مجلة أميركية: أرقام ضحايا «التحالف» في الرقة لا تمثل شيئاً أمام الواقع
أكدت مجلة «وايرد» الأميركية، أن عدد الضحايا المدنيين الذي قتلوا في مدينة الرقة من جراء قصف «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا أكثر بكثير من الأرقام التي أعلن عنها هذا «التحالف». جاء ذلك في تقرير نشرته المجلة حول المقابر الجماعية التي خلفتها المعارك بين قوات «التحالف» و«قوات سورية الديمقراطية– قسد» من جهة وتنظيم داعش الإرهابي في الرقة من جهة ثانية والتي انتهت باتفاق بين الطرفين أسفر عن انسحاب آمن للتنظيم من المدينة، وذكرت فيه أن الغارات الجوية للتحالف قتلت ما لا يقل عن 1200 مدني، وذلك بحسب تقديرات الجيش الأميركي.
لكن المجلة وفي التقرير نقلت سكان من الرقة، بحسب مواقع إلكترونية معارضة قولهم: إن أرقام القتلى المدنيين التي أعلن عنها «التحالف» لا تمثل شيئاً أمام أرض الواقع، ورأى العديد من هؤلاء السكان أن القصف الجوي الجائر سيؤدي إلى المزيد من التطرف في السنوات القادمة.
وفي أيلول من العام الماضي زعم «التحالف» أن عدد المدنيين الذين قتلوا خلال عملياته في سورية والعراق بلغ 1114، منذ آب 2014، على حين دحض «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض في الشهر ذاته رواية «التحالف» مؤكداً أن الأخير قتل منذ الـ23 من أيلول من العام 2014، حتى 23 أيلول 2018، نحو 11846 شخصاً في البلدين، بينهم 3177 شهيداً مدنياً سورياً، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور. ولفتت المجلة الأميركية في تقريرها إلى «انشغال الناس حالياً بإيجاد أحبائهم ليتمكنوا من دفنهم بالشكل الصحيح، على أمل أن يقوموا بإعادة إعمار مدينتهم المدمرة بعد ذلك». وبعد سيطرة «قسد» على الرقة، أعلنت عن تشكيل ما يسمى «مجلس الرقة المدني»، ومع بداية عام 2018 قام الأخير بتشكيل فريق تحت مسمى «فريق الاستجابة الأولية» مهمته العثور على المقابر الجماعية، ونقل الجثث منها والتعرف عليها.
ولفت المجلة في التقرير إلى تلك الجثث تم دفنها على عجل، مشيرة إلى أن بعض المقابر يوجد فيها جثة واحدة، وفي مقابر أخرى تتواجد 1500 جثة، ولم يتسن للسكان دفنهم بشكل لائق بسبب حدة المعارك.
وأشارت إلى أن «فريق الاستجابة» وظف مجموعة من الرجال، بدؤوا كحفاري قبور، ويعملون من الثامنة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر، على أمل أن يجد الأهالي رفات أحبابهم.
وأوضحت، أنه يتعذر على الأهالي في كثير من الأحيان التعرف على الجثث، وفي أحيان كثيرة يعتمدون على نوع الملابس، أو أسنان الموتى، للتميز بينهم، وأضافت: «توزع الجثث المستخرجة، لتدفن بأسرع ما يمكن، بسبب غياب التيار الكهرباء وشبه انعدام لوجود الثلاجات، ويعاد دفن الجثث المجهولة في المقابر الحديثة، على حين تدفن جثث أخرى في مقابر خارج المدينة».
وذكرت المجلة أن الفريق يعمل على تحديد القبور في البداية، ووصفت هذه المهمة بأنها «شاقة بسبب غياب المعدات الحديثة وضعف التمويل، ويستخدمون خرائط جوجل، باحثين عن صفوف مستوية ضمن الحقول، أو عن خيوط متتالية، قد تكون ضالتهم لاستكشاف مقبرة جديدة».
ولفتت إلى أن «لجنة الاستجابة» تبلغ الأهالي «عبر واتساب والماسنجر ليحصلوا منهم على العلامات المميزة لأقاربهم، كأحذية كان يرتديها القتلى لآخر مرة، أو ربما سن ذهبية، أو ساعة يد».
إضافة تعليق جديد