لقاء جعجع – مبارك والدور المصري الجديد في لبنان

15-10-2008

لقاء جعجع – مبارك والدور المصري الجديد في لبنان

الجمل: تناقلت التقارير الإخبارية الزيارة التي قام بها سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية إلى العاصمة المصرية القاهرة والتي أجرى فيها بعض المحادثات والمباحثات مع المسؤولين المصريين.
* جدول أعمال جعجع "المعلن" في القاهرة: ماذا تقول التقارير؟
برغم أن معظم التقارير قد تعرضت لوصف زيارة جعجع إلى القاهرة بأنها زيارة غير عادية فإن المعلومات والتسريبات المتعلقة بالزيارة لم تتجاوز حدود التفاصيل العامة التقليدية، وحتى الآن فإن استعراض ما ورد حول الزيارة يتمثل في النقاط الآتية:
• التقى جعجع بالرئيس المصري حسني مبارك.
• الوفد القواتي المرافق لجعجع يضم النائب أنطوان زهرا، والوزير السابق جو سركيس، ومسؤول الشؤون الخارجية في القوات اللبنانية جوزيف نعمة.
• غادر الوفد لبنان يوم الاثنين ليلاً.
• ستستغرق الزيارة بضعة أيام، أما اللقاءات التي أجراها الوفد فقد شملت أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
* لقاء جعجع – مبارك: ماذا تقول التقارير؟
التقى سمير جعجع بالرئيس مبارك وتقول المعلومات بأن جعجع قد حث الرئيس المصري على ضرورة القيام بـ:
• مساعدة لبنان من أجل استعادة سيادته على مزارع شبعا المحتلة.
• القيام بممارسة الضغوط على الولايات المتحدة لجهة القيام بالضغط على إسرائيل لكي تنسحب من مزارع شبعا.
• إقناع سوريا بضرورة التوقيع على وثيقة مشتركة مع الحكومة اللبنانية تشدد وتؤكد على لبنانية مزارع شبعا.
وتقول التقارير والتسريبات بأن سمير جعجع قد تطرق في لقاءه مع الرئيس مبارك إلى موضوع الحشود العسكرية السورية على الحدود السورية – اللبنانية وأكدت التقارير أن جعجع أكد لمبارك أن:
• الحشود السورية لا تهدف إلى حماية الحدود من خطر عمليات التهريب.
• الحشود تهدف إلى تذكير اللبنانيين ولفت أنظارهم إلى أن سوريا ما تزال موجودة.
• تهدف الحشود إلى وضع سكان الشمال اللبناني تحت الضغوط من أجل التأثير على خياراتهم في الانتخابات اللبنانية القادمة.
وأضافت التقارير بأن جعجع والوفد المرافق له قد التقوا بكل من وزير الخارجية أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
* المعطيات الموازية للزيارة:
تقول المعلومات والتقارير بأن سمير جعجع بعد فراغه من زيارة القاهرة فإن جدول أعماله سيتضمن الآتي:
• عقد لقاء المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة الذي يتزعمه الوزير السابق سليمان فرنجية.
• سيتم عقد اللقاء في القصر الرئاسي في بعبدا.
• سيتم اللقاء بحضور العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر.
• من المحتمل أن يحضر اللقاء زعيم حزب الكتائب أمين الجميل.
* القراءة في الأبعاد غير المعلنة لزيارة جعجع للقاهرة: ماذا تقول التفسيرات؟
خلفيات الأداء السلوكي لسمير جعجع تشير إلى دوره في العمليات السرية إضافة إلى القيام بدور البروكسي – الوكيل للسياسة الإسرائيلية بالدرجة الأولى وللسياسة الأمريكية بالدرجة الثانية، ولهذا السبب فإن:
• مطالبة جعجع للرئيس مبارك بالضغط على الأمريكيين والإسرائيليين من أجل استعادة السيادة اللبنانية على مزارع شبعا هي مطالبة في غير مكانها وتثير الكثير من الشكوك لأن جعجع أقرب مكانة إلى الإسرائيليين والأمريكيين من حسني مبارك ولو هدد جعجع بتجميد نشاط القوات اللبنانية إن لم ينسحب الإسرائيليون من مزارع شبعا، فإنه من المؤكد أن الإسرائيليين سينسحبون فوراً لأن خسارتهم لمزارع شبعا أقل بكثير من خسارتهم لخدمات القوات اللبنانية.
• إن حديث جعجع حول حشود القوات السورية على الحدود مع لبنان لا معنى له لأن ما تطرق إليه يمثل رأياً متداولاً في أوساط الساسة اللبنانيين المعادين لسوريا إضافة إلى أن المتحدثين الرسميين الأمريكيين سبق أن تطرقوا للأمر بهذه الطريقة.
وعلى هذه الخلفية يمكن أن نتلمس أن للزيارة أبعاداً أخرى تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد لقاء جعجع – مبارك، ويمكن الإشارة إلى ذلك على أساس اعتبارات أن زيارة جعجع للقاهرة أتت في وقت قام فيه بعض الزعماء اللبنانيون بالزيارات الآتية:
- زار الجنرال ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر إيران والتقى بالرئيس أحمدي نجاد ووزير الخارجية مانوشهر متكي.
- زار الشيخ سعد الحريري زعيم تيار المستقبل السعودية.
وعلى خلفية هذه الزيارات فإن زيارة جعجع للقاهرة هدفت إلى خلق نوع من توازن القوى الدبلوماسي بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهو توازن يحتاج إليه جعجع والقوات اللبنانية التي ظلت معزولة داخل البنية الدبلوماسية الإقليمية العربية وعلى الأغلب أن تكون زيارة جعجع للقاهرة قد تمت بناء على ضغوط إسرائيلية – أمريكية على مصر، وعلى الأغلب أن يكون جعجع قد طلب من الإسرائيليين والأمريكيين مساعدته في القيام بمثل هذه الزيارة.
حملة المصالحات التي يتوقع حدوثها في الساحة اللبنانية سوف لن تقتصر على لقاء المردة – القوات اللبنانية، وإنما كذلك هناك محاولات لبعض المصالحات الأخرى التي قد يكون من أبرزها:
• لقاء تيار المستقبل – حزب الله.
• لقاء الحزب التقدمي الاشتراكي - حزب الله.
كذلك تقول التقارير بأن الرئيس سليمان سيقوم بزيارة إلى الفاتيكان وإجراء لقاء مع البابا بندكت وقد تحدد يوم 30 تشرين الأول الحالي موعداً للزيارة.
تحليل الأداء السلوكي لزيارة جعجع للقاهرة وجدول أعماله يمكن أن يشير إلى الآتي:
• وجود مسؤول الشؤون الخارجية في القوات اللبنانية والاجتماع مع وزير الخارجية المصري هو أمر يشير بكل وضوح إلى وجود ترتيبات دبلوماسية بين الحزب والسلطات المصرية.
• وجود الوزير السابق جو سركيس والنائب أنطوان زهرا، والاجتماع مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية هو أمر يشير بوضوح إلى وجود ترتيبات دبلوماسية معينة بين القوات اللبنانية والسلطات المصرية.
وما هو لافت للنظر أن تحركات جعجع ووفده شملت وزير الخارجية المصري الحالي ووزير الخارجية المصري السابق (عمرو موسى)، هي تحركات يمكن أن يفهم منها أن هناك تنسيقاً مشتركاً بين موسى وتلميذه أبو الغيط الحالي لجهة وحدة تحركات الجامعة العربية – الخارجية المصرية في الساحة اللبنانية بالتنسيق مع القوات اللبنانية.
تشير المعلومات السابقة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم الأطراف الخليجية والسعودية في دعم حلفائها اللبنانيين ولكن هذه الأطراف الخليجية إضافة إلى السعودية أصبحت في الفترة الأخيرة تجد حرجاً شديداً في تقديم الدعم للقوات اللبنانية، وأشارت بعض التسريبات الإسرائيلية إلى أن جعجع قد سبق وطالب واشنطن بالضغط على السعودية والبلدان الخليجية لتزويده بالأموال اللازمة لتمويل نشاطاته ومخططات القوات اللبنانية، ومن الواضح، أن مصر ستقوم في المرحلة القادمة بدور القناة التي ستقوم بتمرير الدعم السعودي إلى القوات اللبنانية، وبسبب لقاء جعجع – أبو الغيط، فعلى الأغلب أن يتم نقل هذا الدعم عبر السفارة المصرية في بيروت أو ربما عبر قناة ثالثة يتم الاتفاق على ترتيباتها الإجرائية بين مسؤول العلاقات بالخارجية في القوات اللبنانية ووزارة الخارجية المصرية.
أما بالنسبة لعمرو موسى، فهو لقاء مثير للغرابة، خاصة وأن أمين عام الجامعة العربية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتورط في مثل هذه الملفات الدبلوماسية ومن ثم فعلى الأغلب أن يكون جعجع قد وجد الفرصة سانحة في القاهرة للتفاهم مع موسى بعيداً عن أضواء بيروت وعلى الأغلب أن يكون اللقاء مع موسى قد ركز على دفع الأخير باتجاه التحرك نحو معالجة موضوع الحشود السورية على الحدود اللبنانية وهو أمر سيتيح لجعجع فرصة إرسال عناصره والتغلغل داخل سوريا خاصة وأن ملف العمليات السرية في المنطقة تقوده وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي بالتنسيق مع جعجع الذي يشرف على الجانب العملياتي وسعد الحريري الذي يشرف على الجانب التمويلي وبقية كورس قوى 14 آذار الذي يشرف على توفير الغطاء السياسي..
إضافة لذلك فإن فعالية الحشود العسكرية السورية في ردع الصراع الدائر داخل الشمال اللبناني هو أمر لا يريده بالأساس سمير جعجع الذي يسعى باتجاه تصعيد الصراع اللبناني – اللبناني بما يتيح له إسقاط اتفاق الدوحة وإرجاع توازن القوى اللبناني الداخلي إلى ما كان عليه قبل الاتفاق ومن المعروف أن جعجع قد وقع على الاتفاق ولكنه أضاف عبارة "مع التحفظ" بجانب توقيعه، وبالتالي فإن لقاء جعجع – موسى قد يكون قد تطرق إلى محاولة التوافق بين الطرفين حول منظور جعجع للحوار الوطني اللبناني وهو منظور يهدف إلى تقويض العملية من أساسها.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...