فيلم بريطاني أميركي عن صدام حسين يثير استياء النقاد
أنهى المخرج البريطاني أليكس هولمز تصوير فيلم تلفزيوني بريطاني أميركي من جزأين يتطرق إلى حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعلاقته بأسرته والقياديين في الدولة المقربين منه.
فيلم "بين نهرين" (Between Two Rivers) هو عمل بريطاني أميركي مشترك بكلفة ثلاثة ملايين دولار, بالتعاون بين هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وبين محطة (HBO) التلفزيونية الأميركية بالاشتراك مع شركة سندباد للإنتاج الفني للتونسي معز كمون.
ويعتبر النقاد الطريقة التي يتناول فيها الفيلم حياة صدام حسين مسيئة للعرب, خاصة وأن الممثل الإسرائيلي إيغال ناؤور هو الذي يجسد دور الرئيس العراقي الراحل.
ويتجول الفيلم في أحداثه بين ماضي صدام حسين والحاضر. وتنطلق أحداثه بمشهد تسليم نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز للقوات الأميركية في العراق.
ويؤدي الممثل والمخرج الفلسطيني مكرم خوري دور طارق عزيز, وهو يجسد في الفيلم حالات الغضب والفرح والحيرة التي انتابت عزيز ومواقفه من مسائل كثيرة طيلة ملازمته لصدام حسين.
وقال إنه كان متخوفا من الدور، لأن طارق عزيز لا يزال حيا ويمكن مقارنة الممثل بالشخصية الحقيقية بسهولة, "غير أنني وبعد بحث طويل في يوميات طارق عزيز منحت روحي للشخصية لأبتعد عن التقليد الذي يشكل نوعا من التزييف، تصبح معه الشخصية كاريكاتورية".
وتجسد الممثلة الأميركية الإيرانية شهيرة أغداسلو دور ساجدة خير الله زوجة صدام, بينما يؤدي المصري عمرو واكد دور حسين كامل زوج ابنة صدام الكبرى رغد. أما المغربي سعيد دعمائي فيؤدي دور برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام.
ويشارك في الفيلم الذي صورت مشاهد منه في تونس مطلع يونيو/حزيران الماضي خمسة ممثلين تونسيين بينهم هشام رستم ومحمد علي نهدي. وأثار عمل ممثلين عربا إلى جانب ممثل إسرائيلي جدلا واسعا في الأوساط الثقافية.
واعتبر الممثل التونسي علي بنور هذه المشاركة بأنها "هرولة نحو أعمال تسيء للعرب". وقال إنه رفض المشاركة في الفيلم لأنه يسيء لصدام حسين وللعرب ويشوه صورتهم.
أما صحيفة الوحدة الناطقة باسم حزب الوحدة الشعبية المعارض في تونس فاعتبرت "تهافت العرب على هذه الأعمال ابتعاد عن الدور الحقيقي للفنان كمدافع عن موقفه وكمعبر عن هوية مجتمع بأسره". وشددت على أن المشاركة فيه "شكل من أشكال التطبيع الثقافي" مع إسرائيل.
وفي مصر أحالت نقابة المهن التمثيلية الممثل عمرو واكد إلى التحقيق بسبب مشاركته في الفيلم.
غير أن مكرم خوري قال إن الفيلم "لا يحمل أية ضغينة أو تشف, فهو مجرد محاولة لفهم شخصية صدام حسين من خلال ما هو إيجابي وما هو سلبي في حياته منذ عام 1979 وحتى إعدامه" في ديسمبر/كانون الأول 2006.
ولفت إلى أن اختيار الممثل الإسرائيلي لأداء دور صدام كان بسبب الشبه القوي بينه وبين الرئيس الراحل, "كما أنه أظهر براعة في التمثيل لا يمكن أن ننكرها".
وشارك في العمل الفني للفيلم طاقم ضخم يضم سبعين تونسيا وثمانين بريطانيا وأميركيا, وليس بين هذا العدد الضخم أي فني عراقي.
واستخدم الطاقم التقني ديكورات ضخمة حولت أحياء تونسية بأكملها إلى مدن عراقية.
المصدر: الفرنسية
إضافة تعليق جديد