لافروف: يجب البدء بتنفيذ اتفاق جنيف النووي وروحاني يذكّر بحق التخصيب

12-12-2013

لافروف: يجب البدء بتنفيذ اتفاق جنيف النووي وروحاني يذكّر بحق التخصيب

احتفت طهران برسول موسكو الديبلوماسي. استقبلته رافعة شعار وحدة المسار وضرورة الحوار. قصد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يظهر من دون ربطة عنق في صورته الأولى من المطار، ليس في القصة إشارات فيما قد يذهب باتجاهها بعض العقائديين، لكن القصد أن عميد الديبلوماسية الروسية أراد رفع الكلفة والتعبير بالملابس عن عمق العلاقة المستجدة بين البلدين.روحاني خلال استقباله لافروف في طهران أمس (أ ف ب)
«جنيف النووي» والآخر السوري كانا على الطاولة حتماً، لكن الأهم كان التباحث في ما سمعه الروس من ضيفهم اللدود رئيس الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان، الذي زار موسكو والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين.
سوريا كانت حينها سيدة المحادثات، وإيران من دون شك حضرت بقوة لأنها منذ حين تعني للسعودية النظام كما تعتبر هي النظام مرادفاً لإيران.
سمع الروس الكثير حول النار التي ستأكل المنطقة بسبب فرد واحد، وكيف أن إيران تأخذ العلاقات إلى أسفل الدرك بتمسكها بألا حل بوقوفها إلى جانب الأسد.
بندر يعلم أيضاً أن الروس مفتاح للحل والربط، وأنه إذا ما كسبهم أو على الأقل أقنعهم بنقطة من أصل عشر نقاط يريدها، فهم الأقدر على تحقيقها.
بعث بندر إلى الإيرانيين برسالة واضحة عبر الحليف الروسي، فخيار نيرون حاضر كما أن خيار السادات حاضر، المهم ان المنطقة أمامها خيارات مفتوحة وأن الكرة في مرمى إيران، فإذا أصرت على حليفها السوري فستخسر المنطقة حتى وإن وقفت أميركا إلى جانبها، وهي إن تخلت عنه فلها أن تفتح كل الأبواب أمامها وإن وقف العالم ضدها.
الروسي لم يكن ساعي بريد فحسب، بل إنه بحكم حلفه مع الأسد وطهران، عبر عن رأيه أيضاً. هو نقل موقف الروسي الذي سمعه بندر بوضوح، كيف يرحل الأسد وهو اليوم صاحب اليد العليا، ولم العجل في اتخاذ قرارات طالما أن اجتماعاً للأطياف السورية المختلفة في جنيف برعاية دولية بإمكانه الوصول إلى خواتيم يرتضيها أبناء البلد.
لم تكن الزيارة السعودية وحدها على جدول الأعمال الروسي الإيراني. الحديث امتد لما هو أعمق وأكثر ارتباطاً بالبلدين. التعاون الروسي الإيراني وتطوير التحالف إلى ما هو أكثر مما عليه اليوم، فكلا البلدين لديه مع الآخر مشتركات ذات أبعاد إستراتيجية، بل إن ما يهمس في الأروقة عن عصر جديد في المنطقة بدأ يتجلى في ما يشبه استنهاض لتجربة التحالفات القديمة.
اليوم روسيا وإيران تقفان معاً، ومعهما العراق وسوريا ومصر والمقاومات، ومن يدري، فأفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي قد تنضم إلى النادي مع ما يحكى في إيران عن اتفاقية أمنية تم توقيعها بين طهران وكابول، هذا إن تجاهلنا الغزل التركي القطري الإيراني، ورسائل المودة الأخرى التي عبرت الخليج بمجرد أن وضع الحبر على الورق في جنيف.
دعا لافروف من طهران أمس، «الدول المسؤولة» إلى التحرك لضمان أن يفضي مؤتمر السلام الدولي حول سوريا في كانون الثاني المقبل «إلى نتيجة إيجابية».
وقال لافروف إن «على كل الدول المسؤولة أن تفعل شيئاً ليفضي مؤتمر جنيف 2 إلى نتيجة ايجابية»، وذلك رداً على سؤال لأحد الصحافيين عن شائعات مفادها أن الرياض ستهدد الدول الحليفة للنظام السوري إذا ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية جديدة في العام 2014 المقبل.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أن «الذين لا يريدون التوصل إلى مثل هذه النتيجة يثبتون عدم التزامهم بمطالب الأسرة الدولية»، مشيراً إلى أن «مبادرة جنيف 2 مدعومة من المجتمع الدولي ومن قرار دولي وعلى المجتمع الدولي أن يطبقه».
وأكد الوزير الروسي أكثر من مرة أن إيران «لاعب أساسي» في تسوية النزاع السوري، معتبراً أن مؤتمر «جنيف 2 يجب أن يجسد نص جنيف 1».
ودعا لافروف أيضاً، إلى مواصلة المباحثات بعد الاتفاق المبرم في جنيف بين طهران والدول الست الكبرى، قائلاً إنه «يجب بدء المشاورات للتوصل إلى حل شامل وإنهاء المسائل المتعلقة بهذا الملف».
وأكد لافروف على الحفاظ على بنود اتفاق جنيف كما هي وألا توضع أي تفاسير جديدة حولها. وقال إن «الأطراف التي اجتمعت في جنيف اتفقت على وضع جميع النشاطات النووية الإيرانية تحت رقابة وإشراف كامل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث أن إيران تنفذ هذه الخطوة».
وأكد أن موسكو «ترغب في مواصلة تعاونها مع إيران»، لافتاً «ندرك رغبة إيران بأن تمتلك محطات نووية مدنية مثل محطة بوشهر»، ومشدداً على أن المحطة الإيرانية الوحيدة «تعمل بالمياه الخفيفة ولا يوجد أي قرار دولي يمنع ذلك».
والتقى لافروف أيضاً، الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث ناقشا موضوع الاتفاق النووي الايراني.
وأكد الرئيس الإيراني على أن الاتفاق الأولي الذي عقد في جنيف «يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، والدول التي تفسره بطريقة غير هذه تضر بجهودنا المشتركة لبناء الثقة».
من جهته، قال ظريف إن طهران مستعدة للمشاركة في «جنيف 2» ولكن من دون وجود «شروط مسبقة»، مؤكداً على أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يحل النزاع.
ونووياً، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق النهائي «مرحلة صعبة في المفاوضات مع مجموعة الـ5+1».
وأشار إلى المشاكل المتعلقة بتسليم روسيا لإيران نظام صواريخ «أس 300» أرض جو، وهو عقد ألغته موسكو في العام 2010 تطبيقاً للعقوبات الدولية بسبب برنامج طهران النووي.
وقال ظريف «ما زلنا نصر على تطبيق الاتفاقات السالفة»، معرباً عن «الأمل في أن تتم تسوية المشكلة بشكل مقبول». ولفت إلى أن «هناك مباحثات، وفي بعض الحالات أصبحنا قريبين جداً من اتفاق ومن تطبيقه».
من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران أمس، أنهما ترغبان في الاتفاق الشهر المقبل على «خطوات عملية» إضافية، لزيادة الشفافية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس المفتشين في الوكالة الذرية تيرو فاريورانتا، بعد محادثات في فيينا أمس، أن الاجتماع الذي سيعقد في 21 من كانون الثاني المقبل، سيغطي كذلك المزاعم بشأن أبحاث قامت بها إيران لتطوير قنبلة نووية.
وأضاف فاريورانتا للصحافيين «نهدف إلى التوصل إلى اتفاق حول طبيعة هذه الخطوات العملية في اجتماعنا الفني المقبل».
بدوره، قال رضا نجفي، السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية، إن الاجتماع كان «جيداً جداً»، وأنه تطرق إلى «خطوات عملية» جديدة يجب اتخاذها في «المرحلة التالية بعد 11 شباط المقبل».
إلى ذلك، انتقد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، حكومة روحاني، قائلاً إنها «واقعة تحت تأثير الأفكار الغربية».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن جعفري قوله إن «الإجراءات التي تحكم النظام الإداري للبلاد كما كانت عليه من قبل، لكن تم تعديلها قليلاً وللأسف أصابتها الأفكار الغربية ويجب إجراء تعديل أساسي».
وأضاف أن «التهديد الرئيسي للثورة يوجد في الساحة السياسية، ولا يمكن للحرس الثوري أن يلزم الصمت في مواجهة ذلك».
وانتقد جعفري أيضاً، وزير الخارجية الإيراني بسبب تصريح نسب إليه يشير ضمناً إلى أن إيران ضعيفة عسكرياً، قائلاً «نعتبره ديبلوماسياً ذا خبرة، لكن ليس له أي خبرة في المجال العسكري».

رباب الزبيدي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...