ما هي خطة تسيبي لينفي وما دور العرب المعتدلين فيها
الجمل: صرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية لإذاعة راديو الجيش الإسرائيلي بأن إسرائيل لا تعارض المشاركة السورية في لقاء قمة مؤتمر السلام المتوقع انعقاده خلال شهر تشرين ثاني المقبل في الولايات المتحدة، ونفت تسيبي ليفني المزاعم القائلة بأنها أجرت لقاء سريا مع نظيرها السوري في نيويورك، كذلك رفضت تسيبي ليفني الحديث عن الشائعات المتعلقة بمزاعم قيام القوات الجوية الإسرائيلية بضرب منشأة نووية سورية.
• خطاب تسيبي ليفني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:
تقول معلومات صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني سوف تقوم بإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وسوف يركز هذا الخطاب على المفاصل الآتية:
- ضرورة التحرك من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني وانتقاد الدول التي تتحرك بسلبية إزاء أزمة الملف النووي الإيراني.
- توضيح لطبيعة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
- المطالبة باعتماد المبادئ العامة للديموقراطية.
• تسيبي ليفني وحيثيات الضربة الاستباقية الإسرائيلية الجديدة ضد العرب.
يستخدم الإسرائيليون نفس الطريق التي يستخدمها المسؤولون الأمريكيون والتي تركز على إبراز ظاهر الشيء بغير ما يخفي باطنه، ومن الواضح أن الإسرائيليين هم الذين علموا المسؤولين الأمريكيين على هذا النوع من منهجية الخطاب السياسي.
• التدقيق الفاحص في النقاط التي سوف يركز عليها خطاب تسيبي ليفني أمام الجمعية يشير إلى أن إسرائيل ومن ورائها أمريكا تخططان لتوجيه ضربة استباقية سياسية جديدة ضد العرب وحيثيات هذه الضربة تتدرج وفقا للمعطيات الآتية التي سوف يطرحها خطاب الوزيرة الإسرائيلية بحسب ما ورد في صحيفة هاآرتس.
• هناك عجز وعدم قدرة دولية إزاء التعامل مع البرنامج النووي الإيراني وهناك بعض البلدان تعمل وتتصرف كأنما هي تتوقع أن المشكلة – أي مشكلة البرنامج النووي الإيراني سوف تنحل من تلقاء ذاتها.
• إن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ليس هو السبب وراء مشاكل ومتاعب المنطقة وبالأحرى فهو جزء من معركة أكبر بين الديموقراطية والتطرف.
• يتوجب على الأمم المتحدة أن تقوم بوضع وانتهاج قواعد ومبادئ شاملة من شأنها أن تحظر وتمنع أي تنظيم مسلح أو جماعة تؤيد العمل المسلح من خوض الانتخابات إلا إذا قبلت بالمبادئ والقواعد الرئيسية للديمقراطية.
إذا قمنا باستخدام طريقة (جمع المعادلات الرياضية) وقمنا بجمع هذه النقاط الثلاثة مع بعضها البعض فإننا نتوصل إلى الآتي:
- تسعى إسرائيل ومن ورائها أمريكا وفرنسا وبقية دول الاتحاد الأوروبي و(بعض الدول العربية) إلى الدفع باتجاه زيادة الضغوط الدولية على إيران وفي الوقت نفسه إعطاء المبرر لتوجيه الضربة الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران.
- تسعى إسرائيل إلى تغيير خلفية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على النحو الذي يترتب عليه تغيير خلفية الصراع العربي – الإسرائيلي كله بحيث يتم القضاء على فكرة الحقوق العادلة المشروعة للأطراف العربية وتحل محلها فكرة أن الصراع هو بين إسرائيل (الديموقراطية) والعرب (المتطرفين).
- تسعى إسرائيل من وراء ما أطلقت عليه تسمية المبادئ والقواعد الرئيسية للديموقراطية إلى نقل الصراع السياسي العربي إلى مرحلة جديدة تستطيع إسرائيل ومن ورائها أمريكا السيطرة على الآتي:
• العملية السياسية الفلسطينية وذلك لأن وضع مثل هذه القواعد سوف يؤدي إلى حرمان حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية من المشاركة في الانتخابات وبالتالي تقع المؤسسات التشريعية والتنفيذية وبقية هياكل السلطة الفلسطينية في يد الأطراف الفلسطينية غير المعنية بمقاومة الاحتلال أو بالأحرى الجماعات الفلسطينية التي يتزعمها التكنوقراط مثل سلام فياض وغيره من أصحاب التوجهات السياسية الفلسطينية التي تشبه بقدر كبير (جماعات الخضر) الأوروبية.
• العملية السياسية اللبنانية: وسوف يؤدي تطبيق هذه القواعد إلى حرمان حزب الله اللبناني وحركة أمل وبقية فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية من خوض الانتخابات اللبنانية.
وعموما التحرك الدبلوماسي الإسرائيلي الجديد الذي تقوده وتتبناه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ليس تحركا عشوائيا إضافة إلى أنه ليس مجرد اقتراح بل هو مخطط شامل تسانده الكثير من التحركات والتوافقات الدبلوماسية وتقول المعلومات بأن إسرائيل ومن ورائها أمريكا قد قطعت شوطا كبيرا في هذا المخطط الذي بدأ منذ بضعة أشهر دون أن يتم الانتباه إليه بواسطة الكثير من خبراء صفحات الشؤون الإسرائيلية في كبريات الصحف العربية، ونود أن نشير باختصار إلى أبرز المحطات في هذا المخطط:
- نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عددا كبيرا من البحوث والدراسات حول حزب الله اللبناني وحركة حماس ثم أعقب ذلك بدراسة مطولة تحدثت عن كيفية مقاومة هذه الحركات عبر صناديق الاقتراع، وأعقب ذلك في مرحلة لاحقة (دفع) الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقيام بتعديل قانون الانتخابات الفلسطيني على النحو الذي يؤدي إلى إضعاف إن لم يكن إقصاء حركة حماس عن العملية السياسية الفلسطينية وقد كان هذا الحدث بمثابة (بالونة الاختبار) التي حاول بواسطتها خبراء إسرائيل واللوبي الإسرائيلي التعرف على نوع وطبيعة ردود أفعال الرأي العام إزاء هذا النوع من التحركات والتغيرات الفائقة الخطورة.
- نشطت تحركات إسرائيل ومن ورائها الإدارة الأمريكية في مجال استخدام (الدبلوماسية الوقائية) وتوظيفها وصولا إلى هذا الهدف (أي وضع المبادئ والقواعد الرئيسية للديموقراطية)... وتقول المعلومات الواردة من إسرائيل بأن تسيبي ليفني قد:
ناقشت الوزراء العرب الذين قابلتهم مؤخرا في نيويورك حول هذه الفكرة وأكدت الوزيرة الإسرائيلية بأنها طرحت للوزراء العرب فكرة قد وافقوا عليها بكل سهولة ويسر.
اتفقت تسيبي ليفني مع المسؤولين في إدارة بوش حول (القواعد الرئيسية للديموقراطية) وعلى ما يبدو فإن مراكز الدراسات التابعة للوبي الإسرائيلي قد أعدت الدراسات والبحوث المتعلقة بهذه القواعد وتحديد مدى فعاليتها في (عزل) الحركات والقوى السياسية العربية المعادية لإسرائيل في البلدان العربية، وعلى وجه الخصوص في فلسطين ولبنان من الوصول إلى مراكز صنع واتخاذ القرار.
إن وضع وإقرار (القواعد الرئيسية للديموقراطية) سوف يؤدي إلى المزيد من الصراعات والتوترات في البنية السياسية الفلسطينية واللبنانية، إضافة إلى أنه سوف يتيح لإسرائيل وأمريكا استخدام مؤسسات المجتمع الدولي في عملية التدخل وقمع قطاعات واسعة من الرأي العام العربي في فلسطين ولبنان بما يؤدي إلى حرمانها من حق المشاركة في الانتخابات.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد