معلومات عن تدخل مصري سعودي:جنبلاط يتراجع عن انسحابه من14آذار
أكدت مصادر إعلامية في القاهرة أن القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس محمد حسني مبارك أبدت انزعاجها وخيبتها من تصرفات وتصريحات وليد جنبلاط الأخيرة التي أعلن فيها انسحابه من قوى 14 آذار قبل أن يتراجع عنها أمس بعد الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز الخوجة إلى بيروت.
وقالت هذه المصادر خلال اتصال هاتفي: إن الرئيس مبارك قاد خلال ساعات، بعد أن تسلم تقريراً عما أعلنه جنبلاط يتضمن النص الحرفي لكلامه، قاد خلية عمل وبادر بالاتصال بالعديد من الأطراف العربية والدولية كما اتصل برئيس حكومة تصريف الأعمال في بيروت فؤاد السنيورة مستفسراً عن الموقف الحقيقي لجنبلاط ومدى تأثير هذا الموقف في الأغلبية النيابية وتشكيل الحكومة التي سيرأسها سعد الحريري وإن كان هناك حاجة لإرسال موفد مصري للقاء جنبلاط وإقناعه بالعودة عن قراره بالانشقاق؟
وبعد اتصالات مبارك وصل الوزير الخوجة بشكل مفاجئ إلى بيروت دون أن تكشف المملكة السعودية عن أسباب الزيارة، لكن من الواضح حسب هذه المصادر أنها من أجل معالجة الأزمة التي تسبب بها جنبلاط للأغلبية المدعومة من مصر والسعودية. وكان لافتاً أن زيارة الخوجة جاءت في الوقت الذي غادر فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بيروت إلى فرنسا لقضاء «إجازته الصيفية مع عائلته» كما أعلن مكتبه.
وبعد وصول الخوجة واتصالات الرئيس مبارك أعلن وليد جنبلاط بعد ظهر أمس أنه ما زال في «الإطار العريض لقوى 14 آذار» وأن الكلام عن خروجه منها هو «إساءة تفسير» لمواقفه مشدداً على أنه «لن يتخلى» عن حليفه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جنبلاط إثر اجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان قوله: «أتيت إلى هنا لأوضح، الكلام أسيء تفسيره»، وأضاف: «أقول لرفاقي في 14 آذار أنجزنا الكثير الكثير ولا بد من رؤية جديدة».
وتابع جنبلاط: «قلت بالحرف إن تحالفنا في 14 آذار لا يمكن أن يستمر، وهذا لا يعني الخروج وإنما إيجاد شعارات جديدة».
وقال: «ظن الرئيس المكلف أني تخليت عنه، لم أتخل ولن أتخلى عنه وفاء لدماء رفيق الحريري ولصداقتي مع الشيخ سعد وللجهود الجبارة التي يقوم بها الرئيس سليمان للوصول إلى حكومة شراكة».
وأضاف: «رسالتي اليوم من بعبدا إلى الشيخ سعد الحريري: إننا على الثوابت في تشكيل الحكومة»، موضحاً: «لم أعطل تشكيل الحكومة وسأبقى أحترم إرادة الناخبين الذين أفرزوا أكثرية وأقلية»، في إشارة إلى الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران وفازت فيها قوى 14 آذار بأكثرية 71 مقعداً في البرلمان بينما نال منافسوها في قوى 8 آذار 57 مقعداً.
من ناحية أخرى أوضح جنبلاط أن قوى 14 آذار «مجموعة أحزاب وشخصيات لكل أدبياته وثقافته» لافتاً إلى أن لديه «تميزاً ضمن الإطار العريض كما لغيره تميزه».
وقال: «كما أحترم خصوصياتهم عليهم أن يحترموا خصوصيات الحزب (التقدمي الاشتراكي) والدروز» مضيفاً: «لا خلاص للحزب وللدروز إلا بالالتصاق بالعروبة وفلسطين».
وأعلن جنبلاط الأحد الماضي في الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه أن تحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار «كان بحكم الضرورة الموضوعية ولا يمكن أن يستمر» مؤكداً «وجوب إعادة التفكير بتشكيلة جديدة».
وبرز تخوف من أن يؤدي موقف جنبلاط إلى تأخير تشكيل الحكومة المرتقبة المكلف تشكيلها سعد الحريري منذ 27 حزيران سواء تم عبر الصيغة أو من خارج الصيغة التي تم التوصل إليها وتقضي بقيام حكومة من ثلاثين عضواً تتضمن 15 وزيراً للأكثرية وعشرة للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية.
وازدادت المخاوف مع مغادرة الرئيس المكلف بيروت في إجازة خاصة لم يحددها.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد