مبادرة الحوار الفلسطيني على السكة ودمشق تعرض المساعدة في إنجاحها

06-06-2008

مبادرة الحوار الفلسطيني على السكة ودمشق تعرض المساعدة في إنجاحها

عبرت دمشق عن ارتياحها للدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس في شأن الحوار الفلسطيني، وترحيب حركة "حماس" بهذه الدعوة. وحض مسؤول في وزارة الخارجية أمس الطرفين على "استئناف الحوار الفلسطيني - الفلسطيني على أساس إعلان صنعاء والمبادرة اليمنية وقرار القمة العربية في دمشق". وأعرب عن استعداد سورية بصفتها رئيسة للقمة العربية لـ "تحقيق هذا الحوار وإنجاحه صونا للحقوق الوطنية الفلسطينية".

بعد أن وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادرته للحوار الوطني على السكة امس بعد الاعلان عن تشكيل لجنة للبحث في آليات بدء الحوار ستجتمع مع الاطراف المعنيين الاسبوع المقبل، في وقت يعتزم القيام بجولة عربية واسعة لتوفير دعم للمبادرة التي أبدت دمشق استعداداً «للمساعدة في انجاحها»، في حين اعلنت الولايات المتحدة انها لا تعارضها. كما اعربت القاهرة عن استعدادها لاستضافة الحوار، على ان تتوافر «ضمانات» لنجاحه.

ورحب رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية بمبادرة عباس، وقال: «ننظر بإيجابية الى الروح الجديدة»، داعياً الى «البدء فورا بحوار وطني شامل على قاعدة اعلان صنعاء الذي يمثل المدخل العملي لتنفيذ المبادرة اليمنية». كما دعا الجامعة العربية الى «رعاية الحوار وخطوات المصالحة على غرار ما حصل في لبنان... على اساس لا غالب ولا مغلوب». وطالب في سبيل تهيئة الاجواء للحوار، بوقف الحملات الاعلامية المتبادلة واطلاق المعتقلين السياسيين. واتهم الادارة الاميركية بتوظيف الملف الفلسطيني «لتمرير سياساتها العدوانية في المنطقة... والحرص على تعزيز الانقسام الفلسطيني».

وغداة اعلان عباس المفاجئ دعوته الى الحوار الوطني للمصالحة مع حركة «حماس» على اساس المبادرة اليمنية بكل عناصرها، اعلن مكتبه في بيان تشكيل لجنة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية، مضيفاً ان «اللجنة ستجتمع الاسبوع المقبل للاتصال بالأطراف المعنيين من اجل مناقشة الآليات التنفيذية لهذا الاعلان ببدء الحوار». وكشف امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه ان عباس سيزور القاهرة والرياض ودمشق وصنعاء ودولاً عربية اخرى لبحث الدور العربي في الحوار الوطني.

ورغم ان المبادرة لاقت ترحيباً واسعاً من الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، الا ان التصريحات الاولى والاشتراطات التي صدرت عن مسؤولين من الحركتين، لا تنبئ بأن هذا المسار سيكون سهلاً. فمن جهة، ربط مقربون من عباس بدء الحوار مع «حماس» باتخاذ الحركة خطوات فعلية للتراجع عن «انقلابها» في قطاع غزة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت: «الأمر برمته يتوقف على حماس... اذا ارادت تكريس سلطتها في غزة، فإن الحوار لن يتقدم»، مضيفاً ان عباس طرح مبادرته بهدف توفير سلّم لـ «حماس» كي تتراجع عن الانقلاب، وتحفيز العرب على لعب دور في تطبيق المبادرة اليمنية التي تبنتها قمة دمشق.

اما على الجهة الاخرى، فترى «حماس» ان عباس لم يدع الى الحوار الا بعد ان فشل مشروعه للتسوية وفشل في اقصاء الحركة. وقال القيادي في الحركة ممثلها في لبنان أسامة حمدان ان عباس «دعا إلى الحوار بعدما فقد الأمل في الإسرائيليين، ويحاول الآن العودة إلى البيت الفلسطيني»، مؤكداً أن «حماس ستتعاطى مع صحوته المتأخرة بإيجابية».

رغم ذلك، اكتسبت مبادرة عباس زخماً كبيراً بعد الارتياح الذي عبّرت عنه دمشق والاستعداد الذي أبدته بصفتها رئيسة للقمة العربية للمساعدة «في تحقيق هذا الحوار وانجاحه». في الوقت نفسه، قالت مصادر مصرية إن القاهرة لا تعارض استضافة الحوار «خصوصاً لو ضمنّا نجاحه». من جانبها، اعربت واشنطن امس عن عدم معارضتها دعوة عباس للحوار مع «حماس»، وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو: «لم نعترض على الاتفاق اليمني، لكن... على حماس (ان تفي) ببعض الالتزامات بموجب الاتفاق قبل اجراء هذه المحادثات حتى تكون مثمرة».

محمد يونس- فتحي صباح

المصدر: الحياة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...