قصف أميركي بـ«بالخطأ» ل «لواء المعتصم» الإرهابي في معرة النعمان

12-06-2016

قصف أميركي بـ«بالخطأ» ل «لواء المعتصم» الإرهابي في معرة النعمان

في الوقت الذي اعترفت فيه أميركا بشن مقاتلاتها غارة قالت إنها «بالخطأ» على ميليشيا «لواء المعتصم» المدعوم من «البنتاغون» في مدينة معرة النعمان بريف إدلب يومي الـ27 والـ28 من أيار، اعتبر أحد المسؤولين الأميركيين أن السيطرة على مدينة منبج في شمال حلب يحرم تنظيم داعش، من طريق إستراتيجية يربط بين معقله في الرقة وقلب أوروبا.
في الأثناء أعربت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، عن اعتقادها بأنه قد لا يكون ممكناً تطهير مدينتي الموصل والرقة، من التنظيم، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، وسط أنباء عن قيام طائرات التحالف الدولي ونيران المدفعية التركية بقتل 31 عنصراً من داعش في سورية.
وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، اعترف متحدث باسم قيادة القوات المركزية الأميركية بشن مقاتلاتها غارة «بالخطأ» على مجموعة من «المعارضة المسلحة» في سورية، التي تدعمها واشنطن، وفتح تحقيق بهذا الشأن في البنتاغون.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، إن القوات الأميركية قصفت وحدة مسلحة من المعارضة السورية، قالت إنها مدربة جيداً ومجهزة في حادث إطلاق «نيران صديقة» في أواخر أيار، ما يثير تساؤلات حول جهود وزارة الدفاع الأميركية لتجهيز قوات محلية معارضة للحكومة السورية لمحاربة داعش.
والمثير في الحادث أن وزارة الدفاع الأميركية لم تكشف عنه حتى سئلت عن ذلك من الصحيفة، واعترفت الوزارة بذلك، موضحة أنه يتعلق بقصف «لواء المعتصم» المدعوم من البنتاغون في واحدة من الغارات الجوية على معرة النعمان يومي الـ27 والـ28 من أيار.
وقال بيان صادر عن الجيش الأميركي وقتها، إن مقاتلاته نفذت 3 غارات بالقرب من معرة النعمان، مستهدفة «اثنتين من الوحدات التكتيكية لداعش ودمرت المركبات التكتيكية للتنظيم»، لكن قادة من «اللواء» قالوا في مقابلات إن غارة جوية أميركية قصفت عناصرهم حين كانوا يقاتلون مسلحي التنظيم. وأكد رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم»، مصطفى سيجري، مقتل 10 من مقاتلي «اللواء» بالغارة الأميركية.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الحادث يعد النكسة الأخطر حتى الآن لجهود وزارة الدفاع الأميركية في الآونة الأخيرة للعمل مع قوات من «المعارضة المعتدلة» في شمال سورية.
من جهة ثانية، اعتبر الموفد الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لدى التحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكغورك، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن من شأن شن هجوم على منبج بريف حلب الشمالي التي تحاصرها قوات مدعومة من واشنطن( في إشارة إلى قوات سورية الديمقراطية) أن يحرم داعش من طريق إستراتيجية تربط بين معقله في الرقة وقلب أوروبا، حسب وكالة «أ ف ب».
وقال ماكغورك: إن «مدينة منبج هي المكان الذي عبر منه المهاجمون الذين نفذوا اعتداءات باريس والمهاجمون الذي نفذوا اعتداءات بروكسل، جميعهم عبروا من هذه المنطقة».
وأضاف: إنهم انتقلوا «من الرقة إلى منبج ومن ثم إلى العواصم التي أعدوا فيها لهجماتهم».
وتمكنت «قوات الديمقراطية» الجمعة، من قطع طرق الإمداد الرئيسية للتنظيم بين مناطق سيطرته في سورية والحدود التركية، بعد تطويقها بالكامل مدينة منبج في ضربة جديدة لداعش.
كما تمكنت هذه القوات التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً، بدعم من طائرات التحالف بقيادة أميركية، من تطويق مدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم بالكامل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد أن قطعت الطرق المتفرعة منها.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن: «إن قوات سورية الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم إستراتيجي ومحاصرة مدينة منبج»، مشيراً إلى «قطع الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية».
وحسب المرصد، تم قطع الطرق كلها من منبج وإليها والمتصلة بمناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم: شمالاً نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، من الجهة الجنوبية الشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، غرباً نحو مدينة الباب، أبرز معاقل داعش في محافظة حلب. وكان ماكغورك قال في تغريدة على «تويتر» الجمعة: إن «قوات سورية الديمقراطية قطعت الطريق بين منبج والباب، إرهابيو داعش باتوا مطوقين بالكامل ولا منفذ لهم».
وفي السياق أشار ماكغيرك، إلى أن معنويات العناصر الأجنبية في التنظيم تتداعى، وإن التنظيم يعدم مقاتلين في ساحة المعركة، حسب «روسيا اليوم».
وأضاف ماكغيرك: إن التنظيم خسر 50 بالمئة من الأراضي في العراق، و30 بالمئة في سورية، والحدود مع تركيا لم تعد متاحة لعناصره.
وأشار ماكغيرك إلى أن انخفاض المعنويات لدى مقاتلي داعش، أجبر التنظيم على تنفيذ إعدامات ميدانية لبعض عناصره، وأن داعش يعدم واحداً من قياداته كل ثلاثة أيام».
وقال ماكغيرك: إن التنظيم «خفض رواتب عناصره إلى النصف، لذا لم يعد لدى هذه العناصر الرغبة في البقاء»، وهذا الأمر أدى إلى «تغيير داعش لدعايته عبر دعوة العناصر إلى التوجه إلى ليبيا وليس إلى سورية».
في غضون ذلك، قالت رايس، خلال مشاركتها في ندوة نظمتها صحيفة «واشنطن بوست»، في العاصمة الأميركية واشنطن، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إنه يتم تحقيق تقدم مطرد في الحرب على داعش، معربة عن اعتقادها بأنه قد لا يكون ممكناً تطهير مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، من التنظيم، قبل انتهاء ولاية أوباما.
وأضافت رايس: «لا أستطيع أن أقول بشكل مؤكد أنه من الممكن النجاح»، مشيرة إلى أن محاربة داعش ستستغرق وقتاً.
من جانبها نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن وكالة «دوغان» التركية، أن طائرات التحالف ونيران المدفعية التركية قتلت 31 على الأقل من مقاتلي داعش في سورية، دون ذكر متى وقعت الهجمات.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...