قائد الجيش البريطاني: إحباط بين الجنود من إرهاق العراق
في مقابلة حصرية مع ديلي تلغراف حذر قائد الجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات الحكومة من اللجوء إلى "خيارات رخيصة" عندما يصل الأمر إلى تجهيز القوات المسلحة في العراق وأفغانستان. وقال إن الحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عن توفير أفضل التدريبات والمعدات للجنود البريطانيين العاملين في جبهات القتال.
وقال دانات "إذا كنتم تلزمون الشباب بالقتال فمن الواجب تهيئة الأفضل لهم، وعندما تتغير الظروف ينبغي أن يتوفر لهم الأفضل مرة أخرى".
وقالت الصحيفة إن تعليقات دانات جاءت عقب إعلان وزارة الدفاع البريطانية عن وفاة جنديين من البحرية الملكية في جنوب أفغانستان، ما يجعل مجموع القتلى البريطانيين في العراق وأفغانستان 300.
وأضافت أن دانات حذر عام 2006 من أن الجيش يمكن أن يتفكك إذا ظل الجنود البريطانيون فترة أطول من اللازم في العراق.
وأشارت إلى تقرير سابق حذر فيه دانات أيضا من أن سنوات التمويل الحكومي الضعيفة والانتشار الزائد قد جعل الجنود يشعرون بحالة من الإحباط والغضب والمعاناة من إرهاق العراق.
ومع استعداد بريطانيا الآن لسحب أربعة آلاف جندي من العراق العام القادم، فإن الضغط يزداد -من جهات عدة مثل باراك أوباما- لإرسال المزيد من القوات البريطانية إلى أفغانستان.
وفي هذا أشارت الصحيفة إلى قول الجنرال دانات بعدم ضرورة إرسال المزيد من القوات البريطانية لأفغانستان، مؤكدا أن الجيش لديه القوة البشرية والموارد التي تعينه فقط على القتال في حرب خارجية على حدة.
وقال دانات "السبب في أن الجيش كان تحت هذا الضغط طوال الثلاث سنوات الماضية هو أننا ألزمنا أنفسنا بالقتال في حربين بينما الجيش مبني فقط للقتال في واحدة فقط. وإذا اضطررنا لنقل قوات من العراق إلى أفغانستان فإننا ببساطة سنضاعف المشاكل".
وأضاف أن كثيرا من التحسينات قد تمت في تجهيز القوات المقاتلة في العامين الماضيين، لكن يجب التفكر مليا فيما إذا كان هذا التجهيز كاف بحيث يخصص له 5% فقط من ميزانية الدولة لنفقات الدفاع.
وانتقد أيضا ما وصفه بـ"سرطان الانهزامية" الذي يعتقد أن له تأثيرا معاكسا على تأييد الشعب البريطاني للحرب على الإرهاب بعد استطلاع للرأي أجري أمس بين أن ثلثي الشعب البريطاني يودون قيام بريطانيا بسحب قواتها من أفغانستان مع نهاية العام القادم.
وقال "هناك سرطان انهزامية يسري وهذا الأمر معجز ومقوض، وإذا قبلنا أن أفغانستان مهمة للدفاع عن مصالحنا الوطنية فهذا يحتاج إلى عزيمة وصبر ووقت".
وأضاف أن التحسن الأخير في الموقف الأمني في جنوب العراق يعني أنه من الممكن الآن أن تفكر الحكومة البريطانية بجدية في سحب أغلبية قواتها العام القادم، وأضاف "لقد قمنا بجهد خارق في إطار زمني سريع نسبيا -ست سنوات فقط في العراق مقارنة بـ38 عاما في أيرلندا الشمالية و14 عاما في البوسنة و9 أعوام في كوسوفو".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد