لأجل الأمن القومي الأميركي..أوقفوا الحرب ضد سوريه
الجمل- جيم دين*- ترجمة: رندة القاسم: الأرضية السياسية تهتز تحت أقدامنا هنا في الولايات المتحدة الأميركية، اذ تدور الأحاديث بأن أميركيا قد وصلت الى نقطة تحول، و أفهم ذلك من خلال الأعداد الأكبر التي بدأت تفهم بأن الشكل الحالي لحكومتنا قد خذلنا، بما فيها عقيدة توازن القوى التي بناها آباؤنا المؤسسون بعناية في نظامنا.
لم يكن آباؤنا يملكون كرة بلورية ، و ما كان بإمكانهم التنبؤ بأن قوى خارجية ستتحد مع عناصر مارقة غادرة و جشعة و خائنة داخل الأفرع المتعددة لحكومتنا من أجل أن تقوم حرفيا بتحويل البلد الى أداة بيد هذه القوى الخارجية.
القضية الحالية المتعلقة بالهجوم الكيماوي المشبوه في سوريه لاقت أقل عدد من الدعم لعمل عسكري أميركي على مدار التاريخ، و لكن اذا لم يكن هذا الأمر سيئا بما فيه الكفاية فان ادراة أوباما سترتكب خطأ ثانيا. فموقفهم الرسمي يقول: "نملك القوة للقيام بذلك، لذا لا يهم ما يفكر به الناس". و هذه حركة غبية جدا من قبلهم و أعتقد أنهم سيرونها هكذا لو نظروا الى الخلف.
و هنا تظهر العملة ذات الوجهين، ففي الواحد و العشرين من حزيران أرسل أوباما ملاحظة الى الكونغرس لتبرير قانون قوى الحرب War powers) ( تشير الى السبعمائة جندي و بطاريات الصواريخ المرسلة الى الأردن. وفي السابع و العشرين من حزيران ألغى قانون قوى الحرب بقوله أنه لن يستخدم أبدا لأن أساسات الدستور الأميركي ستتقوض باستخدام قانون لحرب مستمرة دون اجماع الكونغرس.
و قبل أكثر من أسبوع قال أوباما أنه سيسعى للحصول على موافقة الأمم المتحدة لأجل ضرب سوريه، و تغاضى عن حقيقة أن تحالفا دوليا ضخما هو ما يجعل الهجوم مبررا دبلوماسيا. غير أنه قال بأن القيام بذلك أمر يصعب البت فيه. و بعد أيام تحول موقفه ثانيه حين قال بأنه يملك السلطة لمعاقبة من يستخدم أسلحة الدمار الشامل (و لكن ليس عندما تستخدمه اسرائيل أو حلفاؤنا). و بعد أن دعمت الولايات المتحدة قتل مائة ألف سوري، و جرح أعداد لا تحصى و تهجير ثمانية ملايين في خطتها الكارثية من أجل تغيير النظام، نقوم الآن باتهام سورية بجريمة رهيبة.
و الآن ، و الى أن يتحول موقفه ثانيه، يقول أوباما أنه يريد من الكونغرس المناقشة و التصويت، و لكنه لا يزال يصر عل أنه يملك القوة لشن هجوم بكل الأحوال. هل أصبت بالارتباك؟ ألا يبدو و كأن قوة كبرى في حالة من الهلع؟ و لكن لماذا؟
لا بد و أن مستشاري السياسة العامة في البيت الأبيض مصابون باضطراب في عقولهم اذا كانوا يعتقدون أن الأميركيين لن يتذكروا التقارير التي جرتنا الى سلسلة من الحروب الكارثية التي عرضت أمننا القومي للخطر بشكل جدي، و لا زالت. على المرء أن ينظر للخلف و يسأل فيما اذا كان هذا هو بالضبط الغرض منها.
أعزاؤنا صانعو سياسية أوباما و العاملون في ال CIA ، نحن نتذكر أي خدعة كان عميلنا السري "Curve Ball" و لا نعتقد أنه خدعكم، بل نعتقد أنكم تركتم أنفسكم عرضة للخديعة كجزء من خدعتكم أنتم أنفسكم.
نحن نذكر التضحية بكولين بويل، و نذكر وزير الدفاع دون رامسفيلد مؤديا دور بائع السيارات المستعملة على ال CNN و هو يعرض المدن تحت الأرض، صنع هوليوود، التي كانت ملكا للقاعدة في افغانستان، نعم، كل هذا كان كذب، و نحن نتذكره.
الشعب لا يعتقد أن الأمر كان معلومات خاطئة ، و انما دليلا مخادعا استخدم لاستغباء الرأي العام و جرنا كما القوارض الى البحر. رامسفيلد محتقر الآن في المجتمع العسكري و الاستخباراتي و كذلك بوش و تشيني و بقية الخونه من المحافظين الجدد.
لا زلنا نذكر حديث وولفويتز كيف ان انتاج عامين من النفط العراقي يمكنه تغطية نفقات الحرب على العراق كاملة. و يمكنني الاستمرار أكثر و اكثر و كلنا نعلم الآن أنه تاريخ طويل من فشل اثر آخر، باستنثاء الأموال التي حصّلها اولئك الذي رؤوا في عدة عقود من الحرب على الارهاب عملا رائعا.
و لكننا شهدنا في هذا الأسبوع بدء استيقاظ قطاعين هامين من المجتمع الأميركي من سباتهما الطويل، و هما الأغلبية الصامتة و الجنود الأميركيين و عائلاتهم. و ال 10% من الأميركيين المؤيدين للهجوم على سورية في استطلاعات الرأي يهود أميركيون داعمون لاسرائيل و صهاينة مسيحيون متشددون. و الأمر الذي أغفل هو أن معظم الصهاينة المسيحيين لم يكونوا في عداد المؤيدين للضربة العسكرية، و حتى قياداتهم بدت و كأنها حنت رؤوسها للأسفل.
و الجنود الذين لا يزالون في الخدمة، أو غادروها، يعلمون أنهم استخدموا بشكل خاطئ في الماضي و يملكون الآن ما يكفي من الذكاء ليميزوا وجود كذبة أخرى متعلقة بتهديد الأمن القومي تستخدم كغطاء لشيء آخر.و يدركون بأن تبرير الهجوم على سورية هو جزء من استمرار الحروب التجارية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لضمان حماية الأسواق لأجل الشركات متعددة الجنسيات. و يرون في عناصر الحكومة المارقة المتحدة مع هذه الشركات متعددة الجنسيات أخطر تهديد قومي واجهته أميركا، و هم محقون في ذلك 100%.
عندما استخدم أوباما جون كيري لعرض الدليل الهزيل على شن سورية لهجوم بأسلحة كيماوية في مناطق خلفتها قواتها البرية، فانه في الواقع أطلق النيران على قدمه. و لم يرد أي ذكر لامتلاك المتمردين للأسلحة الكيماوية أو استخدامها.
و ضع أوباما نفسه الآن في صف نظام بوش الابن، و تعتبر ادارته بحد ذاتها تهديدا للأمن القومي. و أوباما و البريطانيون الفرنسيون التزموا الصمت حيال العمليات الارهابية التي قادتها السعودية بواسطة الأمير بندر، و قتلوا من السوريين ما فاق عدد من ماتوا في أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك. و أولئك المتآمرين لأجل حصول كل ذلك ارتكبوا جريمة ضد الانسانية تحت غطاء القانون الدولي. و التهمة ببساطة هي التآمر لارتكاب الارهاب و اتخاذ اجرءات مباشرة لتنفيذ ذلك.
و يعلم العالم الآن أن "ايران تمتلك أسلحة نووية" و تم خلق الذعر على امل الحصول على الدعم في ضربة ضد ايران. و النتائج الاقتصادية لهذه البلية قد تعني تخزين الاقتصاد العالمي في صهريج. و اي شعب، و أي أمة مستعدة لخطر هكذا كارثة مالية و نحن نعلم أن النظام المالي العالمي هو منزل لبطاقات، تم بناؤه بحيث يفيد الأقلية على حساب الأكثرية؟
و الناجون الوحيدون من كارثة كهذه هم فقط المستفيدون منها. لماذا تملك بعض الشركات متعددة الجنسيات قدرات استخباراتيه تتجاوز الكثير من الدول؟ لماذا تمتلك واحدة من شركات الانترنيت الرئيسية قسما شبه عسكري و تمتلك علاقات سرية مع الحكومة بما فيها ادارة فرق اغتيال؟ هل تعتقد أنهم يقومون بذلك لأجل مصالح عامة أو لصالحهم هم؟
علينا أن نقوم بما هو أكثر من ايقاف هذا الهجوم على سورية، علينا تحطيم هذه الآلية و المخططات، يجب أن نحفر بعمق في وطننا و نقتلع جذور التهديدات لأمننا القومي، علينا القيام بذلك لندافع عن أنفسنا، فقد قاموا فعلا بقتلنا في الحادي عشر من أيلول و أفلتوا من العقاب، ما يجعلهم خطيرين جدا.
في الأسبوع القادم سيعمد مؤيدو الحرب الى التأثير على جماعاتهم في الكونغرس. و يحتاج الشعب الأميركي الى خلق الرعب في قلوب رجال الكونغرس بشكل لم يعرفوه من قبل.علينا أن نعيد الى الذاكرة اختراقات البيت الأبيض التي أدت الى حروب زائفة بناء على حجج زائفة.و علينا أن نتخلص من التجسس الاسرائيلي في الكونغرس ، السكينة الموضوعة على عنق وطننا.
نحتاج فرعا رابعا في الحكومة عمله الوحيد هو التخلص من جذور الفساد و الخيانه في الحكومة. و يجب أن يكون هذا الفرع مستجيبا فقط للشعب ، حيث لا يملك أي كيان سياسي سلطة الفيتو. عندها فقط سنمتلك أمنا قوميا بكل معنى الكلمة، و الأمر الجيد الوحيد الذي نحصل عليه من هذا الرعب من التهديدات السورية الايرانية المزيفة هو استخدامها لشن حملة لاستعادة أميركا من جديد. يجب أن نتعهد الى بعضنا البعض بأن تكون سورية المرة الأخيرة التي ندعهم يخدعونا، فعدد كبير في حكومتنا يعلمون من هم حقا الأشرار، و لكنهم لا يقولون لنا ذلك، لأنهم خائفون. يجب أن نبحث عن طريقة لجعلهم في صفنا، و الا فاننا سنستمر في كوننا مؤسسي القاعدة و تفرعاتها. نسأل الرب العون لانقاذنا من هؤلاء الهمجيين.
*بقلم الكاتب و الصحفي الأميركي
عن موقع Press T.V.
الجمل
إضافة تعليق جديد