مصر: مرشد «الإخوان» خلف قضبان المحكمة ومواجهات أمام جامعة الأزهر

10-12-2013

مصر: مرشد «الإخوان» خلف قضبان المحكمة ومواجهات أمام جامعة الأزهر

مثل المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد بديع، أمس، أمام محكمة جنايات القاهرة، وذلك للمرة الأولى منذ إلقاء القبض عليه في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي غداة «ثورة 30 يونيو»، ليصبح بذلك أول مرشد لـ«الإخوان» يحاكم خلال توليه هذا المنصب الأعلى في الجماعة منذ نحو 60 عاماً، وقد سبقه في ذلك الى خلف قضبان المحاكمة المرشد الثاني حسن الهضيبي في العام 1954.
 وبينما كان بديع يظهر للمرة الأولى في قفص المحاكمة منذ اعتقاله في الاسبوع الاخير من آب الماضي، واقفاً بين قيادات تنظيمه وهو يرتدي ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء اللون، ويرفع بيديه إشارة «رابعة العدوية»، كانت المواجهت تشتعل أمام البوابة الرئيسية لجامعة الأزهر عندما قطع الطريق مجموعة من الطلاب الذين ينتمون الى الجماعة لتشتبك معهم قوات الأمن ويتطور الأمر بعد حرق مدرعة وناقلة جنود تابعتين للأمن المركزي وتنتقل الاشتباكات والمطاردات الى داخل الجامعة ومدرجاتها.
 وعقدت جلسة محاكمة بديع و14 قيادياً آخرين في جماعة «الإخوان المسلمين»، بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجي، على خلفية الاشتباكات الدامية التي وقعت في الجيزة في منتصف تموز الماضي بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وأهالي المنطقة، والتي انتهت بمقتل خمسة أشخاص، من بينهم ضابط سابق في الجيش المصري.
 ويواجه بديع وباقي القيادات اتهامات تدبير تجمهر بغرض الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، وتأليف عصابة هاجمت طائفة من الناس، واستعراض القوة، وفرض السطوة والمقاومة بالسلاح رجال السلطة العامة لمنع تنفيذ القوانين.
 وعقدت جلسة المحاكمة في مقر معهد أمناء الشرطة، الملاصق لسجن طرة، وقد ظهر المتهمون جميعهم داخل قفص الاتهام.
 يذكر أن دائرة أخرى في محكمة جنايات القاهرة نظرت في قضية متهم فيها بديع بالتحريض على العنف لكنه لم يظهر أمامها لدواع أمنية.
 ووقف محمد بديع صامتاً حتى بدء الجلسة، فرفع بيديه إشارة «رابعة» وهو يهتف «30 يونيو انقلاب على شرعية الشعب... يسقط يسقط حكم العسكر... ثوار أحرار هنكمل المشوار».
 وحاول القاضي تهدئة الأوضاع، مخاطباً الجميع عند دخوله قاعة الجلسة وسط هتافات الحضور والمتهمين، «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، ولكن المتهمين رفضوا رد السلام، وظلوا يرددون «يسقط يسقط حكم العسكر.. يسقط يسقط كل كلاب العسكر».
 بعدها توجه القاضي إلى بديع قائلاً «لماذا لم ترد عليّ يا دكتور؟»، فرد بديع قائلا: «هوّ انت نادتني؟»، فأجاب القاضي: «أنا حييتك بتحية الإسلام وانت ماردتش»، فرد بديع: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، ولكن باقي المتهمين ظلوا يرددون هتافات معادية للعسكر و«الانقلاب».
 ونفى بديع (70 عاما) مشاركة جماعته في أي أعمال عنف، وخاطب المحكمة من قفص الاتهام، الذي مثل معه فيه قياديون آخرون قائلا «لماذا لم تحققوا في قتل ابني وحرق منزلي ومقارّ الجماعة؟»، مشيراً بذلك إلى ابنه (38 عاماً) الذي قتل في احتجاجات نظمها مؤيدو مرسي بعد أيام قليلة على فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة في منتصف آب الماضي.
 بعدها قررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى الحادي عشر من شباط العام 2014.
وقال محمد الدماطي، رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين، عقب خروجه من قاعة المحكمة موجهاً كلامه إلى وسائل الإعلام: «طالبنا بالإفراج عنهم ولكننا نعلم جيداً أنه لن تتم الموافقة على الطلب، فهذه محاكمة سياسية. وليس هناك دليل على ارتكابهم الجرائم التي يحاكمون بها».
 يذكر ان بديع هو أول مرشد عام لـ«الإخوان» يمثل خلف قصف المحاكمة خلال توليه منصبه بعد سلفه حسن الهضيبي، الذي حوكم في العام 1954، خلال الصدام العنيف بين «الإخوان» والعهد الناصري، وقد حكم عليه بالإعدام، وتم تخفيف الحكم في وقت لاحق.
 وبالرغم من أن اللائحة الداخلية لجماعة «الإخوان المسلمين» تفيد أن النائب الأول للمرشد هو من يتولى مسؤولية التنظيم في غياب المرشد العام – أو من يتبعه في الرتبة من النواب - إلا ان الضربات الامنية التي تعرض لها التنظيم خلال الأشهر الماضية، واعتقال كل قيادات الصفين الأول والثاني، لا سيما بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، جعلت بديع يقود التنظيم من خلف أسوار السجن.
 وتزامناً مع جلسة محاكمة بديع، اشتعل الموقف في جامعة الأزهر بعدما قطع طلاب ينتمون إلى «الإخوان» لليوم الثاني على التوالي طريق النصر المؤدي إلى منطقة رابعة العدوية، وقد تعاملت معهم قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش إلا ان الامور تطورت بعد ان حرق المحتجون مدرعة أمن مركزي وناقلة جنود بإلقاء زجاجات «المولوتوف».
 وعززت قوات الأمن من تشكيلاتها لتستمر الاشتباكات طويلا أمام البوابة الرئيسسة لجامعة الأزهر، قبل أن تنتقل إلى الحرم الجامعي.
 وقال مسؤول المركز الإعلامي في وزارة الداخلية إن رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد طلب من وزارة الداخلية «سرعة التدخل لفض تظاهرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، للحفاظ على المباني ومنشآت الجامعة». وأضاف المسؤول الإعلامي أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم كلف قطاع الأمن المركزي ومديرية أمن القاهرة بتعزيز الحضور الأمني في محيط الجامعة وداخلها، مشيراً إلى أنه تم الدفع بقوات من الأمن المركزي ووحدات من الحماية المدنية للسيطرة على الحرائق التي شبت داخل الجامعة.
 وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أنه «تم إلقاء القبض على 144 طالباً في أحداث العنف التي شهدتها جامعة الأزهر والتي أسفرت عن تحطيم عدد من سيارات الشرطة، وإتلاف منشآت عامة وخاصة، واعتداء على قوات الأمن، بالحجارة، وزجاجات المولوتوف».
 ومن ناحية اخرى، وفي خطوة تعبر عن عدم نية الدولة التراجع عن قانون التظاهر، أحال النائب العام الناشط السياسي علاء عبد الفتاح و24 آخرين الى محكمة الجنايات بتهمة التظاهر من دون إخطار مسبق أمام مجلس الشورى في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي للمطالبة بوقف المحاكمات العسكرية واقرار ذلك من قبل لجنة الخمسين في الدستور أثناء إعادة صياغته.
 وفي محافظة القليوبية شمالي القاهرة حكمت محكمة الجنايات على ثلاثة من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» بالسجن المؤبد بعد إدانتهم بالتعدي على قوات الأمن والسكان وإصابة اثنين منهم خلال مسيرة في مدينة قليوب بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة.
 من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، عبر صفحته على موقع «فايسبوك»، أن «عناصر من الجيش الثاني الميداني تمكنت من القضاء على المدعو إبراهيم محمد فريج سلامة حمدان ابو عيطة (الشهير بأبو صهيب)، وهو أحد أخطر القيادات التكفيرية بشمال سيناء ينتمي إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وذلك بعدما نُصب كمين على أحد الطرق المؤدية إلى قرية التومة جنوب الشيخ زويد».

مصطفى صلاح

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...