للمرة السادسة الحكومة الإسرائيلية تجتمع لبحث نشوب حرب مع سورية
للمرة السادسة خلال شهر ونصف، عقدت هيئات الحكومة الإسرائيلية اجتماعات خاصة للبحث في خطر نشوب حرب على الجبهة الشمالية مع سوريا وحزب الله، في ضوء المد والجزر في الحديث عن «صيف ساخن» على هذه الجبهة ، سواء لأسباب تتعلق بحزب الله أو بهضبة الجولان المحتلة أو حتى بضربة أميركية لإيران تترك أثرها على هذه الجبهة.
وفيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن اجتماع أمس هو جلسة للمجلس الوزاري المصغر، قالت مصادر أخرى إنه اجتماع وزاري مقلص عقد خصيصا للبحث في احتمالات الحرب مع سوريا. ووصفت هذه المصادر الإعلامية الاجتماع بأنه بالغ الحساسية، موضحة انه تم الطلب من الوزراء تسليم هواتفهم الخلوية قبل الدخول إلى غرفة الاجتماعات.
وأوضح موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» أن رئيس الوزراء ايهود أولمرت قال في مستهل الجلسة إن الحرب غير متوقعة مع سوريا ولا توجد نوايا للتصعيد. وشدد أولمرت على أنه لا إسرائيل ولا سوريا تريدان الحرب «ولكن هناك خشية من أن يظن أحد بطريق الخطأ ان هجوما وحربا لا أحد يريدها سوف تقع». وأضاف انه لذلك «ثمة حاجة للاستعداد لمواجهة كل السيناريوهات، كي تكون إسرائيل على استعداد» مشددا على أن عقد مثل هذه الاجتماعات هو من أجل التأكد من الاستعداد «ومع ذلك تتطلع إسرائيل لتجنب التوصل لاستنتاجات خاطئة».
وسمع الوزراء، في الجلسة، تقارير حول الخطر الصاروخي من لبنان وسوريا وعن مقدار التقدم في تنفيذ توصيات تقرير مراقب الدولة حول جاهزية الجبهة الداخلية. وتشدد مصادر إسرائيلية على أن ما يزعج إسرائيل ليس فقط الخطر من سوريا، وإنما كذلك من الحدود اللبنانية. فأحد السيناريوهات الإسرائيلية يركز على مواجهة مشتركة ضد سوريا وحزب الله وحماس في الوقت نفسه وبدعم إيراني لهذه الأطراف.
وأبلغ وزير شؤون المتقاعدين رافي إيتان الإذاعة الإسرائيلية أن الاجتماع كرس للبحث في توفير الرد على الخطر الصاروخي، مشددا على أنه طالما لا تملك إسرائيل جوابا على الخطر الصاروخي «لن يكون بوسعنا الخروج من المناطق» المحتلة. وأضاف أنه «طالما هناك أحمدي نجاد في إيران والقاعدة والوجود الشيعي في سوريا ولبنان، فإنه محظور على إسرائيل التنازل عن مناطق حيوية لأمنها».
ونظرا لكثرة الحديث في الأشهر السابقة عن احتمالات الحرب مع سوريا، عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى إظهار اهتمامها بجاهزية كل من الجيش والجبهة الداخلية لهذه الحرب. وتجلى الاهتمام من جانب الجيش، بالمناورات المكثفة التي أجراها في الجولان ومناطق اخرى لتطوير قدراته.
وفي إطار الرغبة في التملص من الاتهامات بأنه اختار طريق الحرب وتجاهل الإشارات السورية الداعية للسلام، تراجع أولمرت مؤخرا عن رفضه التام للبحث في هذا الموضوع وأعلن استعداده للسلام مع دمشق. غير ان استعداد أولمرت لم يوفر الضمانات التي تطالب بها سوريا من أجل استئناف المفاوضات حول الجولان.
وفي ظل الخشية من «سوء فهم» يقود إلى حرب في ظل تعاظم الاستعدادات من الجانبين، توالت اشارات الطمأنة والتصعيد من قادة الدولتين، وفقا لمتطلبات الوضع. وحذر عدد من القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل من أن ترك المسألة السورية عرضة للأخذ والرد، ينطوي على خطر الانزلاق نحو الحرب. ولذلك طالبوا الحكومة وقادة الجيش في إسرائيل، بالكف عن إطلاق التهديدات أو إجراء المناورات الواسعة في الجولان.
ويركز ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية على أن الاجتماعات في هذا الشأن، تعقد في إطار التحسب لاحتمالات التصعيد وليس بسبب توفر معطيات جديدة عن تغيير في الانتشار الدفاعي السوري. تجدر الإشارة إلى أن الأنباء الإسرائيلية تحدثت في الأيام الأخيرة عن طلب وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخل موراتينوس الاجتماع على عجل مع اولمرت لشأن يتعلق بسوريا. وشددت هذه التقارير على احتمال أن يكون موراتينوس، الذي زار العاصمة السورية مؤخرا، يحمل إما ردا سوريا على رسالة إسرائيلية أو رسالة سورية لأولمرت.
وأشار موقع «هآرتس» إلى أنه شاركت في الاجتماع غالبية أعضاء المجلس الوزاري المصغر: أولمرت وتسيبي ليفني وإيهود باراك وحاييم رامون وأفيغدور ليبرمان وإيلي يشاي ورافي إيتان وآفي ديختر وشاؤول موفاز وبنيامين بن أليعزر ودانييل فريدمان.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي كان قد استمع، قبل ثلاثة أسابيع، إلى تقارير حول منظومة الصواريخ السورية وإلى التقدير بعدم وجود نوايا هجومية للجيش السوري. وأشارت التقارير إلى اتساع القدرة السورية على إصابة مختلف المناطق في إسرائيل.
من جهة أخرى، أشار المعلق العسكري رون بن يشاي في موقع «يديعوت أحرونوت» إلى أن التقدير الرسمي في الجيش الإسرائيلي يرى أن لا نية لسوريا لمهاجمة إسرائيل، على الأقل في الشهور القليلة المقبلة.
وعدد بن يشاي أسباب الخشية في إسرائيل من هجوم سوري، فقال أنها تتلخص في «نشر منظومة صواريخ أرض ـ أرض، ليس كاتيوشا 122 ميلليمترا، وإنما من عيارات 222 و302 بل و600 ميلليمتر القادرة على حمل رأس حربي يزن مئة كيلوغرام حتى نصف طن لمسافات تصل إلى تل أبيب. وليس لدى إسرائيل حتى الآن رد مناسب عليه. وتضاف إلى ذلك منظومة الصواريخ المضادة للدروع والمضادة للطائرات والتي تشكل عرقلة لكل محاولة جوية أو برية لضرب منظومة صواريخ أرض أرض».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد