في خطابه بالذكرى الخامسة لغزو العراق: بوش مازال يركب رأسه
أحيا الرئيس الأميركي جورج بوش ذكرى مرور خمس سنوات على غزو العراق وتدميره بالتأكيد مجددا، أمس، أن إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت «القرار الصائب». ودافع بشدة عن قرار الغزو، رابطا الحرب في العراق بالمعركة العالمية ضد تنظيم «القاعدة»، وموضحا انه لا يشعر بأي ندم بشأن الحرب برغم «التكلفة العالية في الأرواح والمال»، معتبرا أن الولايات المتحدة على الطريق لتحقيق نصر استراتيجي على الارهاب.
ومع دخول غزو العراق سنته السادسة، أظهر بوش، في خطاب ألقاه في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بعضا من الزهو الذي أظهره في وقت مبكر من الغزو، معتبرا أن «النجاحات التي نراها في العراق لا يمكن إنكارها». ووصف انضمام السنة إلى الاحتلال في قتال «القاعدة» بأنه «أول انتفاضة عربية واسعة النطاق ضد (زعيم القاعدة) أسامة بن لادن وأيديولوجيته المروعة وشبكته القاتلة».
وقال بوش، أمام كبار ضباط الجيش الاميركي وحوالى 200 من العاملين في البنتاغون، «بعد خمس سنوات من بدء هذه المعركة يثور جدل مفهوم بشأن ما إذا كانت الحرب تستحق خوضها، وما إذا كان القتال
يستحق كسبه، وما إذا كان باستطاعتنا أن نكسبه». وأضاف «الإجابات واضحة بالنسبة إلي: إطاحة صدام حسين من السلطة كانت القرار الصحيح، وهذه معركة يمكن لأميركا أن تكسبها ويجب أن تفعل ذلك».
وتابع بوش «بسبب تدخلنا لم يعد نظام صدام يغزو الدول المجاورة أو يهاجمهما بالصواريخ البالستية والكيميائية. ولأننا تحركنا فإنه لم يعد يدفع لأهالي الانتحاريين في الأراضي المقدسة» في إشارة إلى أهالي الاستشهاديين في فلسطين، و«لأننا تحركنا، فإن العالم أصبح أفضل وأميركا أكثر أمناً». إلا أن البارز في الخطاب غياب أي إشارة إلى سجل الحكومة العراقية بشأن المصالحة الوطنية.
وجدد بوش أن أي قرار يتعلق بإعادة مزيد من قوات الاحتلال إلى الولايات المتحدة سيتوقف على توصيات القادة العسكريين في العراق، معتبرا أن «التراجع الآن سيقوي شوكة تنظيم القاعدة وإيران»، وأن «المكاسب التي حققناها هشة، ويمكن أن تضيع». وتابع «أدى الدفق (في الجنود) دورا أكبر من مجرد تحويل الموقف في العراق... لقد فتح الباب أمام نصر استراتيجي كبير في الحرب الأوسع على الإرهاب».
لكن تشكيكا مماثلا قد يعود ليلاحق بوش إذا تدهور الوضع. ويبدو أن الرئيس الأميركي وضع تلك النقطة في ذهنه، ما جعله لا يصل إلى حد الوعد بنصر صريح في العراق، مثلما فعل سابقا، قبل أن يدفع العنف الطائفي البلد إلى شفا حرب أهلية. وقال «لا أحد يجادل بأن هذه الحرب جاءت بكلفة عالية في الأرواح والمال، لكن هذه التكاليف ضرورية حين ننظر في تكلفة انتصار استراتيجي لأعدائنا في العراق». وهاجم «البعض في واشنطن الذين لا يزالون يدعون إلى التراجع»، واتهمهم بالحديث الآن عن الكلفة المالية لأنهم «لن يحظوا بمصداقية بعد الآن إذا قالوا إننا نخسر الحرب».
وأشاد بوش بالتعاون المتزايد من السنة و«الصحوة» في التصدي لـ«القاعدة»، ووصف ذلك بأنه «أول انتفاضة عربية واسعة النطاق ضد أسامة بن لادن وأيديولوجيته المروعة وشبكته القاتلة، ولا يمكن المغالاة في أهمية هذا التطور».
لكن لم تكن كل التقييمات في ذكرى الحرب متفائلة مثل تقييم بوش. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» ومحطة «ايه بي سي نيوز» أن ثلثي الأميركيين تقريبا يعتقدون أن الحرب لم تكن تستحق شنّها. وأظهر استطلاع آخـــر لشـــبكة «ان بي سي» و«وول ستريت جورنال» أن الانتصار لم يعد ممكنا بحسب 53 في المئة من آراء الأميركيين.
وفي حين كان بوش يلقي كلمته، خرجت تظاهرات في واشنطن ونيويورك وميامي وسان فرانسيسكو، منددة بالحرب. واعتقلت الشرطة 32 شخصا اقتحموا حاجزا وأغلقوا مدخل مبنى مصلحة الضرائب في واشنطن، في بداية يوم من الاحتجاجات بذكرى الاجتياح. وفي أوهايو، تم تنظيم أكثر من 20 مسيرة وأمسية. وعند المعهد الأميركي للنفط، حمل عشرات المحتجين لافتات كتب عليها «اخرجوا من العراق» و«لا للحرب، لا لارتفاع درجات الحرارة»، وهتفوا «لا للدماء من أجل النفط».
واختتمت في بغداد، أمس، أعمال المؤتمر الثاني للمصالحة الوطنية من دون التوصل إلى نتائج ملموسة، وسط مقاطعة العديد من الفئات النافذة السنية والشيعية والليبرالية. وجدد المؤتمر، في بيان مقتضب، تأكيده «الالتزام بالثوابت الوطنية، ووحدة العراق أرضا وشعبا وإدانة الإرهاب، كما أدان نهج التكفير والتخوين والتهجير الذي مارسه أعداء العراق بحق مواطنينا».
وسحب مجلس الرئاسة العراقي اعتراضه على مسودة قانون انتخابات المحافظات، فيما تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال مشاركته في احتفالات في مسجد الإمام أبو حنيفة النعمان بذكرى المولد النبوي في حي الاعظمية السني في بغداد، بدمج عناصر مجالس «الصحوة» في هذا الحي ضمن المؤسسات الأمنية.
ميدانيا، قتل سبعة عراقيين وأصيب ,30 في تفجيرات وهجمات في بعقوبة والموصل وبغداد. وقتل الاحتلال الأميركي «خطأ» ثلاثة من عناصر الشرطة في كركوك.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد