موسكو ترفض ابتزاز «الفصل السابع» وتؤكد ثبات الموقف الروسي ـ الصيني تجاه سورية
استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا، والتي ستشهد كثافة اجتماعات على هامشها بشأن الأزمة السورية ما سيؤدي إلى زيادة الضغوط على موسكو، بشن هجوم حاد على الدول الغربية التي تطالب بإصدار قرار تحت «الفصل السابع» لضمان تطبيق دمشق التزامها إزالة ترسانتها الكيميائية.
واتهم لافروف الولايات المتحدة بالسعي لابتزاز روسيا حتى تدعم قرارا لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، موضحا أن «شركاءنا يعميهم الهدف الإيديولوجي بتغيير النظام السوري». وقال لافروف بوضوح إن روسيا والصين لن تسمحا للغرب بتمرير قرار يجيز استخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة بما يطلق ايدي الغربيين لتحقيق سيناريوهات عسكرية، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو الى «حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا»، مشيرا إلى أن الدول الغربية لا تستطيع الإقرار بأن تدخلاتها العسكرية السابقة، في ليبيا والعراق، أدت إلى فوضى يموت بسببها عشرات الأشخاص يوميا.
وكانت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أعلنت، أمس الأول، أنها تسلمت من السلطات السورية جردة كاملة بما تملكه من الأسلحة الكيميائية، وذلك في تطبيق للاتفاق الروسي ـ الأميركي في جنيف قبل حوالي الأسبوع. وأصيب عناصر من القوات السورية في تفجير انتحاري في بلدة النبك قرب دمشق. كما أصيب 3 روس بسقوط قذيفة هاون في حرم السفارة الروسية وسط العاصمة السورية.
وستكون سوريا في صلب الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في نيويورك غدا. وسيستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، كما سيجمع السبت لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على أمل تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2».
وقال لافروف، في مقابلة مع القناة الأولى الروسية، إن «»شركاءنا الأميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا، (ويقولون) انه إذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأضاف إن «شركاءنا يعميهم الهدف الإيديولوجي بتغيير النظام» في سوريا، موضحا «كل ما يقولونه هو أن على بشار الأسد أن يرحل».
وتابع لافروف «أنا مقتنع بأن البلدان الغربية عملت كل ذلك من أجل إثبات هيمنتها في الشرق الأوسط. هذا مدخل مسيّس بحت لأن ما يهمهم قبل كل شيء هو إثبات تفوقهم وليست المهمة التي نعمل من اجلها، وهي مهمة حل مشكلة الكيميائي في سوريا. لو كانوا ينطلقون من هذا المنطلق لما تصرفوا كما يتصرفون الآن في مجلس الأمن، حيث لا يريدون انتظار تنفيذ أول بند لخطتنا المشتركة التي وضعناها مع جون كيري، وهي اتخاذ اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر السلاح الكيميائي قرارا بهذا الشأن».
وتابع «لا يرون في الاتفاق الأميركي ـ الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية في سوريا، وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام وحماية المعارضة، ويتهم بشار الأسد ويطلق الأيدي لها لتحقيق سيناريوهات عسكرية».
وقال «لا يريدون الاعتراف بأنهم خدعوا مرة أخرى كما خدعوا في ليبيا عبر قصف البلد وتركه على شفير الفوضى، وكما خدعوا في العراق وقاموا بالأمر ذاته، عبر شن عملية برية أيضا تاركين البلد في وضع صعب للغاية حيث يموت عشرات الأشخاص كل يوم في اعتداءات». وأوضح أن «هدفهم الوحيد هو إثبات تفوقهم» بينما تهدف روسيا إلى «حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سوريا».
وأعلن لافروف استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا في إطار وجود دولي لحماية امن الخبراء في مواقع الأسلحة الكيميائية، لكنه شدد على ضرورة وجود مراقبين من «الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول العربية وتركيا».
واعتبر لافروف أن موعد تدمير الكيميائي السوري موعد واقعي، موضحا أن الأميركيين هم الذين اقترحوا «الغالبية المطلقة من المؤشرات التي تخص زمن وفترة وإطلاق العملية واختتامها». وأعلن أن «المعطيات الروسية حول سوريا تثبت وقائع سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيميائي».
وحذّر لافروف، الذي تلقى اتصالا هاتفيا من كيري، من انه إذا سقط النظام السوري ووصل المسلحون إلى السلطة فانه «لن يعود هناك من دولة علمانية» في سوريا، مؤكدا أن «ما بين ثلثي وثلاثة أرباع» المسلحين هم من «الجهاديين».
وأعلن لافروف أن «الأمر الأساسي في الوضع بسوريا هو تأمين التسوية السياسية. لذلك أساس، وهو بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012 الذي وقعه كل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة، والذي يوصف الآن بأنه الأساس الممكن الوحيد للتسوية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد