوع الماضي، على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، بإخفاء جزء من برنامجها الكيميائي. ويتعارض الموقف الأميركي مع بيانات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي أنهى فريقها الأسبوع الماضي، عملية تدمير أدوات إنتاج المواد الكيميائية وتعبئتها ومزجها في المواعيد المحددة.
وبالرغم من أن النظام السوري قد وافق على تسليم الكيميائي، إلا أنه لا يزال يتحكم بالمسار الذي يجعل من المفاوضات في جنيف ومآلاتها خاضعة هي أيضاً لإيقاع العملية الكيميائية، والحاجة إلى ضمانات سلطة مركزية قوية في دمشق، لن يكون بوسع «الحكومة الانتقالية» والتجاذبات في داخلها، تقديمها لإنجازها قبل نهاية العام المقبل.
وكان الأميركيون يأملون أيضاً، إنهاء العملية مع انتهاء ولاية الرئيس السوري بشار الأسد منتصف العام المقبل، بحسب ما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري. لكن وثائق منظمة الحظر ترى أنه من غير الممكن الانتهاء من تدمير المخزون قبل نهاية العام 2014.
ولم تضع موافقة «الائتلاف» المشروطة للمشاركة في «جنيف»، حداً لكل المشاكل التي تواجه المؤتمر والمعارضة، والأغلب أن تصبح طبيعة تمثيل المعارضة في المؤتمر، وأسماء المشاركين، وشكل الوفد أو الوفود، محور خلافات بين المعارضة الخارجية والداخلية.
ويذهب «الائتلافيون» بوفد مدني وعسكري لإرضاء «الجيش الحر»، وضمان تنفيذ وقف إطلاق النار على بعض الجبهات، التي قد لا تتجاوز 30 في المئة، ولكنها تكفي لإضفاء شيء من المصداقية على تمثيلية «الائتلاف» للداخل، وقدرته على التحكم بالميدان.
وسيكون فرض وقف إطلاق النار اختباراً صعباً لـ«الائتلافيين»، وهو ما لم يطالبوا به بشكل واضح وحازم، نظراً لعجزهم عن إلزام المقاتلين، وأكثرهم من «الجهاديين»، تنفيذه. كما أنه من المستبعد أن يقبل الروس تمثيل المعارضة حصرياً بخصمهم، «الائتلاف»، وتسليم الأميركيين مقاعد المعارضة كلها، والجلوس خلف وفد النظام في جنيف.
ومنذ بداية الأزمة، عملت الديبلوماسية الروسية، خصوصاً بوغدانوف، على الخروج من دائرة التحالف الوحيد مع النظام، ومدّ شبكة علاقات مع المعارضة الداخلية، التي ترفض أي تدخل خارجي أو عسكرة النزاع.
وكان الأميركيون قد حاولوا فرض «الائتلاف» ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، ومنحه الحق الحصري بتمثيل المعارضة في اي مباحثات مع النظام.
وخلال الاتصالات مع المعارضين في الداخل والشخصيات الوطنية المستقلة والمجتمع المدني، لم يرفض الأميركيون مشاركتها في الوفد المفاوض إلى جنيف، شرط انضمامها في البدء إلى عضوية «الائتلاف».
وفي الاتصالات التي جرت في الأسابيع الأخيرة بعد ترنح «الائتلاف» وتصدع أركانه، روّج السفير الأميركي لنظرية «المظلة الائتلافية»، التي لا تجبر المستقلين، ومن هم خارج «الائتلاف» على الانضمام إليه، لكنها تشترط لحيازة مقعد في «جنيف 2»، الجلوس وراء الجربا، وهذا ما رفضه جميع من اتصل بهم. ويشكل انضمام الأكراد إلى «الائتلاف»، محاولة لتوسيع التمثيل عبر ضم «المجلس الوطني الكردي»، قبل أيام من تشكيل الوفد، تعزيزاً للمطالبة بحقهم بالانفراد بمقاعد «جنيف»، وإذا ما نظرنا إلى روزنامة الأيام المتبقية لتأليف وفد معارض موحّد من مختلف الاتجاهات.
وكانت «هيئة التنسيق» اقترحت مؤتمراً وطنياً يسبق الذهاب إلى جنيف، للتفاهم على الوفد والمشتركات، من دون أن يلقى ذلك صدى إيجابياً في صفوف «الائتلاف». وليس سراً أن تياراً عريضاً داخل «الائتلاف»، يعتبر «هيئة التنسيق» معارضة قريبة من النظام، ويرفض منحها أي دور، ويطالب بإقصاء بعض شخصياتها، التي قدمت نقداً قاسياً لـ«المجلس الوطني» و«الائتلاف»، كهيثم مناع.
وتقول مصادر أممية في جنيف، إن الأخضر الإبراهيمي حذر جميع من التقاهم من المعارضة، من خطر وحدانية التمثيل، كما أن معظم من قابلهم، رفض المشاركة في وفد تحت مظلة «الائتلاف». وتؤكد المصادر أن الإبراهيمي لم يتسلم أي لائحة رسمية بأسماء أي وفد للمعارضة.
في المقابل، أخفقت خطة للأمم المتحدة بجمع المعارضين في قاعة واحدة لتدريبهم على فنون التفاوض، إذ من المنتظر أن يبدأ 15 عضواً من «هيئة التنسيق» تدريباً على التفاوض في جنيف في السادس والعشرين من الشهر الحالي، بإشراف ديبلوماسيين من الخارجية السويسرية، وينضم إليهم وفد من «الهيئة الكردية العليا». أما «الائتلافيون»، فقد قرروا البقاء في اسطنبول، حيث بدأ أمس، وفد ديبلوماسي مكلف من الأمم المتحدة، بتدريب 26 عضواً مرشحاً لعضوية الوفد، من أبرزهم سهير الأتاسي، محمد فاروق طيفور، بدر جاموس، وأنس العبدة. وكانت الخارجية الألمانية قامت الأسبوع الماضي بتدريب مجموعة من أعضاء «الائتلاف» على التفاوض مع النظام، من بينهم رياض سيف، وفايز سارة.

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...