نتنياهو يعد بمكافأة المستوطنين على «صبرهم»!

سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الى استمالة قادة المستوطنين سواء عبر تقديم وعود لهم بـ«تحسين» قرار «تجميد» الاستيطان، والتعهد بعدم الانسحاب من غور الأردن في أي تسوية مستقبلا، او عبر دعوتهم الى «الصبر»، لأن فرج العودة الى بناء المستعمرات، بعد عشرة شهور، ليس بعيدا.
وبعد لقاء مع نتنياهو في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب، قال بنحاس فالرشتاين، وهو أحد قادة المستوطنين البارزين، إنّ «الاجتماع لم يخرج بشيء، وقد خاب أملنا من قرار رئيس الوزراء»، فيما أوضح القيادي الاستيطاني داني ديان أنّ الاجتماع، الذي دام ثلاث ساعات، كان «صعباً»، مشدداً على أنّ المستوطنين سيواصلون تحركهم ضد قرار التجميد، سواء من خلال العصيان المدني أو عبر اتخاذ إجراءات قضائية.
وأضاف ديان «لم نأت إلى الاجتماع من أجل التفاوض بشأن إغلاق شرفة أو الحصول على المال، بل من أجل المطالبة بإلغاء التجميد وسنستمر في المطالبة بذلك».
أمّا رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن ديفيد إلحياني فقال إن «رئيس الوزراء أبدى استعدادا ورغبة في تحسين أمر التجميد وطريقة تطبيقه. وهذه خطوة من شأنها بناء الثقة، لكن أهم ما قيل بالنسبة لي هو أنه لم يطرأ أي تغير على موقف نتنياهو في ما يتعلق بمستقبل غور الأردن، أي أنه سيبقى تحت سيادة إسرائيل في أي اتفاق».
وكان نتنياهو دعا قادة «مجلس يشع»، المنظمة الرئيسية التي تمثل المستوطنين، إلى اجتماع من أجل «الاستماع إلى مطالبهم وتوضيح القرار الذي تم اتخاذه». ووفق بيان لمكتبه، قال نتنياهو، خلال اللقاء، إنّ «هذا القرار ليس سهلا عليكم وليس سهلا علي أيضا». وأضاف «لا تتعاملوا مع الأمر وكأن الحديث يدور عن دمار وخراب... لن يتم تنفيذ فك ارتباط ثانٍ، فأنا لست عدوكم وكُلّي آذان صاغية لكم».
وفيما شدد نتنياهو على أنه لن يتراجع عن قراره، أوضح أن «أعمال البناء ستستأنف مع نهاية فترة الأشهر العشرة»، داعيا المستوطنين إلى «التحلي بالصبر»، و«عدم إشاعة أجواء تأزم، واحترام قرار الحكومة». غير أنّ فالرشتاين أبدى شكوكه في إمكان استئناف أعمال البناء، معتبراً أنّ «مجرد اتخاذ قرار بالتجميد ستكون له تداعيات في المستقبل».
يأتي ذلك، في وقت واصل المستوطنون، ولليوم الثالث على التوالي، منع المفتشين الذين انتدبتهم الحكومة الإسرائيلية للإشراف على قرار التجميد المؤقت، من دخول مستوطناتهم، فيما أطلقت منظمات استيطانية دعوة إلى التظاهر الأسبوع المقبل أمام مقر الحكومة في القدس المحتلة احتحاجاً على القرار.

المصدر: وكالات