"مرتزقة الدوحة " يغلقون أبواب السلم الأهلي في سورية
بدا واضحاً مما تمخضت عنه اجتماعات قوى سورية معارضة مرتهنة للخارج في الدوحة إصرار تلك القوى على اطالة أمد الأزمة التي تمر بها البلاد وإراقة مزيد من الدماء، فبعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام وبإشراف أميركي خليجي، وقعت تلك القوى بالأحرف الأولى اتفاقاً على تأسيس جسم معارض جديد لا يعدو أن يكون أكثر من توسيع لمجلس اسطنبول، حمل اسم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» حسب ما نقلت وكالة «ا.ف.ب» عن المعارض رياض سيف.
ويقوم الائتلاف على نفس لاءات المجلس الرافضة للحل السياسي وللحوار والمصرة على «إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه»، على أن يقوم بتشكيل حكومة مؤقتة بعد حصوله على «الاعتراف الدولي» الموعود.
ودفعت الضغوط التي مارستها كل من أميركا وقطر والإمارات وتركيا، على مجلس اسطنبول إلى الموافقة على الكيان الجديد بعدما أبدى تحفظا عليه لأيام، ولعل تأكيد السفير الأميركي في سورية روبرت فورد أمام قيادات المجلس أن بلاده لن تتدخل عسكرياً في سورية أو تمد المعارضة بالسلاح هو ما دفع المجلس للقبول على ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء. في الأثناء حذرت «هيئة التنسيق الوطنيةِ» المعارضة على لسان مسؤولها بالخارج هيثم مناع في مقابلة مع قناة «الميادين من «تأليفِ حكومة مؤقّتة» في المنفى، في حين أعلن «تيار بناء الدولة السورية» المعارض في بيانه «رفضه المطلق» لمحاولات تشكيل حكومة من شخصيات سورية في المنفى، لأنها «تحيّد إرادة السوريين»، و«تنتهك السبل الديمقراطية» في آليات تشكيل الحكومة، وكذلك لكونها «صنيعة دوائر خارجية» ووصف تلك المحاولات بـ«الاستعمارية».
على خط مواز أعلنت الجامعة العربية على لسان نائب أمينها العام أحمد بن حلي أن اجتماعاً لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري سيعقد اليوم في القاهرة، لمناقشة الأوضاع في المنطقة، ولاسيما الأزمة السورية، بعد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسورية، وسط توقعات بحصول مواجهة بين وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم والمبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الذي سيشارك في الاجتماع الوزاري وذلك على خلفية اعتراض الأخير وتصريحاته المتكررة عن تسليح دول الخليج للمعارضة السورية.
وفي إطار التهويل والفبركة الإعلامية ضد سورية ذكرت صحيفة «ديلي ستار صندي» البريطانية بحسب وكالة «يو بي آي» أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني يمكن أن تقوم بدوريات في سماء سورية قريباً من أجل فرض حظر جوي على سورية، في إطار خطة جديدة بينَ رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما، اللذين «يدرسان القيام بعمل عسكري وتسليح المتمردين رسمياً على ما ذكرت الصحيفة علما أن حلف الناتو أكد مراراً أنه لا يريد التدخل عسكريا في سورية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد