نتنياهو يفشل بفك الحظر الروسي على اعتداءاته ضد سورية
أشارت كواليس اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو وما رشح عنه إلى إخفاق الأخير بانتزاع قبول روسي بفك حظر موسكو المفروض على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
والتقى بوتين في الكرملين نتنياهو الذي وصل إلى موسكو في زيارة عمل، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، وذلك في أول لقاء رسمي بين الطرفين منذ تسبب الاعتداء الإسرائيلي على السواحل السورية في 17 أيلول الماضي بسقوط طائرة «إيليوشن 20» روسية ومقتل 15 روسياً كانوا على متنها، في حين حملت روسيا الاحتلال كامل المسؤولية عن سقوط الطائرة.
ومنذ ذلك الحين يحاول نتنياهو التقرب من بوتين لرأب الصدع بينهما، إلا أن الرئيس الروسي تجنب لقاءه ورفض الرد على اتصالاته، وحتى عندما التقيا في باريس في 11 تشرين الثاني لم يكن لقاءً رسمياً إنما كان على هامش مأدبة عشاء أقامها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
وأوضح بيان للكرملين أن الجانبين بحثا «قضايا التعاون بين البلدين في المجالين التجاري الاقتصادي والإنساني، والملفات الدولية والإقليمية الملحة، وخاصة الوضع في سورية والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية».
وقال بوتين: «من الأهمية بمكان بحث الوضع في المنطقة ومناقشة قضايا الأمن»، على حين ذكر الموقع الروسي أن كلاً من عضو الكنيست، زئيف إلكين، ورئيس مجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، مائير بن شبات، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء تامير هايمن يرافقون نتنياهو إلى موسكو. من جانبه أعرب نتنياهو، قبل بدء محادثاته مع بوتين، عن رغبته في بحث «الملف الإيراني»، معه، وزعم أن إيران تمثل «أكبر تهديد لاستقرار المنطقة وأمنها»، وأضاف: «سنعمل ما في وسعنا لمنع هذا التهديد، وسنواصل العمل».
وبدا لافتاً أن بيان الكرملين عقب اللقاء لم يشر إلى أي نتيجة لـ«المباحثات الأمنية»، بين الطرفين رغم أن نتنياهو قال أمس، قبيل مغادرته متجها إلى العاصمة الروسية: إن لقاءه مع الرئيس الروسي سيناقش موضوع ضمان التنسيق ما بين الجيشين الروسي والإسرائيلي «على النحو الذي يمنع الاحتكاك والاشتباك بيننا»!.
وكانت تقارير إعلامية، أكدت في 21 أيلول الماضي أن روسيا بصدد إغلاق المجال الجوي فوق المياه الإقليمية السورية بعد انتهاء مناوراتها في المتوسط، في 26 من الشهر ذاته، مشيرة إلى أن «إغلاق الأجواء السورية» بُحث ضمن إجراءات الرد على إسقاط «إيل 20» في اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي حينها.
ويبدو مما جاء في تصريحات نتنياهو وفي البيان الروسي وفي التقارير الإعلامية أن نتنياهو أخفق في فك الحظر الروسي المفروض على أي محاولة عدوانية يقوم بها الاحتلال ضد الأراضي السورية، لاسيما أن روسيا سبق أن زودت الجيش العربي السوري بأربع منظومات دفاع جوي من طراز «إس 300» وأنهت تدريب الجيش السوري على استخدامها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن الأقمار الصناعية التقطت صورا لبطاريات منظومة الدفاع الروسية «إس 300» المنصوبة في سورية، وهي في وضع الاستعداد، مرجحة أن يكون ذلك مؤشراً على جاهزية تشغيل البطاريات المضادة للصواريخ، وإتمام التدريبات التي أجراها الخبراء الروس للعسكريين السوريين.
ونجحت الدفاعات الجوية السورية في صد معظم الاعتداءات الصاروخية الإسرائيلية التي حصلت مؤخراً على الأراضي السورية بعدما سبق أن أسقطت طائرة «إف 16» إسرائيلية في شباط العام الماضي.
وكان من المقرر عقد المحادثات بين بوتين ونتنياهو الخميس الماضي، غير أنه جرى إرجاؤها في اللحظة الأخيرة.
الوطن -وكالات
إضافة تعليق جديد