موسكو تؤكد أن موقفها لاعلاقة له بالانتخابات والأسد يتمسّك بالإصلاح ومكافحة الإرهاب
أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج»، مشددا على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به»، فيما وجهت موسكو ضربة إلى المحاولات الغربية لتعديل موقفها من الأزمة السورية بعد الانتخابات الرئاسية الروسية، مؤكدة أنها لا ترى أي سبب لتغييره.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» أن واشنطن اقترحت مسودة قرار جديد حول سوريا، تدعو إلى وقف القوات الأمنية السورية «العنف» أولا ومن بعد ذلك يوقفه مقاتلو المعارضة. وقال دبلوماسيون، في نيويورك، إن مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى المغرب الذي يمثل الدول العربية في المجلس، بدأوا دراسة مسودة القرار أمس. وأشار الدبلوماسيون إلى أن واشنطن تحاول من مسودة القرار الجديد القيام بمقاربة اكثر توازنا، في محاولة لثني موسكو وبكين عن رفضها. واعلنوا ان الدول الغربية لا تريد طرح مسودة القرار على التصويت إذا كانت ستتعرض لـ«فيتو» ثالث.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «الحل في سوريا ليس سهلا»، مشددا على أن واشنطن لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد في هذا البلد، وذلك بعد ساعات من تحذير القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس من أي تدخل عسكري في سوريا، موضحا ان «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة» على الكتف.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري إلى فتح «فوري لممرات إنسانية» للمدنيين من ضحايا «العنف». وقال «نحن، تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره»، مذكرا بان أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول منتصف آذار الحالي.
الأسد
وذكرت وكالة (سانا) أن الأسد بحث مع رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية - السورية في البرلمان الأوكراني آلا الكسندروفسكا والوفد المرافق، في دمشق، «مستجدات الأحداث في سوريا، حيث عبر أعضاء الوفد عن تضامنهم مع سوريا في وجه الهجمة الخارجية التي تتعرض لها، مؤكدين أن أي زعزعة للاستقرار في سوريا تؤثر على استقرار المنطقة والعالم».
وأضافت «عبر أعضاء الوفد عن دعمهم للإصلاحات التي تجري في سوريا وعزمهم على نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض، مؤكدين أن زيارتهم سوريا أتاحت لهم الاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها، وكشفت لهم حجم التهويل وتشويه الحقائق الذي تتعرض له».
وأكد الأسد أن «ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف إضعاف دورها وضرب استقرارها». وشدد على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به، وأن الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه أثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سوريا المتجددة، من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية قوله، في القاهرة، ان «مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان سيصل إلى القاهرة غدا (اليوم)، وذلك تمهيدا لزيارته المرتقبة دمشق بحثا عن حلول سياسية للأزمة». وأوضح أن «الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيلتقي انان الخميس في مقر الأمانة العامة للجامعة للتشاور حول خطوات التحرك التي سيقوم بها المبعوث ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة وذلك في إطار المهمة المكلف بها من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية».
روسيا
وقالت وزارة الخارجية الروسية، «لفتتنا التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي تزعم أن الموقف الروسي إزاء سوريا له علاقة بالحملة الانتخابية الرئاسية في بلادنا، كأن روسيا يمكن أن تعيد النظر في مواقفها بعد انتهاء الانتخابات». وأضاف البيان «في هذا السياق نود أن ندعو شركاءنا الأميركيين والأوروبيين إلى عدم تصور ما يرغبون به على انه واقع، ونقول إن الموقف الروسي من التسوية السورية لم يكن يتعرض أبدا لأي منطلقات آنية، ولا يتم تشكيله تحت تأثير الحملات الانتخابية، كما هو الحال لدى بعض شركائنا الغربيين».
وتابع بيان الخارجية الروسية أن «إحلال التسوية السورية الراسخة لا يمكن تحقيقه إلا على أرضية الحوار الوطني الواسع الذي سيتخذ السوريون أنفسهم في إطاره قرارات بشأن مستقبل تطور دولتهم، وليس هناك حل غير ذلك. كما أننا نرى أن محاولات بعض اللاعبين الخارجيين فرض نماذج تسوية متعلقة بدعم احد أطراف النزاع فقط غير مقبولة».
وذكّرت وزارة الخارجية «بان روسيا أيدت فورا مبادرة جامعة الدول العربية الصادرة في 2 تشرين الثاني الماضي التي يكمن جوهرها في وقف العنف وبدء الحوار الوطني بمشاركة كل السوريين من دون تدخل خارجي. وقد وضعت تلك المبادئ في أساس الموقف الذي تتخذه روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي. وإننا ندعو الجميع للعودة إلى هذه المبادئ الأساسية المذكورة لجامعة الدول العربية». وأكدت أن «روسيا الاتحادية مستعدة للتعامل البناء مع كل الشركاء المعنيين بهدف المساعدة في العملية السورية العامة الهادفة إلى التوصل إلى الاستقرار الراسخ للوضع في سوريا».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أعلن أن «موسكو قلقة من عدم وجود إرادة سياسية لدى الغرب بشأن سوريا»، موضحا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيناقش هذه القضية مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت المقبل. وأضاف «نعتقد أن كافة المشاكل يمكن أن تحل في مكانها إذا وجدت الإرادة السياسية لدى كل من له تأثير في سوريا. وليست موسكو الوحيدة التي تؤثر على دمشق، لكن اللاعبين الأساسيين، جامعة الدول العربية البلدان الغربية تؤثر بقدر غير كاف على المعارضة، وربما ليس في الاتجاه الصحيح. لذلك من المهم الاتفاق على عمل مشترك. وهذا يتضمن المسائل الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان والمسائل المتعلقة بإجراء الإصلاحات في البلاد».
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي قوله إن «المشاكل في الشرق الأوسط يتعين حلها من قبل السكان المحليين أنفسهم، وإن مستقبل ومصير الشرق الأوسط ينبغي أن يكونا في أيدي شعوبه».
وقال يانغ، قبل ساعات من وصول مبعوث صيني إلى دمشق ردا على سؤال حول الوضع في سوريا، «تحدث بعض التغيرات الكبيرة في ما يتعلق بظروف الشرق الأوسط، وشعوب المنطقة أكثر دراية بالوضع الراهن».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان قوله، في تصريح في موسكو، إن «الاضطرابات التي تشهدها سوريا انتشرت إلى بعض المدن الحدودية التي يتدفق السلاح والمرتزقة إليها، ولدينا معلومات دقيقة ووثائق تثبت أنه يتم إرسال عشرات الآلاف من قطع السلاح إلى الأراضي السورية بمساعدة الولايات المتحدة، وتشارك في ذلك أيضا بعض الدول العربية».
وأكد اوباما، في أول مؤتمر صحافي له هذا العام يعقده في البيت الأبيض، أن واشنطن لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد ضد سوريا. وجدد اوباما موقفه ان السؤال «ليس اذا كان (الاسد) سيرحل لكن متى سيرحل»، مشيرا إلى انه «من الخطأ التفكير في ان هناك حلا بسيطا» في القيام بعمل عسكري مقارنة مع ليبيا حيث كان هناك قرار في مجلس الأمن الدولي وفرصة لتنفيذ هذا القرار في فترة محدودة من الوقت. وأكد أن واشنطن ستواصل مشاوراتها مع حلفائها حول الملف السوري و«في نهاية المطاف سيسقط هذا الدكتاتور». وأكد انه يجب التفكير بحذر قبل اتخاذ أي عمل عسكري وإذا كان لصالح الأمن القومي الأميركي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض طومي فيتور قال ردا على دعوة السناتور جون ماكين الى ضرب اهداف عسكرية سورية «ان الرئيس (اوباما) دعا مرارا إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حاليا تركز الإدارة على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري». وأضاف «أفضل فرصة لتحقيق ذلك وبدء انتقال سياسي هي مواصلة عزل النظام وقطع مصادر الدخل الرئيسية له ودفع المعارضة إلى الاتحاد في إطار خطة انتقال واضحة تضم السوريين من كل العقائد والأعراق».
وحذر القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، من أي تدخل عسكري في سوريا، معتبرا انه سيكون «بالغ الحساسية». وقال «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع».
واعتبر ماتيس، أن «اتساع حملة القمع ضد السكان وكفاح النظام من اجل بقائه يدفعان إلى توقع نشوب حرب أهلية». وقال «إن شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، إلا أن الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة».
وردا على سؤال للسناتور جون ماكين قال ماتيس انه «على الرغم من تزايد أعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية». وشدد على أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لم تطلب منه «وضع خطط تفصيلية لإقامة مناطق آمنة في سوريا تستقبل اللاجئين»، كما حصل مع الأكراد في شمال العراق في العام 1991. وقال «إن الوضع يختلف عن المناطق الجبلية في شمال العراق»، معتبرا انه لا بد «من تأمين موارد مهمة» في المجال العسكري لانجاز مهمة من هذا النوع.
وأشار رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إلى قلقه من وجود متشددين، بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة، داخل سوريا. وقال «تتزايد الأدلة على أن عناصر متشددة تريد التورط أكثر في سوريا، وهناك بعض الأدلة على تورطهم بالفعل، ولهذا فإن هناك خطرا واضحا هناك».
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن «السفير السوري سامي الخيمي أبلغ وزارة الخارجية بأن فترة عمله انتهت». وقال مصدر في الوزارة إن بريطانيا تفهم أن السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل الخيمي في الوقت المناسب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، ردا على حملة «القمع». وعاد سفير فرنسا في دمشق اريك شوفالييه إلى باريس بعد إغلاق السفارة نهائيا أمس. وذكرت وكالة «المركزية» اللبنانية أن شوفالييه غادر إلى باريس عبر بيروت بعد دخوله لبنان عن طريق المصنع.
ودعا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا، موسكو إلى «العمل مع باريس من اجل تسوية المأساة السورية».
وأعلنت اسبانيا تعليق أنشطتها الدبلوماسية في سوريا بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها في هذا البلد بسبب «تزايد قمع المدنيين».
وقالت «سانا» إن «الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو معملا للأسلحة وعثرت في داخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد