ما هو مصير نوري المالكي بعد جولة الانتخابات البرلمانية القادمة
الجمل: ستنعقد جولة الانتخابات البرلمانية العامة في العراق يوم 16 كانون الثاني 2010، وتقول المعلومات أن رئيس الوزراء نوري المالكي، وعلى خلفية التطورات السياسية العراقية الجارية، سيواجه صعوبات كبيرة في جولة الانتخابات هذه المرة.
* المالكي يرقص على صفيح ساخن:
برغم سعي المالكي للحفاظ على مركزه في الانتخابات العامة القادمة فإن كل المؤشرات الجارية تقول أنه سيواجه موقفاً صعباً ومن أبرز الدلائل على ذلك:
• تفكك التحالف الشيعي الذي سبق أن استند عليه المالكي في صعوده إلى منصب رئيس الوزراء وهو التحالف الذي حمل اسم "الائتلاف العراقي الموحد".
• قيام الأطراف الشيعية الرئيسية بتشكيل تحالف جديد معارض لتوجهات المالكي وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه وهو أمر سيضعف حصول المالكي وحزبه على تأييد شيعة الجنوب العراقي وشيعة بغداد.
• خلافات المالكي مع الرئيس جلال طالباني إضافة إلى توجهات الكتل الكردية الرئيسية التي تتحالف مع الأطراف العراقية الأخرى إلا في حالة الحصول على المزيد من التنازلات والمزايا النسبية الجديدة.
• تصاعد أنشطة المقاومة العراقية المسلحة والسياسية وما ترتب عليها من إسقاط منظور المالكي القائل أن حكومته نجحت في استعادة أمن واستقرار العراق.
• سعي المالكي المتزايد لتوتير العلاقات مع دول الجوار وهو أمر سيترتب عليه فقدانه لأصوات العراقيين الموجودين في الخارج والذين يبلغ عددهم الملايين.
لم ينجح نوري المالكي في حل المشاكل الاقتصادية العراقية وفي مجال السياسة الخارجية فقد أدت توجهاته إلى توتير العلاقات مع الجوار وخاصة سوريا، وحالياً وبرغم رهانه على علاقاته مع واشنطن فإن الضغوط الأمريكية ضد طهران سوف لن تسمح له بحرية المناورة التي كان يتمتع بها من خلال علاقات بغداد – طهران وعلاقات بغداد – واشنطن.
* المالكي في مواجهة القوى السياسية الصاعدة:
تقول المعلومات أن خصوم المالكي في الانتخابات العراقية القادمة سيتمثلون ليس في الزعماء السنة أو الأكراد وإنما في الزعماء الشيعة الذين نجحوا بالأساس في تشكيل التحالف الشيعي الموحد الجديد الذي سيخوضون من خلاله المعركة الانتخابية ومن أبرز هؤلاء الزعماء:
• ابراهيم الجعفري – رئيس الوزراء السابق.
• عمار الحكيم - الزعيم الجديد للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
• مقتدى الصدر - زعيم التيار الصدري الذي سعى المالكي لاستهدافه عسكرياًَ وأمنياً من خلال صراعات جنوب العراق السابقة.
• إياد علاوي – رئيس الوزراء العراقي السابق.
• أحمد الجلبي – حليف أمريكا الرئيس في الساحة السياسية العراقية.
إضافة لذلك سيواجه المالكي معارضة شديدة بواسطة الزعيم العراقي عادل عبد المهدي الذي يتولى حالياً منصب نائب الرئيس جلال طالباني.
حتى الآن لا توجد أي مؤشرات تحدد طبيعة صيغة توازن القوى التي سيعتمد عليها نوري المالكي في حملته الانتخابية وعلى ما يبدو فإن المالكي يسعى للقيام بدور "ميكافيللي العراق" من خلال استخدام وتوظيف منظور الخطر الخارجي والمؤامرة الخارجية، بما يتيح له تجميع الرأي العام العراقي ولكن برغم مساعي المالكي الحثيثة فإنه ما زال غير قادر على تحديد مصدر الخطر الخارجي الرئيس الذي يهدد العراق، علماً أن جميع العراقيين وبمختلف توجهاتهم يجمعون على أن مصدر الخطر هو الوجود العسكري الأمريكي في العراق والتدخل الإسرائيلي فيه!
على أساس اعتبارات التغيرات والتبدلات التي حدثت مؤخراً في خارطة التحالفات السياسة العراقية وما ترتب عليها من تغيرات في صيغة موازين القوى السياسية العراقية تستطيع القول أن المالكي هو الأقل حظاً وبأن الجعفري هو الأوفر حظاً في شهر كانون الثاني القادم، ولكن من يدري فقد تحدث المزيد من التطورات الميدانية التي يمكن أن تغلب الموازين خاصة وأن العراق بوضعه الحالي لا يشهد عملية عسكرية أمريكية فقط وإنما أيضاً عمليات سرية أمريكية وإسرائيلية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد