كيري: يتعين القيام بالكثير لوقف النار السورية والجبير يريد تسليح «المعتدلين» بصواريخ أرض ـ جو

20-02-2016

كيري: يتعين القيام بالكثير لوقف النار السورية والجبير يريد تسليح «المعتدلين» بصواريخ أرض ـ جو

أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بجدية الروس لوقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه أشار إلى انه لا يزال يتعين القيام بالكثير للوصول إلى وقف إطلاق نار، فيما أعلن مصدر ديبلوماسي أن السعودية وتركيا وفرنسا تدفع باتجاه وضع العراقيل بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
في هذا الوقت، واصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي تشارك بلاده في المجموعة الدولية لدعم سوريا، التغريد خارج سرب التفاهم الأميركي ـ الروسي، معلناً انه «يفضل تزويد جماعات المعارضة السورية المعتدلة بصواريخ أرض ـ جو لمواجهة الطائرات السورية»، برغم انه ربط هذا الأمر بموافقة التحالف الدولي.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك السعودي سلمان، في اتصال هاتفي بينهما، عن اهتمامهما بتسوية الأزمة في سوريا وضمان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان بوتين ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي، تم خلاله، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، «مناقشة الحالة السورية بالتفصيل على ضوء تفاقم الوضع على حدود هذه الدولة مع تركيا».
وقال مصدر ديبلوماسي،  إن أحد المشاركين في اجتماعات الخبراء الأميركيين والروس في جنيف، بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خرج بانطباع مفاده أن الإرادة الأميركية ـ الروسية المشتركة لإنجاز شيء ما في ملف التسوية السورية «ما زالت جدية وموجودة وأكثر من أي وقت مضى»، لكن الطرفين يقران بوجود معوقات كثيرة، أبرزها استشعار ممثل دي ميستورا أن الفرنسيين والسعوديين والأتراك يدفعون باتجاه وضع العراقيل في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، خصوصاً أن الولايات المتحدة ستكون بدءاً من حزيران المقبل في خضم السباق الرئاسي المحموم، وعندها ستصبح الإدارة الحالية في حكم العاجزة عن اتخاذ قرارات إستراتيجية في أي شأن خارجي كالأزمة السورية.
وأضاف الديبلوماسي أن دي ميستورا وضع الخبراء في أجواء محادثاته مع المسؤولين السوريين، والتي اقتصرت هذه المرة على وزير الخارجية وليد المعلم وكبار الموظفين في الخارجية السورية، حيث تمحورت حول موضوع المساعدات الإنسانية، و «هو لمس استياءً رسمياً سورياً لتجاهله وجود برنامج مساعدات تتولاه المؤسسات الرسمية السورية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر وعمره نحو خمس سنوات، ولا يستثني أي منطقة سورية، بما فيها بعض المناطق التي تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة، حتى أن الحكومة السورية تعمل على رمي المساعدات من الجو في المناطق التي يسيطر عليها داعش، مثل دير الزور، كنموذج للحالات التي تنعدم فيها القدرات التنسيقية.. وذلك على قاعدة أنها معنية بوصول المساعدات إلى مواطنيها بمعزل عن أي شرط».
وأشار الديبلوماسي إلى أن دي ميستورا تبلغ من المسؤولين السوريين وقائع تشي بمحاولة المعارضة السورية استثمار موضوع المساعدات لأسباب سياسية وغير إنسانية، علماً أن المجموعات المسلحة لطالما وضعت يدها على مساعدات دولية وسورية رسمية، وتاجرت بها لأسباب مادية وإعلامية كما أنها تفرض أسعاراً للمواد الأولية، مثل السكر والطحين بأسعار مضاعفة. كما أن الالتباس الذي حصل بين الموفد الدولي والمسؤولين السوريين قد عولج و «عادت الأمور إلى مجاريها».
وعُلم أن اجتماعات الخبراء تناقش قضية وقف النار، في ظل استمرار إشكالية تصنيف المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث يسعى بعض أعضاء المجموعة الدولية، وتحديداً السعودية، لتوفير مظلة لبعض المجموعات، خلافاً للموقف الروسي ـ الإيراني ـ السوري، عبر القول إن «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» ومجموعات أصولية أخرى تضم في صفوفها نسبة كبيرة من السوريين، كما أن القيادة سورية بمعظمها، وهذه النقطة رد عليها الفريق الآخر بالقول إن المرشدين الفعليين (ليس على الأرض) والتمويل هو «قاعدي» بامتياز، ولذلك ليس من الجائز استثناء أي من المجموعات.
ووفق المتابعين فإن موضوع وقف إطلاق النار يحتاج إلى وقت طويل لحل إشكاليات عدة، أولها تحديد طبيعة المجموعات الإرهابية وما هي أسماء تلك التي لا ينطبق عليها قرار وقف النار، ثم يأتي بعد ذلك تحديد الآلية ورسم الخرائِط وتحديد آلية المراقبة والضوابط والضمانات الخ.. وهي مهمة شائكة ومعقدة جداً وتحتاج إلى شهور، ولن يكون ممكناً إنجازها وفق المسار المرسوم في فيينا ثم جنيف.
ورداً على سؤال، قالت مصادر معنية في جنيف إنه ليس صحيحاً أن دي ميستورا في وارد تقديم استقالته من مهمته، كما يروج بعض أعضاء مجموعة العمل، ذلك أن الموفد الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي قدم استقالته عندما وجد أن لا جدية سياسية أميركية - روسية في التعامل مع ملف الأزمة السورية.. أما حالياً، فإن هذه الجدية موجودة ويتم التعبير عنها في مناسبات ومحطات متعددة.
وتعليقاً على المحادثات في جنيف، أعلن كيري، في لندن قبيل انتقاله إلى عمان للقاء الملك الأردني عبد الله الثاني، أنه «لا يزال يتعين القيام بالكثير» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال كيري إن «العمل على إجراءات وقف إطلاق النار في وضع مماثل لذلك الموجود في سوريا عملية معقدة جداً، وتفاصيلها كثيرة. لذلك فإن فرقنا منكبّة على العمل». وأضاف أن «المحادثات كانت جدية، وحتى الآن بنّاءة، إلا أن مشاكل عدة صعبة لا تزال بحاجة للحل». وتابع «نريد لهذه العملية أن تكون قابلة للاستمرار، وإذا أثبت كل المشاركين استعدادهم للجلوس حقاً وإنجاز ذلك يمكننا أن نصل إلى وقف للأعمال القتالية».
وقال الجبير، في مقابلة مع «در شبيغل» الألمانية، «نعتقد أن إدخال صواريخ ارض - جو سيغير موازين القوى على الأرض». ورد بـ «نعم» على السؤال حول ما إذا كان يؤيد تسليم هذا النوع من الأسلحة إلى «المتمردين».
وأضاف الجبير، في ميونيخ الأسبوع الماضي، أن «تسليم هذا النوع من الأسلحة سيتيح للمعارضة المعتدلة وقف حركة الطوافات والطائرات التي تقصفهم وتلقي عليهم المواد الكيميائية»، معتبراً أن «تسليم هذه الصواريخ غير موازين القوى في أفغانستان». لكنه شدد على أنه «لا بد من درس الأمر بتأن، لأن هذه الأسلحة يجب ألا تسقط في الأيدي الخطأ»، مضيفاً أن «قراراً من هذا النوع يجب أن يتخذه التحالف الدولي وليس السعودية».
واعتبر الجبير أن الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد لن ينقذه على المدى البعيد، مثلما فشل الدعم الإيراني ومن «حزب الله» والعراقيين والأفغان. وكرر أنه «يتعين على الأسد التنحي لتحقيق عملية سياسية في سوريا، والخيار الآخر هو المضي في الحرب، وسيهزم بشار الأسد». وأضاف أن الرياض ما زالت مستعدة لدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة «داعش» بقوات برية.
وبعد ساعات من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه «ليس لديه شك» في وقوف مقاتلين أكراد سوريين وراء الهجوم بسيارة مفخخة وسط أنقرة، تبنت مجموعة «صقور حرية كردستان»، المنشقة عن «حزب العمال الكردستاني»، التفجير، محذرة السياح الأجانب ومتوعدة «بتدمير» هذا القطاع المهم للاقتصاد التركي.
وانتقد اردوغان، الذي تلقى اتصال تعزية من نظيره الأميركي باراك أوباما، الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين».
واعتبر أنّ «روسيا تتحرك بالتنسيق مع النظام السوري والعناصر الكردية، وأنّ موسكو تسعى لإكساب هؤلاء مزيداً من المساحات في الشمال السوري، لتمكينهم من تشكيل حزام في تلك المناطق، من أجل تهديد أمن وسلامة تركيا»، لكنه جدد «عزم بلاده عدم السماح بتشكيل هذا الحزام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...