نجاد يتعهد بتحرير فلسطين
تعهد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس، بمواصلة الكفاح حتى تحرير «كامل فلسطين»، وشن لمناسبة يوم القدس العالمي، هجوما ضد «الإبادة» التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، مجددا اقتراحه بنقل «الصهاينة» الى أراض في اوروبا وأميركا الشمالية، فيما كان ملايين الايرانيين يحيون يوم القدس في أنحاء البلاد، مرديين الهتافات المعادية لأميركا وإسرائيل.
وفي خطاب استبق صلاة الجمعة، قال نجاد ان «الشعب الفلسطيني صامد. الشعب الايراني والشعوب الاخرى كذلك ولن تتوقف طالما لم تحرر كامل فلسطين». وحمل نجاد على الحكومات الغربية التي اتهمها بدعم إسرائيل قائلا ان «يد الشعوب القوية ستحاكمهم وتعاقبهم يوما.. فلا تظن هذه الحكومات ان الشعب الايراني والشعوب الاخرى ستدع رقاب الصهاينة وأنصارهم تفلت من بين أيديهم».
وتطرق نجاد الى الهولوكوست، قائلا «على العالم ان يعرف ان الامة الايرانية تكره المجازر وتعتبر المسؤولين عن الحرب العالمية الثانية وهتلر وجوها سوداء شريرة» في تاريخ البشرية. وأضاف «لكن الامة الايرانية لديها سؤال وطالما لم تكن هناك إجابة واضحة ومقنعة لهذا السؤال، فسيبقى مطروحا». وتابع «لقد قاموا بتقديس المحرقة ولا يسمحون لأحد بطرح الاسئلة..
وتحت ذريعة المحرقة، يرتكبون إبادة جماعية ضد الامة الفلسطينية ويحتلون فلسطين».
ودعا نجاد الى السماح بالتحقيق حول «جرائم الكيان الصهيوني وقراءة الصندوق الأسود الذي يتمتع به الصهاينة وفك رموزه». وأضاف ان «تشكيل الكيان الصهيوني بحد ذاته يعد إهانة للإنسانية»، معتبرا «ان دعم الدول الغربية للكيان الصهيوني لن ينطلي على احد لان هذه الدول تقدم الدعم للصهاينة كواجب ملقى على عاتقها».
وعاد نجاد لاقتراح نقل «الصهاينة» الى أراض خالية في اوروبا وأميركا الشمالية. وقال «بعد الحرب العالمية الثانية، وباسم محرقة اليهود.. وأفران الحرق وبحجة اضطهاد اليهود وما تكبده بعض اليهود، أوجدوا الظروف لإقامة الكيان الصهيوني».
وجدد الرئيس الايراني، في السياق النووي، التأكيد على ان «الشعب الايراني غير مستعد للجلوس الى طاولة ومناقشة حقه المطلق في امتلاك التكنولوجيا النووية. عليهم ان يدركوا ذلك». وأعلن نجاد ان بلاده «تريد تبديد المخاوف الدولية بشأن أنشطتها النووية من خلال الحوار.. لكن إذا أرادوا (في الغرب) بدء لعبة جديدة فلن تجلب عليهم سوى الحسرة».
من جهته، تطرق رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي رفسنجاني في خطبة الجمعة في طهران، الى «المؤتمرات التي تعقد لتسوية القضية الفلسطينية»، في ما بدا إشارة الى مؤتمر الخريف الذي دعت إليه الادارة الاميركية. وقال ان «الدول الكبرى حينما ترى ان الانتفاضة تتقدم يوما بعد يوم، تحاول تشكيل مؤتمرات دولية للسلام واستغلال هذه المؤتمرات لصالحها».
وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اعتبر إن إسرائيل تعيش حاليا «في منتهى الضعف والوهن الأمر الذي لم تختبره منذ ستين سنة». وقال «ان شعوب المنطقة والسكان الأصليين في فلسطين يتحدون الكيان الصهيوني.. الورقة الوحيدة الرابحة عند الكيان الصهيوني هي الضربات التي وجهها للفلسطينيين واللبنانيين وأحيانا الى سوريا»، معتبرا ان هزيمة اسرائيل في لبنان «أسقطت هيبتها بحيث لا تزال تعاني من هذه الهزيمة حتى الآن».
ونظم ملايين الايرانيين مسيرات في المناطق الايرانية لمناسبة يوم القدس، شارك فيها جنود وطلاب ومواطنون ورجال دين. وردد المشاركون عبارات «الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل». وسار متطوعون في ميليشيا الباسيج وقد غطوا وجوههم بالكوفية الفلسطينية التقليدية وأخذوا يرددون «حزب الله يقاتل وإسرائيل ترتعد». ورغم الطابع السياسي للتظاهرات المنظمة، سادت أجواء من المرح مع انتشار باعة البالونات الملونة وقيام فنانين بدعوة من بلدية طهران بتلوين وجوه الاطفال ورسمها على هيئة قطط وأرانب.
وسارعت إسرائيل الى شجب تصريحات نجاد «البغيضة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك ريغيف ان «العبارات المتطرفة والبغيضة التي نطق بها الرئيس الايراني يجب ان تعزز تصميم المجتمع الدولي في منع ايران من امتلاك السلاح النووي».
في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في أنقرة، ان فرنسا لم تشدد موقفها تجاه ايران «بل على العكس»، وذلك رغم تصريحاته الحربية الاخيرة، ودعوته الى فرض عقوبات اوروبية خارج الامم المتحدة على طهران، واتهامه لها بالتلاعب بالساحة العراقية. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي علي باباجان «ايران بلد كبير نحترمه. اننا نتحادث وسنواصل التحادث.. فرنسا ستقوم بكل ما بوسعها من اجل تهدئة هذه الازمة».
وفي باريس، قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ديفيد مارتينون ان «المناقشات (في الاتحاد الاوروبي) ليست سهلة لتحاول التوصل الى نظام لتشديد العقوبات. وأضاف «في الوقت ذاته، هذا لا يمنع حقيقة ان بوسع دولة اوروبية ان تتحرك قدما بشكل منفرد وعلى أساس وطني من خلال إعطاء بعض التوصيات لشركاتها» لوقف العمل والاستثمار في ايران.
وفي السياق، أكد رئيس مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية كريستوف دو مارجوري، ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا «قوية جدا» على المجموعة لكي تترك إيران، محذرا في الوقت ذاته من فرض عقوبات جديدة على طهران. وأوضح «لا يمكن لاي بلد مهما كانت قوته ان يقرر بشكل أحادي أين يمكن لشركة نفطية ان تستثمر.. اذا ما كان على شركة مثل شركتنا ان تستمع لهذه الدول التي تقرر ما هو الخير وما هو الشر، فأين ستصبح؟».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد