"كتائب عبدالله عزام": لا شهادة ولادة "شرعية"

13-02-2014

"كتائب عبدالله عزام": لا شهادة ولادة "شرعية"

أول مرة ذكر فيها اسم "كتائب عبدالله عزام" كان في 7 تشرين الأول العام 2004، عندما صدر بيان عن التنظيم يتبنّى المسؤولية عن السيارة المفخخة التي استهدفت "فندق هيلتون" في مدينة طابا السياحية بمصر.
وبالرغم من أنه إلى الآن لا يمكن التأكيد أن هذا التنظيم هو نفسه تنظيم "كتائب عبدالله عزام" حديث الساعة في الشارع اللبناني، إلا أن استهداف الفندق في طابا لا يمكن اعتباره دليلاً على التمييز بينهما، لأن سيناء في فكر "تنظيم القاعدة" تعتبر جزءاً تابعاً لأرض الشام التاريخية.مواد متفجرة عثر عليها في السيارة التي اعترف بها نعيم عباس
وإذا كان الثابت أن السعودي صالح القرعاوي هو مؤسس "كتائب عبدالله عزام"، فإن المرجح أن هذا التنظيم لم يستطع أن ينال شهادة ولادة "شرعية" من "القاعدة"، وليس هناك أي وثيقة أو تصريح رسمي صادر عن "قيادة خراسان" يمكن الاستناد إليه للقول إن "كتائب عبدالله عزام" هي جزء من "القاعدة"، بالرغم من أن الكتائب حاولت في مراحل عدة أن تربط نفسها مباشرة مع "القاعدة" في أفغانستان. ففي 19 آب العام 2005 صدر بيان عن "تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة/ كتائب الشهيد عبدالله عزام" يتبنى المسؤولية عن إطلاق ثلاث قذائف كاتيوشا على تجمع لبوارج حربية أميركية في ميناء العقبة وميناء إيلات.
وصالح القرعاوي، الذي يعتبر مؤسس "كتائب عبدالله عزام"، لم يحمل لقب "أمير"، بل تؤكد العديد من المصادر أنه كان القائد الميداني لهذه الكتائب. وقد يكون مما له دلالته أن المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن "أمير لكتائب عبدالله عزام" كانت في الشهر السادس من العام 2012 عندما صدر تسجيل صوتي تحت عنوان "ربيع الشام" لماجد الماجد، مع الذكر للمرة الاولى أنه "أمير" الكتائب.
والمرجح أن القرعاوي شرع في تأسيس "كتائب عبدالله عزام" بعد العام 2006، أي بعد خروجه من السجن في السعودية وتوجهه إلى أفغانستان، حيث تزوج ابنة القيادي في "القاعدة" محمد الحكايمة، والملقب بأبي جهاد، الذي قتل في ضربة صاروخية أميركية نفّذتها طائرة من دون طيار في المنطقة القبلية الباكستانية. وهو ما ينفي أي صلة لتنظيم القرعاوي مع التنظيمات التي حملت اسم عبدالله عزام قبل ذلك، لا سيما أنه من المعروف أن أول نشاط للقرعاوي كان توجهه إلى العراق، حيث التقى بأبي مصعب الزرقاوي وانضم إلى تنظيمه. وأثناء تنقله بين العراق وسوريا قبضت السلطات السورية عليه وسلّمته إلى سلطات بلاده. ولم يخرج بعد ذلك من السعودية إلا في العام 2006، وهو ما يرجح أن لا علاقة له بـ"كتائب عبدالله عزام" التي تبنت التفجيرات في مصر في العامين 2004 و2005.
وبقيت وسائل الإعلام تشكك في "كتائب عبدالله عزام" وارتباطاتها الخارجية، إذ كان الحديث يقود تلقائياً إلى الحديث عن دور إيران في دعم بعض الجماعات التابعة لـ"القاعدة"، ولا سيما أن وسائل إعلام سعودية كانت تؤكد أن القرعاوي غادر السعودية إلى إيران وليس أفغانستان.
وبالرغم من إصابة القرعاوي في غارة أميركية في أفغانستان في حزيران العام 2010، قطعت جراءها ساقيه ويده اليمنى، وحلول ماجد الماجد محله في قيادة الكتائب، بقيت شائعة ارتباط القرعاوي بالاستخبارات الإيرانية تجد صدى لها في الإعلام الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً. ولم تنته هذه الشائعة إلا بعدما أعلنت "كتائب عبدالله عزام" في 19 تشرين الثاني العام 2013 مسؤوليتها عما أسمته، في البيان الصادر عنها، "غزوة السفارة الإيرانية" التي كانت من أضخم العمليات التي قامت بها الكتائب.
وبالرغم من أن "كتائب عبدالله عزام" لا تنتمي تنظيمياً إلى "القاعدة"، إلا أنها تتقارب مع "جبهة النصرة" (فرع "القاعدة" في الشام)، بينما تبتعد عن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، بالرغم من أن مؤسسها صالح القرعاوي يعتبر من تلامذة أبي مصعب الزرقاوي الأب الروحي لـ"داعش". ومع ذلك فإن تأثيرات الزرقاوي تظهر في أفكار "كتائب عبدالله عزام"، ولا سيما لجهة الموقف العدائي الصريح من الشيعة أو "الروافض" كما يطلق عليهم في أدبيات التنظيمات هذه.
ومن أهم السرايا التي تتبع لـ"كتائب عبدالله عزام"، "سرايا زياد جراح" و"سرايا الحسين بن علي" و"سرايا مروان حديد". وتبنت "سرايا زياد جراح" عمليات إطلاق صواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تبنت "سرايا الحسين بن علي" عملية تفجير السفارة الإيرانية، أما "سرايا مروان حديد" فإنها تتبنى إطلاق الصواريخ على معاقل "حزب الله" كما تسميها.
وفي الآونة الأخيرة، ظهر على الساحة اللبنانية تنظيم جديد باسم "جبهة النصرة في لبنان"، وقد أصدر بيانات جميعها تتبنى عمليات مشتركة مع "سرايا مروان حديد" التابعة لـ"كتائب عبدالله عزام"، وهو ما يطرح تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين "جبهة النصرة في لبنان" وبين "سرايا مروان حديد"، ولا سيما أن المعطيات الميدانية في سوريا تشير إلى أن مقر "سرايا مروان حديد" الرئيسي في سوريا، وقامت بعمليات عدة في الداخل السوري، وكانت جميع عملياتها بالاشتراك مع "النصرة" حصراً، وذلك قبل ظهور ما سُمي "جبهة النصرة في لبنان" بأشهر طويلة.

"اليونيفيل" تشيد وتتعاون مع الجيش

هنأ مصدر ديبلوماسي معني بملف "اليونيفيل" الجيش اللبناني على الإنجاز الأمني الذي حققه في خضمّ الحرب ضدّ الإرهاب. وقال : "لا يمكن التغلب على الإرهاب إلا بإرادة موحدة من المجتمع الدولي". ولفت المصدر الانتباه إلى أن "قوات اليونيفيل ملتزمة بتثبيت الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان ودعم المجتمعات المحلية هناك، والتنسيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل يتم على مستوى عال جداً، وهو تعاون وثيق وضروري من أجل التنفيذ الناجز لتفويض اليونيفيل المتمثل بتطبيق القرار 1701".
وردّا على سؤال عن تعاظم المخاوف على قوات "اليونيفيل" التي تعرّضت لاستهدافات إرهابية في الماضي، قال المصدر: "المخاوف ليست كلمة دقيقة، فثمة قلق على استقرار المنطقة وعلى سلامة الناس، خصوصاً أن لبنان ليس بعيداً من الفوضى التي تعاني منها بقية بلدان المنطقة لكن اليونيفيل على أتمّ الاستعداد للتعاون مع الجيش اللبناني لحفظ الاستقرار والأمن في منطقة عملياتها في الجنوب".

ليس قيادياً
 نفت "كتائب عبدالله عزام"، عبر تغريدة على "تويتر"، أمس، أن يكون الموقوف نعيم عباس قيادياً في التنظيم.

عبد الله سليمان علي

المصدر:  السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...