لبنان: فرار معتقل من «فتح الإسلام»
طغت فضيحة «الهروب الكبير» الذي لم يكتمل، لثمانية من أخطر موقوفي «فتح الاسلام» في سجن رومية اللبناني على النقاش السياسي حول الحكومة اللبنانية، لاسيما وان هذا النقاش بات يتسم بالعقم ويدور حول ذاته، بعدما أدلى كل طرف بدلوه وتمترس خلف شروطه.
وطرحت ملابسات عملية الفرار أسئلة كثيرة وكبيرة تبدأ من الجوانب الاجرائية المتصلة بواقع السجون وآلية العمل فيها وتنتهي عند الابعاد السياسية لقضية موقوفي «فتح الاسلام»، خصوصا وان لجنة التحقيق الدولية حققت حتى الآن مع معظم موقوفي «فتح الاسلام» و«القاعدة» في لبنان، علما ان السجين الفار طه أحمد حاجي سليمان (سوري الجنسية) كان الى جانب شاكر العبسي في أحد السجون السورية، ويقال انه أنيطت به لاحقا مهمة التجنيد لصالح «فتح الاسلام»، في حين أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي انه ليس مجرما خطيرا وان توقيفه تم في العام 2006 قبيل اندلاع حرب «نهر البارد».
بالعودة الى الوقائع، فقد تمكن ثمانية أعضاء في»فتح الاسلام» ـ من بينهم المسؤول الاعلامي السابق ابو سليم طه والمتهم بتفجير عين علق ياسر الشقيري ـ من نشر قضبان نافذة الزنزانة التي يحتجزون فيها داخل الطابق الثاني في سجن رومية، بواسطة منشار حديدي، بعدما كانوا يلجأون خلال فترة انجاز عملهم الى تغطية آثار النشر بمادة من المعجون الاسود لتجنب لفت الانتباه اليهم.
ومع إتمام عملية شق القضبان تدلى الموقوفون من النافذة بواسطة شراشف وأغطية صنعوا منها حبلا، ثم بنوا من أجسامهم سلما بشريا وبدأوا بمحاولة تسلق جدار السجن على أكتاف بعضهم البعض، إلا ان المحاولة ضبطت قبل اكتمالها، فانفرط عقدها وتم اعتقال 7من اعضاء المجموعة، بينما تمكن طه أحمد حاجي سليمان من توظيف رشاقته البدنية بفعل وزنه الخفيف (قرابة 50كيلو) للفرار نحو الاحراج المحيطة بالسجن.
وعلى الفور نفذت القوى الامنية اللبنانية عملية تمشيط واسعة بمعاونة سلاح الجو ولاسيما الطوافات التي تساعد في المراقبة والاستكشاف. وأقفلت كل المداخل المؤدية الى السجن، فيما سجل انتشار أمني مكثف في الاحراج والوديان المحيطة به.
وشاركت في عملية البحث مجموعات من مغاوير الجيش وفهود قوى الامن الداخلي واستخدمت الكلاب البوليسية كما تمت الاستعانة بسرية الخيالة للمرة الاولى.
واتخذ الجيش اجراءات امنية مشددة عند مداخل بعض المخيمات الفلسطينية تحسبا لاحتمال توجه السجين الفار اليها، فيما عممت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه صورة السجين الفار، ودعت المواطنين الى «إبلاغ أقرب مركز عسكري في حال مشاهدته، او لدى الحصول على أي معلومات عن مكان وجوده».
وأبلغت مصادر أمنية واسعة الاطلاع انها تميل الى الاعتقاد ان المجموعة التي حاولت الفرار كانت قد نسقت عملية هروبها مع أحد ما خارج السجن، وهذا ما يفسر على الارجح تمكن السجين الوحيد الذي نجح في الفرار من الاختفاء بسرعة على الرغم من مسارعة قوى الامن والجيش الى تطويق المنطقة الحرجية المحاذية للسجن وتمشيطها.
وأضافت: نحن نركز في التحقيق الآن على هذا الجانب ونعمل على التدقيق مع باقي أعضاء المجموعة في هذه النقطة بالتحديد. ورجحت ان يكون حاجي سليمان قد اعتمد خط قساطل المجارير كوجهة سير له لمدة تقارب العشر دقائق حتى وصل الى حيث كانت تنتظره سيارة على الاغلب، لافتة الانتباه الى انه تم العثور على بقع دم في بعض الاماكن التي تم تمشيطها ما يؤشر الى إصابة السجين الفار خلال تسلقه الاسلاك الشائكة المزروعة في أعلى جدار السجن.
على الصعيد الحكومي، استمرت المراوحة سيدة الموقف، ولم يُسجل أمس أي تطور في اتجاه اختراق حالة الجمود التي تطبع مساعي تشكيل الحكومة، وبقيت أصداء المؤتمر الصحافي للعماد ميشال عون هي وحدها تملأ جزءا من الفراغ الذي زاده اتساعا صيام الاقطاب عن الكلام من الرئيس نبيه بري الى الرئيس المكلف سعد الحريري مرورا بالنائب وليد جنبلاط.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد