منتدى دافوس يحذر العالم من ركود اقتصادي خطير

افتتح المنتدى الاقتصادي العالمي أعماله، أمس، في منتجع دافوس وسط توقعات متشائمة، خلافاً للعام الماضي، بشأن وضع الاقتصاد العالمي في مواجهة احتمال حصول ركود في الولايات المتحدة.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، في كلمتها أمام المنتدى، إنّ المواجهة النووية مع إيران يمكن حلها دبلوماسيا، لكن يتعين عدم السماح لطهران بأن تصبح قوة تملك أسلحة نووية.
وأضافت «لسنا في حال نزاع مع الشعب الإيراني، لكن لدينا خلافات حقيقية مع السلطة الإيرانية سواء في ما يتعلق بدعمها للإرهاب أو سياستها لزعزعة استقرار العراق، أو السعي لامتلاك التكنولوجيا التي تمكنها من الوصول إلى السلاح الذري»، مشيرة إلى أنّه في حال وافقت طهران على تعليق أنشطتها النووية الحساسة «سيكون في وسعنا البدء بمفاوضات والعمل على بناء علاقة جديدة، علاقة طبيعية أكثر».
إلى ذلك، رأى العديد من الخبراء أن معظم المناطق في العالم ستتأثر على الأرجح بالركود المفاجئ المنتظر في الولايات المتحدة، في وقت تعرض قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي خفض معدل الفائدة الرئيسي ثلاثة أرباع النقطة لانتقادات شديدة.
وقال الخبير الاقتصادي نوريال روبيني، خلال جلسة المناقشة التقليدية حول وضع الاقتصاد، التي يفتتح بها المنتدى «ستشهد الولايات المتحدة انكماشا خطيرا والدول الناشئة تباطؤا اقتصاديا وأوروبا تباطؤا اقتصاديا كبيرا». وكان روبيني الوحيد الذي توقع الأزمة المالية الأميركية خلال جلسة المناقشة نفسها قبل عام، في وقت كانت أجواء التفاؤل سائدة.
ولم تكن توقعات رئيس الفرع الآسيوي في بنك مورغن ستانلي الأميركي ستيفن روتش أقل تشاؤما إذ قال «سندخل مرحلة أليمة جدا. فحين يواجه المستهلك الأميركي مشكلات، ينعكس ذلك على الاقتصاد العالمي برمته».
بدوره اعتبر الخبير الاقتصادي من «المعهد الصيني للاقتصاد والسياسة العالميين» يو يونغدينغ أن الوضع الأميركي ستكون له انعكاسات على الصين بسبب حجم الصادرات الكبير في اقتصاد البلاد، مشيراً إلى أن النمو الصيني سيتباطأ في 2008 إلا انه سيبقى قويا مع نسبة تقارب 9 في المئة.
من جهته، قال المستثمر العالمي جورج سوروس إن الاضطراب الحالي في الأسواق العالمية يشير إلى حدوث «تحول كبير للقوة والنفوذ» من الولايات المتحدة إلى الاقتصاديات العملاقة الناشئة مثل الصين والهند، مشدداً على أنّه سيكون «من الصعب جدا تجنب حدوث ركود في الولايات المتحدة وبريطانيا».
من جهة ثانية، ذكر مصدر في «المنتدى الاقتصادي العالمي» أن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا سيجتمعون الجمعة المقبل في دافوس لبحث ارتفاع أسعار النفط، مشيراً إلى أنّ وكالة الطاقة الدولية ستقدم المشورة للدول الصناعية في مسائل الطاقة وستشارك في الاجتماع بصفة مراقب.

المصدر: وكالات