مؤشرات الرأي الـعام العربي: إيران لا تهدد الأمن العربي وإسرائيل هي الأكثر تهديداً
أنجز «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» بحثاً ميدانياً شمل أكثر من ستة عشر ألف شخص في اثني عشر بلداً عربياً هي: فلسطين، لبنان، الأردن، العراق، السودان، مصر، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السعودية، اليمن. وكانت الغاية قياس الرأي العام العربي ومواقفه من الديموقراطية والثورات العربية، وآراء المواطنين في شأن دور الدين في الحياة العامة والحياة السياسية، علاوة على مدى رضا المواطنين العرب عن أحوالهم الاقتصادية، وعن الدول الأكثر تهديداً للأمن العربي وغير ذلك من الموضوعات الحيوية. جرى هذا البحث بين شباط 2011 وأيلول 2011، وشارك فيه بعض المراكز البحثية المتخصصة في البلدان العربية المذكورة التي تؤلف نحو 85% من مجموع سكان العالم العربي. ويطمح هذا البحث المسحي الى توفير قاعدة بيانات مفتوحة للباحثين العرب وصُناع القرار السياسي ومنظمات المجتمع المدني تساعدهم في تعميق المعرفة بالمجتمعات العربية خلافاً للصور النمطية والأحكام المسبقة التي تسم كثيراً من الآراء الشائعة في البلدان العربية. واللافت في هذا المسح كبر حجم العينة؛ فقد جرت العادة لدى المراكز البحثية على تقليل عدد أفراد العينة الى ما تحت الألف مستجيب، وإذا زادت فلا تتخطى الأربعة آلاف. إلا أن هذه العينة التي بلغت 16173 مستجوباً أتاحت الوصول الى درجة ثقة تتجاوز 95%، وبهامش خطأ في المعاينة يقارب 3,5%.
بعض المؤشرات
من بين المؤشرات اللافتة في نتائج هذا المسح أن 73% من المستجيبين قالوا إنهم راضون عن حياتهم مقابل 27% قالوا إنهم غير راضين. وبالطبع، تتفاوت الإجابات بحسب البلدان، غير أن المفاجئ هو أن أعلى نسبة من الذين أفادوا بأنهم راضون يعيشون في موريتانيا والسودان والسعودية، بينما ذكر 35% من الفلسطينيين أنهم غير راضين. وقد أبدى 53% رضاهم عن الوضع الاقتصادي لأسرهم، في حين أبدى 46% عدم رضاهم. أما في شأن الوضع السياسي فجاءت النتائج خلافاً لنتائج تقويم الرضى عن الأحوال العامة، فقد قال 29% انهم راضون عن الوضع السياسي في بلدانهم، بينما عبر 60% من المستجيبين عن عدم رضاهم. وكان لبنان في رأس عدم الراضين (91%). وفي سياق آخر، أظهر المسح ان 36% غير مهتمين بالسياسة على الاطلاق مقابل 40% يهتمون بالسياسة اهتماماً جدياً. ويتابع هؤلاء السياسة من خلال التلفزيون أولاً (69%) ثم الراديو فالانترنت فالصحف اليومية.
أظهرت نتائج الاستطلاع ان 24% من المستجيبين يرغبون في الهجرة الى خارج بلدانهم مقابل 74% لا يرغبون في ذلك. من جهة أخرى رأى 51% أن إسرائيل هي الدولة الأكثر تهديداً، تليها أميركا (22%)، فبعض الدول العربية المجاورة والتي لديها مشكلات الجوار في المرتبة الثالثة (37%)، وحلت إيران في المرتبة الرابعة (5%). ولا تنطبق هذه النتائج على فلسطين إذ إن هناك شبه إجماع على أن إسرائيل هي البلد الأكثر تهديداً. أما في ميدان الثورات العربية فقد أيد 71% من العينة إطاحة زين العابدين بن علي، وعارضها 8% فقط (الباقون بلا أجوبة). بينما أعرب 80% عن تأييدهم إطاحة حسني مبارك، وعارضها 8% أيضاً. ولوحظ أن 15% من العينة عارضوا النظام الديموقراطي وأيده 67% (الباقون بلا أجوبة). وعارض 56% وصول حزب ديني الى السلطة مقابل 31% ايدوا ذلك.
التدين والعلمانية والعروبة
أظهر الاستطلاع ان 85% من الناس يصفون أنفسهم بأنهم متدينون، وأجاب 11% بأنهم غير متدينين. ووافق 47% على فصل الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية بينما عارض هذا الأمر 38%. ورفض 59% تأثير رجال الدين في القرارات الحكومية، وقبل بها 25%. وأيد 43% فصل الدين عن السياسة، بينما رفضها 42%. وتشير النتائج الى أن 36% من المستجوبين يرون أن سكان العالم العربي أمة واحدة ذات سمات واحدة، بينما يرى 17 % منهم ان سكان العالم العربي أمم وشعوب مختلفة، وقال 36% إن سكان العالم العربي أمة واحدة ولكن بسمات مختلفة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد