مستقبل الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
الجمل: أصبح الصراع الدائر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني التركي على وشك الدخول في مرحلة جديدة ستختلف في خصائصها الكمية والنوعية عن الصراع الذي كان دائراً في الفترة السابقة.
* أبرز معالم الصراع في المرحلة الجديدة:
برغم تبني حزب العمال الكردستاني للمذهبية السياسية اليسارية الشكل والمضمون فإنه أصبح في المرحلة الحالية أكثر ارتباطاً بالقوى الدولية ذات التوجهات السياسية اليمينية على النحو الذي أدخل الحزب في مأزق اليسار الذي يحارب بدعم يميني. وقد استطاعت أنقرة التغلب على المخطط الأمريكي إزاء إقليم كردستان العراقي على النحو الذي أدى إلى الآتي:
• استجابة الحركات الكردية العراقية لجهة التخلي عن دعم حزب العمال الكردستاني.
• استجابة الولايات المتحدة لدعم الجهود التركية للقضاء على الحزب.
وعلى هذه الخلفية، بدأ حزب العمال الكردستاني مسيرته الهادفة إلى الرحيل من شمال العراق ومحاولة مواصلة عملياته في الأجزاء الشمالية من تركيا، وقد أدى إضعاف قواعد الحزب في الشمال العراقي إلى محاولة التمركز الحالية في مناطق أرمينيا وأذربيجان.
* تداعيات استراتيجية حزب العمال الكردستاني الجديدة:
نفذ حزب العمال الكردستاني في الفترة الأخيرة العديد من العمليات العسكرية ذد تركيا وكان من أبرزها:
• مهاجمة خط أنابيب باكو – تبليسي – جيهان بما أدى لإيقاف الإمدادات.
• مهاجمة بعض المنشآت المدنية في مدن الشمال التركي.
• مهاجمة بعض المنشآت الدبلوماسية التركية.
وتشير التحليلات إلى أن هذه العمليات ترتب عليها تداعيات غير تقليدية:
• مهاجمة أنابيب النفط ترتب عليها:
- انقطاع الإمدادات.
- الإضرار بمصداقية تركيا في توفير الحماية للأنابيب.
- تهديد مصالح حلفاء تركيا كأذربيجان وجورجيا اللتان تضررتا من هذا التوقف.
- تهديد تدفقات رأس المال بسبب مخاوف كبار المستثمرين من انعدام الأمن في تركيا.
• الهجوم على المنشآت المدنية أدى إلى:
- توجيه رسالة إلى الرأي العام التركي مفادها أن حملة القوات التركية ضد شمال العراق لم تنجح في القضاء على حزب العمال الكردستاني.
- رفع معنويات أنصار الحزب في المجتمع الكردي.
- إضعاف معنويات الجيش في القضاء على الحزب.
- تهديد الدولة التركية بإمكانية اتساع نطاق العمليات.
- الضغط على الرأي العام التركي والقوى السياسية للاستجابة لمطالب الحزب عن طريق التفاوض.
• الهجوم على المنشآت الدبلوماسية أدى إلى:
- التأكيد على قدرة الحزب في الانتقام من حلفاء تركيا الذين دعموها ضد الحزب.
- تهديد الولايات المتحدة بسبب دعمها لتركيا حتى لو كانت تدعم أكراد العراق.
- إضعاف مصداقية تركيا الدبلوماسية.
- إغراء خصوم أمريكا داخل وخارج تركيا بدعم الحزب.
برغم ذلك، تقول الكثير من التسريبات أن عمليات الحزب الأخيرة كانت بتنسيق وتفاهم بين حلفاء أمريكا وأربيل وقادة الحزب إضافة إلى أمريكا وإسرائيل. وأن مصلحة أمريكا وإسرائيل من هذه العمليات يتمثل في:
• إضعاف حكومة حزب العدالة والتنمية.
• إثارة الرأي العام التركي ضد حكومة حزب العدالة لجهة عدم النجاح في القضاء على حزب العمال.
• إثارة المؤسسة العسكرية ضد حكومة حزب العدالة والتنمية خاصة مع وجود انتقادات من داخل المؤسسة للحكومة في مسعاها لحل الأزمة بالطرق السلمية.
• تعزيز موقف حزب الشعب الجمهوري وحلفائه في إعطاء الخيار للعامل العسكري في حسم الأزمة.
* خيار أنقرة الجديد في مواجهة حزب العمال الكردستاني:
تخطط أنقرة حالياً لإطلاق استراتيجية جديدة والتقيد بتنفيذها في مواجهة حزب العمال وتقول التسريبات بأن خيار أنقرة الجديد يتمثل في إعداد المجموعات العسكرية – الأمنية المتخصصة في عمليات مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب، وتشير التفاصيل الواردة عن الخطة إلى الآتي:
• اعتماد خطة إقامة منطقة أمنية واقعة في شمال العراق تمتد على طول الحدود وبعرض 20 كم.
• حشد المزيد من القوات في المناطق الأمنية المقترحة في الشمال العراقي.
• إقامة الوحدات المتخصصة في مكافحة الإرهاب ونشرها في المنطقة.
• المزيد من التنسيق العسكري – الأمني بين الوحدات العسكرية ووحدات مكافحة التمرد والإرهاب.
تقول المعلومات بأن أنقرة ستقوم بإطلاق عملية دبلوماسية وقائية تقطع الطريق أمام اعتراضات الحكومات الأوروبية على العمليات العسكرية ضد حزب العمال بما لا يترتب عليه ارتفاع الانتقادات ضدها، كما أن هناك بعض التسريبات التي تشير إلى وجود نية تركية بالقيام بعملية عسكرية في الشمال العراقي يفوق حجمها العملية السابقة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد