نصر الله: اللعبة بقواعدنا (ملف)
جديد المقاومة: الردع بالعقاب
بات ممكنا، اليوم، الحديث عن اليوم التالي في ملف الصراع مع اسرائيل. لم تكن عملية المقاومة النوعية في مزارع شبعا نقطة التحول. كان خطأ العدو في قياس واقع المقاومة، هو الاشارة العملية التي اتاحت لحزب الله ممارسة هوايته المفضلة في «تحويل التهديد الى فرصة». وهذا ما جعل رد المقاومة العسكري، وتفسيره السياسي والعملاني، يقفل صفحة ويفتح صفحة جديدة.
والاساس ان المقاومة قالت ما عندها. وبات علينا انتظار اسرائيل.
ماذا يعني ذلك؟
اولا: ان قدرات المقاومة الامنية والاستخبارية والعسكرية تبدو في حالة تتجاوز الجاهزية النظرية. بل هي، في واقع الامر، قدرة قائمة قابلة للتطبيق كلما استدعت الحاجة.
ثانيا: ان تفاصيل العملية تظهر مرونة عالية جدا لدى الاجهزة التنفيذية في المقاومة، ان لجهة تلبية الحاجات السياسية في اختيار هدف عسكري يناسب الهدف السياسي، او لجهة توفير الاسلحة والتوقيت التي تستهدف بناء حالة «تناظر» مع العدو، او لجهة طريقة تحقيق الاصابات التي توصل الرسالة بما هو اقسى من كثرة الدماء.
ثالثا: ان طبيعة الرد الاسرائيلي على العملية، عسكريا وامنيا، تدل على قدرات المقاومة، في كيفية تجنب الظهور وتلبية حاجة العدو الى رد فوري يشفي الغليل. وتدل، ايضا، على ان العدو، حتى ولو قدّر في سياق تمرين نظري، انه سيتعرض لما تعرض له، الا انه لم يكن قادرا على اتخاذ المناسب من الاجراءات الميدانية التي تقيه هذه الضربة.
رابعا: بينما كانت المقاومة قد اعدت (اسرائيل شاهدت ذلك بالعين المجردة) لمواجهة قد تصل حدود الحرب، الا ان العدو لم يكن جاهزا لمثل هذا الاحتمال. وهذا يعني، ايضا، ان القرار السياسي الذي توافر لدى قيادة المقاومة بالسير في رد ولو ادى الى حرب واسعة، لم يكن متوافرا عند العدو، الذي وجد حيلته في ردود عشوائية قبل ان يقرر «احتواء الموقف».
خامسا: ان طبيعة الانتشار بكل صنوفه العسكرية والامنية واللوجستية، الذي انجزته المقاومة قبل اعطاء الاذن لمجموعة الهجوم، هو انتشار شمل مساحة كبيرة، وكبيرة جدا جدا من لبنان وداخل الاراضي السورية، وهو يشمل قدرات لو نجح اي عاقل في رسم ملامحها، لفهم ما جعل العدو يرتدع.
سادسا: ادرك العدو، عمليا، ان المقاومة التي تقدر على ضبط حجم اندفاعة الصفعة في وجهه، قادرة على ما هو اكبر بكثير. والاهم، ان جيش العدو بات قادراً على مواجهة اي شطط من جانب القيادة السياسية فيما لو قررت «الانتحار». وبالمناسبة، فبقدر ما يعيش جيش العدو وقواته العسكرية والامنية حالة غضب من جراء ما حصل، بقدر ما يعيش هؤلاء حالة ارتخاء تمنع على السياسيين جرهم الى مواجهة ليسوا في حالة جاهزية لها. وسيكون نصيبهم، بالتأكيد، الحصول على موازنات اضافية في الاشهر القليلة المقبلة.
ماذا عن الردع الجديد؟
قال السيد نصرالله إن المقاومة في حل من اي قواعد للاشتباك، وإن من حقها الرد على اي عدوان. واضاف محددا: ان المقاومة ستختار، هي، طريقة ومكان وكيفية الرد على اي عدوان عسكري او اغتيال امني. وهذا معناه:
اولا: ان العدو قبل، ولو على مضض، أن من حق خصومه، وتحديدا حزب الله، ان يرد على الاعمال الامنية حيث يقدر. وهناك سجل، لا نعرف متى يفرج عنه، لهذه المواجهات المستمرة حتى اليوم. واذا كان تجنيد محمد شوربا قد ساعد العدو على احباط عدد من هذه الردود في السنوات الماضية، الا ان ما قاله السيد، امس، يعكس توجها جديدا. ومفاده، ان بمقدور المقاومة، اليوم، اختيار ما يناسبها للرد على اي عملية اغتيال، وهذا يعني ببساطة، انه إذا اقدم العدو - وهو سيحاول حتما - على اغتيال ناشط او قيادي في المقاومة من خلال عمل امني، فستلجأ المقاومة الى الرد عليه، اما بعمل امني، او حتى بعمل عسكري على غرار ما حصل قبل ايام. لان مبدأ الاغتيال مبدأ واحد. وما قاله السيد امس، هو ان الرد على الاغتيال هو مبدأ واحد ايضا.
ثانيا: ان لجوء العدو الى اغتيال شهداء القنيطرة أوضح طبيعة المواجهة الدائرة في سوريا، وأن التوصيف الحاسم الذي اعطاه السيد حسن نصر الله امس للمجموعات الارهابية في جنوب سوريا، يعني، ببساطة، ان جبهة الجولان انضمت عمليا الى دائرة المواجهة المباشرة. اما كيفية تفعيلها، فهو امر له حساباته الميدانية والسياسية. والمفيد، هنا، القول ان المقاومة لن تنتظر 15 عاما لرسم معادلات وقواعد اشتباك في الجولان على غرار ما حصل في لبنان سابقا، بل هي تقول انها تبدأ العمل هناك، من تاريخ 28 كانون الثاني 2015 وما بعده. وعلى العدو تخيل ما ينتظره.
وبناءً عليه، فان المقاومة التي افتتحت مرحلة جديدة في الصراع، تحتاج إلى عون حقيقي من المحبين، وهو عون يقتضي الهدوء. وهي تحتاج الى قدر كبير من الحب والتضامن والثقة، ولا تحتاج ابدا الى من يضج من حولها ولو عن غير قصد. وعلينا التنبه، الى ان من لا يقدر او لا حاجة له في ميادين القتال، يقدر على القيام باعمال كثيرة، ابرزها، جعل الوعي ثابتا في العقل، ومنسحبا على سلوك يومي في الحياة، لا على اساس انفعال تفضحه لحظة المواجهة الحقيقية. ان فعل المقاومة كبير وكبير جدا، ولا يحتاج الى من ينفخ فيه، بل يحتاج الى من يحوّله فكرة لا يقدر على حجبها جهلة ولا طغاة!
إبراهيم الأمين
Тбилиси | فَلْيَكُنْ ــ 6
ما... بالنهاية، الليل هو نهار كتير معتّم... كتير يعني، والنهار حبيبنا، ليل مضوّى أخو اختو، مشعشع عالتقيل، إنو شو مفكّرن انت؟ تنين؟ إي معلوم!!! ما الجيش الإسرائلي كمان، متلك هو، أكتر الأحيان، بيتهيألي بيلخبط فيهن صاير، هاي عا زيادة التركيز، اللي مرافقها الرعب ما عم يفك عنها. إي والله، ما اللي كل الوقت ناطر، وبالو طويل جداً، منيحة جداً، ما بقا يخاف من النهار، إذا الليل وخالص منو، ما رابطهن ببعضهن... آخرهن «سكارسا»... أهلين... إييييييييييييه... أهلين بألله.
■ ■ ■
سلمى: ميّة بالميّة معَك حق. انا اللي الله كل مرة بيضرب عا قلبي، ليه؟ ما بعرف يا عيسى
عيسى: ليكي، ما انا شاعر معك، الله يعينك بالنهاية، هو ذاتو، بس انت ليكي، وينك؟ إذا بتفضلي إنو يضربك عا غير محل، جربي تبقي تقوليلو
سلمى: كيف يعني؟
عيسى: إنو بصلواتك قصدي، انا ملاحظك، دايما هيك عا جنب بتصلّي... ووو...والله بتعجبني هالشغلة فيكي... لذيذة، (وبيمشي) أخ!
■ ■ ■
ردّ حزب الله منعطف استراتيجي
أصداء عملية مزارع شبعا لا تزال تتردّد في الوسط الإسرائيلي، وانعكست في تقارير المعلقين الذين رأى بعضهم أن إسرائيل انطلقت من تقدير بأن ليس من مصلحة حزب الله الردّ على عدوان القنيطرة. فيما اختار آخرون التحذير من أن الحرب مع الحزب مختلفة تماماً عن أي حرب مع أي طرف آخر. وحاول بعض ثالث لفت نظر قياداتهم إلى الأبعاد التي تنطوي عليها عملية شبعا، لجهة أن عدم وضعها في سياقها الصحيح يُعَدّ هروباً من الواقع. وهو ما التقى مع توصيف ما جرى بأنه «منعطف استراتيجي». علماً بأن هذه التعليقات وردت تعقيباً على ردّ حزب الله، قبل أن يلقي الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، كلمته التي حدد فيها قواعد جديدة للصراع مع العدو.
ووصف المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل رد حزب الله بأنه كان محسوباً ومحدوداً، وأكد أن التوجيهات التي أصدرتها قيادة الجيش تشير إلى قرار باحتواء الحدث لا التصعيد. وغمز من جهة الخلفية الانتخابية لبنيامين نتنياهو وسعيه إلى إبداء حزم أمني عشية الانتخابات، محذراً من أن الحرب الشاملة مع حزب الله أمر مختلف تماماً، و«من الصعب أن نتوقع كيف يمكن الحرب أن تخدمه»، خصوصاً أن لا أساس للاعتقاد بأن «المواجهة العسكرية الواسعة ستنتهي بالضرورة، بانتصار واضح ومقنع ويعزز مكانته».
وتساءل هرئيل عمّا إذا كان مسار التطورات سيؤدي إلى إعادة رسم معادلة تتعلق بقصف قوافل أسلحة نوعية تابعة لحزب الله، وما إذا كانت إسرائيل ستكرر خطواتها العدوانية، مع علمها أن حزب الله يمكن أن يجدد عملياته من الجولان ومن المنطقة الحدودية اللبنانية، لأن «من الواضح أن ما كانت تقوم به إسرائيل في سوريا، لم يعد مقبولاً بعين الخصم». ولفت هرئيل إلى أنه رغم وجود حقائق تحدد توازن الردع بين الطرفين، وتساعد على إبعاد الحرب، إلا أن الأمور تحصل بسرعة في المنطقة، وبنحو غير متوقع.
من جهتها، حذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» من أن عدم وضع عملية حزب الله في سياقها الصحيح يُعَدّ هروباً من الواقع، وقالت إنها تشير إلى مستويين: عملاني واستخباري عال جداً، لمقاتلي حزب الله، خصوصاً أنهم عرفوا ماذا يستهدفون ولم تنطلِ عليهم عملية تمويه الآليات التي كانت تبدو كما لو أنها آليات مدنية، وحققوا إنجازاً عسكرياً دقيقاً، ورغم الضربة الموجعة التي تعرضت لها إسرائيل، إلا أنها لم تسبب التصعيد.
إلى ذلك، وصف المعلق العسكري في الصحيفة اليكس فيشمان، ما جرى بأنه «منعطف استراتيجي» لدولة إسرائيل، لكنه رأى أن هذا الأمر لم يقرره أحد رسمياً. ولفت إلى أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، منذ اندلاع الأحداث في سوريا والمنطقة، حرصت إسرائيل على ألّا تسقط داخل هذا «الثقب الأسود»، وألّا تُجذَب إلى داخل الصدامات في العالم العربي، وألّا تتدخل علناً في سوريا ومصر. لكن حين قرر من قرر تغيير الاتجاه، باغتيال عناصر حزب الله، دسّ أنفه في المواجهة في سوريا. وأقر فيشمان بأن قرار مهاجمة حزب الله في الجولان، انطلق من فرضية أن ليس للحزب وإيران مصلحة في توسيع المواجهة مع إسرائيل وفتح جبهة أخرى ضدها، في الوقت الذي يخوضون فيه القتال في سوريا والعراق ولبنان. إلى ذلك، أضاف فيشمان أن هناك من اعتقد أيضاً أن الردع الإسرائيلي قوي بما يكفي كي يكبح حزب الله والإيرانيون ردود أفعالهم. لكنه لفت إلى أن الردع «ليس علماً دقيقاً»، مشيراً إلى أنه عندما تغتال إسرائيل جنرالاً إيرانياً ونجل عماد مغنية في وضح النهار، فإنك «ببساطة ترغم الجانب الآخر على تنفيذ خطوات، وتهدم بيديك الردع الذي بنيته». وحذر فيشمان من أنه غير واضح ما «إذا كانت ايران قد أغلقت حسابها مع إسرائيل، وهو ما يعني أنه يتعين على إسرائيل النظر إلى ما يحدث في خارج البلاد».
محمد بدير
عَبرة السيد الأب تشعل المجمع: المقاومة بخير
إنها الثانية بعد الظهر. المكان: أمام مجمع «سيّد الشهداء» في الرويس. لا تزال هناك ساعة على الموعد. عشرات الشبّان أمام المجمع، يُصبحون بالمئات، ثم بالآلاف... يُريدون «رؤية السيّد». الحواجز الأمنية كثيرة، إجراءات التفتيش عند المسارب المؤدية إلى المجمع مشدّدة، وعيون عند الأرصفة تُمشّط أجساد العابرين. لا أحد يُراهن على خجل الانتحاري، المفترض، من دماء شهداء قتلهم «عدو الأمّة».
إنها الثالثة. فُتحت الأبواب، فتدفق المنتظرون، نساء ورجالا، كبارا وصغارا. لم يعد مستغرباً في تلك البيئة مجيء والد يحمل طفله الصغير. تُجهد تلك البيئة نفسها في بعث رسائل التحدّي في كل الاتجاهات. داخل المجمع صور «القادة الشهداء» (الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية). فوق المنبر، لجهة اليمين، صور لشهداء القنيطرة السبعة: محمد عيسى، جهاد مغنية، عباس حجازي، محمد علي أبو الحسن، غازي ضاوي وعلي إبراهيم، وإلى جانبهم صورة للشهيد الإيراني، العميد في الحرس الثوري، محمد علي الله دادي. كان قرار حزب الله، أمس، أن يكتب فوق صور هؤلاء الشهداء: «على طريق القدس». على وقع صوت الأناشيد، كان أحد الشبّان يلوّح بالعلم الفلسطيني، وإلى جانبه آخر يلوّح بعلم حزب الله. صديقان هما، الأول فلسطيني والثاني لبناني. الأوّل يعيش في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين. المخيّم التاريخي الذي لا يفصله عن المجمع سوى شوارع قليلة. ولد وعاش في الضاحية، ويعرف حزب الله جيدا، ويصرّ على تكرار: «أنا هون بين أهلي». المقاومة هي أهله، ويستفزه أن يظن البعض غير ذلك، أو «حتى مجرّد طرح أسئلة كهذه». سيكون الشاب بعد دقائق، واقفاً على الكرسي، هاتفاً بأعلى صوته: «يا الله يا الله... احفظ لنا نصر الله».
يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. هذه المرّة عبر الشاشة. يشتعل المجمع، تتداخل الأصوات، ترتفع كل الأعلام. تظهر رايات الحزب والعلم اللبناني، إضافة إلى أعلام فلسطينية. لا أحد يجيد مثل السيّد ضخ «الأدرينالين» في عروق المحتشدين. أكثر من 10 أيام مرّت والناس ينتظرون هذه اللحظة، بلهفة، كما لم يفعلوا منذ مدّة طويلة. أيام من حبس الأنفاس، بعد عملية الاغتيال في القنيطرة، ثم بعد الرد عليها في مزارع شبعا. لم ينس السيد أن يوجه «التحية التاريخية»: «يا أشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس». ليشتعل المجمع. وهو اشتعل مرات كثيرة، أبرزها عندما خنق السيد، والد الشهيد، عبرته، فانسابت عبرات حاضرين كثر.
في المربع المخصص للصحافيين، كان أحد الصحافيين الأجانب يلتفت إلى الخلف لتأمّل وجوه الناس بعد كل «هبّة» هتاف. إلى جانبه صحافي لبناني، يهمس في أذنه ترجمة لكلام السيد ولفحوى الهتافات. في البداية بدا قلقاً، لكنه، مع تكرار «الهبّات» وتصاعدها، التي تأتي منسجمة مع ارتفاع نبرة السيد، اعتاد الأمر، حتى كاد، في إحدى المرّات، بعدما انتقلت اليه عدوى الأدرينالين، أن يقف ويهتف.
بعد نحو ساعة ونصف ساعة، من كلام السيّد، كان الناس قد ارتاحوا و»بردت أعصابهم». وضع «القائد» قواعد جديدة للاشتباك مع العدو. طمأن «أهل المقاومة» إلى أن مقاومتهم بخير، وقويّة، وحاضرة لكل الخيارات ومستعدة لصنع نصر جديد. كل الوجوه كانت تبتسم عند الخروج. الكل سعيد، مملوء بالنشوة، محشو بفائض من عزّة النفس، بعدما دار الزمان على إسرائيل وأصبحت «تحتفظ بحق الرد». انتهى مهرجان «شهداء القنيطرة». أنهاه السيّد بالعبارة الشهيرة، التي كان حزب الله يُذيل بها بياناته منذ ثمانينات القرن الماضي: «ستبقى المقاومة هي الرد وقوافل الشهداء تصنع النصر».
محمد نزال
نصرالله: هذه قواعدنا الجديدة وساحات المقاومة واحدة
أكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة لم تعد تعترف بقواعد اشتباك مع العدو الاسرائيلي، ولا بتفكيك الساحات، وهي سترد على أي اغتيال «في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة». وقال إن عدوان القنيطرة أدى الى نتائج معكوسة، وفهم الاسرائيلي «اننا كنا مستعدين للذهاب أبعد مما يتصوّر أحد».
بدأ نصرالله خطابه بتعزية عوائل الشهداء وشهداء الجيش اللبناني في رأس بعلبك. ورأى أن «امتزاج الدم الإيراني واللبناني على الأرض السورية يعبّر عن وحدة القضية والمصير والمعركة». وأكّد أنه إذا كان العالم يريد أن ينسى فلسطين وشعبها «فنحن لا نستطيع أن ننساهما، ولن ننساهما».
وتحدث عن تفاصيل عدوان القنيطرة، الذي اتخذ قراره العدو «عن سابق تصور وتصميم»، وهو «اغتيال واضح وغادر»، برغم أنه «حتى الآن ما من تبنٍّ رسمي واضح من الإسرائيلي، الذي افترض أن حزب الله سيبلع العملية لأنه مشغول وضعيف ومستنزف». ولفت الى أن «المفاجأة الأولى للإسرائيلي كانت اعلان حزب الله عن العدوان بعد نصف ساعة، وإعلان أسماء الشهداء في اليوم نفسه». وفنّد الذرائع الاسرائيلية التي أشارت الى أن العدوان استهدف مجموعة كانت تنوي تنفيذ عملية في الجولان، لافتاً الى ان الموكب كان على مسافة ستة كيلومترات من الشريط الحدودي، «وبينهم وبين الشريط آلاف المقاتلين من جبهة النصرة، المزودين كل أنواع الأسلحة»، مذكّراً بأن «النصرة» هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ومصنفة دولياً وغربياً وعربياً بأنها إرهابية، ولافتاً الى أن اسرائيل «لا تشعر بأي قلق من هذا الوجود، بل ترعاه وتغطيه جوياً وتفتح حدودها لجرحى هذا التنظيم».
وقال نصر الله إن الإعلان عن عدوان القنيطرة أربك إسرائيل ووضعها في حال استنفار كامل، وترافق ذلك مع «رسائل عبر دول عدة، ومع تهديد وتهويل ووعيد (...) ولكن كل قادة اسرائيل وجنرالاتها ومستوطنيها وجنودها، كانوا يترقّبون أي إشارة من حزب الله، وهذا أول انجازات دماء الشهداء، وأول الاعتراف الاسرائيلي بقيمة المقاومة وقدرتها وجاهزيتها، بعدما دفعت اسرائيل، على مدى أيام، الى الوقوف على قدم ونصف قدم لأنها تعرف أكثر من غيرها أن المقاومة قادرة وجاهزة لكل الاحتمالات التي فكّرت فيها». وشدّد على أن لا علاقة للملف النووي الايراني بقرار المقاومة بالرد لأنه «لا إيران ولا سوريا ولا أي صديق أو حبيب يرضى لنا المذلة».
وأكد انه فور وقوع عدوان القنيطرة «كان واضحاً لنا اننا يجب أن نرد، ولم يأخذ النقاش أكثر من 10 دقائق»، مشدداً على أن «الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور إلى النهايات». وأضاف: «حددنا منطقة العمليات وطبيعتها وزمانها، وماهية العملية، وجهزنا أنفسنا لأسوأ الاحتمالات، وفهم الاسرائيلي أننا مستعدون لأن نذهب إلى أبعد ما يتصوره أحد في هذا العالم». ووصف نتيجة عملية شبعا بأنها «حفر وتنزيل»، وهي جاءت «في وضح النهار، في ذروة الاستنفار الاسرائيلي وداخل منطقة صعبة جداً». وفي نتيجة العملية، لفت الى تشابه توقيتها مع توقيت عدوان القنيطرة، والى «سيارتين مقابل سيارتين وحبّة مسك، والى قتلى وجرحى مقابل شهداء ــــ موضوع الأرقام نرى لاحقاً كيف نحلّه ــــ وصواريخ مقابل صواريخ»، كما لفت الى فارقين بين العمليتين: «الأول: أنهم غدرونا فيما باغتهم رجال المقاومة وجهاً لوجه، والثاني أن الإسرائيلي لم يجرؤ على تبني عدوانه، فيما تبنّت المقاومة الإسلامية في البيان الرقم واحد العملية مباشرة».
وفي الخلاصات، قال نصر الله إن الإسرائيليين «اكتشفوا، أولاً، حماقة تقدير قيادتهم السياسية والعسكرية والأمنية، وأنها وضعتهم على حافة مخاطر كبرى كان يمكن أن تلحق بهم وبكيانهم وبكل شيء عندهم. هذا الاغتيال أدى إلى نتائج معكوسة، وسيؤدي إلى المزيد من النتائج المعاكسة». وثانياً، أن «الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية وكل مقدراته عاجزة عن مواجهة إرادة المقاومة. إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، ولن تكون غير ذلك». وثالثاً «أن المقاومة في لبنان في كامل جاهزيتها وحرفيتها وشجاعتها وحكمتها». ورابعاً، «أن الجماعات التكفيرية على حدود الاحتلال في الجولان هي حليف طبيعي للعدو الإسرائيلي، وهي جيش لحد سوري جديد».
وفي المواقف أكّد نصر الله، أولاً، «على كل كلمة قلتها في مقابلة (قناة) الميادين في موضوع المقاومة والصراع مع العدو الإسرائيلي، وفي مزارع شبعا جربتمونا، فلا تجربونا مرة أخرى». وثانياً، و»هذا الأهم: يجب أن يفهم الإسرائيلي جيداً أن هذه المقاومة شجاعة وقادرة وحكيمة وليست مردوعة، وليعلم العدو أننا لا نخاف الحرب ولا نخشاها وسنواجهها إذا فرضت علينا، وسننتصر إن شاء الله. وهذه ليست حرباً نفسية ولا تهويلاً، بل هي الحقيقة التي عبّرنا عنها في الميدان». أما لـ «الأصدقاء والمحبين: فنحن لا نريد الحرب ولكننا لا نخشاها. هذا ليس كلام ضعف، بل كلام عقل، لأن هذا بلدنا». وأكد نصر الله، ثالثاً، «أننا في المقاومة الإسلامية لم يعد يعنينا شيء اسمه قواعد اشتباك في مواجهة العدوان والاغتيال، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا أن نواجه العدوان، أياً كان، وفي أي زمان، وكيفما كان، أن نواجهه في أي مكان وأي زمان وكيفما كان». وحذّر، رابعاً، العدو من اللجوء الى سياسة الاغتيالات «ومن الآن فصاعداً، أي كادر من كوادر المقاومة، وأي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة، سنحمل المسؤولية للإسرائيلي، وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة».
إسرائيل: سابقة خطيرة
احتلت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الاعلام العبري امس. الترجمة الحرفية وردت كاملة على المواقع الاخبارية الالكترونية، وخصوصاً موقعي القناة الثانية وصحيفة «يديعوت احرونوت»، الاكثر انتشارا بين الاسرائيليين، كما تصدرت النشرات والمواجز الاخبارية لقنوات التلفزة والاذاعات. واهم ما ورد فيها، من وجهة النظر الاسرائيلية، التركيز على مسألتي الردع وانتهاء قواعد الاشتباك، وفتح الجبهات كلها في وجه اسرائيل.
وفيما التزم المسؤولون الاسرائيليون الصمت، لكن ما لم يصدر عنهم، تكفل به المحللون والمعلقون.
القناة العبرية الاولى، اشارت الى ان نصر الله بدا فخورا جداً بالخلية التي نفذت عملية شبعا، ومسروراً اكثر بردّ الفعل المؤيد في لبنان. لكن الاهم من كل ذلك، بحسب القناة، ان «حزب الله لم يخف رغبته بفتح جبهة اضافية في الجولان، وابقاء إسرائيل مردوعة من جراء ردوده على الحدود اللبنانية مع اسرائيل». وأشارت الى ان نصر الله يحاول ان يفرض قواعد اشتباك جديدة في وجه اسرائيل، وما حصل منذ يومين، وما جرى قبله في الجولان من اطلاق صواريخ، يشيران الى تغيير في القواعد التي تحددت عام 2006 ووفقا للقرار 1701. و»الاحداث الاخيرة في الشمال انتهت، لكن حزب الله هو الذي قال الكلمة الاخيرة».
معلّق الشؤون العسكرية في القناة، اكد ان نصر الله حدد وجهته للآتي: كل فعل اسرائيلي ضد حزب الله، سواء في الجولان او في غيره، بات يخضع لقاعدة اشتباك مغايرة، وسيلقى رداً من حزب الله، وفي المؤسسة الامنية ينظرون الى هذه القاعدة الجديدة ويرون انها سابقة خطيرة، و»على اسرائيل من الآن فصاعداً ان تدرس جيدا اي عمل تبادر اليه».
يحيى دبوق
تخوّف غربي من «حرب لا تشبه مثيلاتها»
حتى يوم أمس كان "هَوَس" الإسرائيليين بأن يخرج مقاتلو حزب الله من تحت أسرّتهم، يؤرشَف في الصحافة العالمية. مراسلة صحيفة "ذي نيويورك تايمز" استمعت أخيراً إلى سكان مستعمرة "زرعيت" الذين أكّدوا لها أنهم ما زالوا "يسمعون ضجيح حفّارات حزب الله تحت رؤوسهم تحفر الأنفاق طوال الوقت". روى المستعمرون للـ"تايمز" حكايات عن "الحفر الذي يؤرقهم" وهم يشاهدون جنوداً من جيشهم يفتّشون عبثاً عن تلك الأنفاق.
لكن، إلى أرق المستوطنين أضيف أخيراً أرق المحللين من "الآتي". هل ستندلع حرب جديدة؟ كيف سيكون شكلها ولمصلحة مَن ستنتهي؟ كيف تؤثر الحرب السورية في المواجهة المقبلة بين حزب الله وإسرائيل؟
"يبدو من الغباء التنبّؤ اليوم بما سيحدث في الأيام المقبلة، ومن الغباء أيضاً أن لا يلاحظ المرء كيف أن صراعات الشرق الأوسط الدائرة الآن يغذي بعضها بعضاً وتترابط في ما بينها"، هكذا خلصت رانيا أبو زيد في مجلة "ذي نيويوركر" الأميركية في مقال بعنوان "حزب الله، إسرائيل وشرق أوسط مجزّأ". أبو زيد ربطت بوضوح عملية اغتيال عناصر من حزب الله في القنيطرة بـ"الحرب الأهلية الدائرة في سوريا"، وقالت إنه "رغم أن الصراع العربي ــ الإسرائيلي هو من عمر إسرائيل نفسها، إلا أن التاريخ سيسجّل أنه تفاقم أخيراً بسبب سوريا، الجرح النازف في الشرق الأوسط".
جيفري وايت في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، ربط أيضاً بين ما حصل في القنيطرة وشبعا والحرب في سوريا. وايت رأى أنه ليس من مصلحة إسرائيل ولا حزب الله الدخول في حرب كبيرة، "لأن ذلك سيسبب خسائر عسكرية وبشرية وسياسية ضخمة لكلا الطرفين". ورغم إشارة وايت إلى أن "انخراط حزب الله بنحو ٥ آلاف مقاتل في سوريا قد يخفف من اهتمامه بخوض حرب جديدة مع إسرائيل"، إلا أنه عدّد نقاط القوة التي يتمتع بها الحزب حالياً. ومن بين مكاسب حزب الله بعد حرب تموز والحرب في سوريا ـ حسب الباحث ـ امتلاكه عدداً أكبر من الصواريخ البعيدة المدى (أكثر من ١٠٠ ألف مقابل ١٣ ألفاً قصير ومتوسط المدى في ٢٠٠٦)، تعزيز قدراته الدفاعية الجوية والساحلية، زيادة منظومته المضادة للدروع، واكتساب إمكانات تخوّله اختراق الداخل الإسرائيلي وتنفيذ عمليات بريّة في شمال إسرائيل. "في الحرب المقبلة، سيخترق حزب الله الحدود ويقاتل على أراضي الشمال الإسرائيلية"، استشهد وايت بكلام أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية منذ أيام، وأضاف مذكّراً بالخبرات القتالية التي اكتسبها مقاتلو حزب الله في الميدان السوري وإمكانية استخدام الأراضي السورية لشنّ هجمات على منطقة الجولان.
الكاتب أشار أيضاً إلى تطوير الجيش الإسرائيلي لقدراته بعد عدوان تموز ٢٠٠٦، لكنه قال إنه يستحسن أن "يفرمل الطرفان أي تصعيد باتجاه حرب شاملة، نظراً إلى الوضع الاستراتيجي لكل منهما، أي انشغال حزب الله بالمعارك السورية وضغط الحلفاء على إسرائيل".
الكاتب حذّر من "الخسائر البشرية الكبرى التي سيصاب بها الطرفان والأضرار الكبيرة التي ستلحق بالبنى التحتية في لبنان وإسرائيل على حدّ سواء". والحلّ؟ يرى الكاتب أنه بما أن "حزب الله مثل حماس لا يمكن هزمه بالعمليات العسكرية فقط"، لذا على إسرائيل في الحرب القادمة أن "تكون لديها أهداف استراتيجية محددة، مثل ضرب قدرات الحزب العسكرية في الصميم، وضرب البنى التحتية بنحو يلطّخ صيت الحزب كالمُدافع عن لبنان بغية زيادة العداء الشعبي تجاهه في الداخل اللبناني".
وايت أكد أن لا أحد يمكنه أن يرجّح اندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل أو لا، لكنه أشار إلى أن "حرب ٢٠١٥ ستكون، في حال حدوثها، أشدّ تدميراً من حرب ٢٠٠٦، خصوصاً أن كل إسرائيل باتت مهددة (من قبل حزب الله) وليس شمالها فقط".
صباح أيوب
نصر الله يخرق قواعد الاشتباك... بحكمة
يمكن أن نؤرخ أن 30 كانون الثاني 2015، هو نقطة تحول جديدة في خطاب حزب الله. ما قاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أمس أمام صورة شهداء القنيطرة، وتحت شعار «على طريق القدس»، يعني ببساطة توحيد الجبهة من الجولان الى الجنوب اللبناني، ففلسطين. يعني كذلك التأسيس لاستراتيجية جديدة تنسف كل حدود الجغرافيا السابقة.
منذ أمس، انتهت رسمياً الاستراتيجية السابقة التي كانت تقضي بحصر القتال مع إسرائيل ضمن الحدود اللبنانية. هذا تطور نوعي في الخطاب والتخطيط، لعله تطور متفلّت من كل الضوابط السابقة.
ولكي نفهم أكثر ما هو المقصود، فلنلاحظ الآتي:
شعار «على طريق القدس» المتعمد قرب صور الشهداء، أمس، يعني ببساطة أن حزب الله يضع استشهاد مقاتليه وكذلك الجنرال الإيراني في سياق الصراع الأشمل مع إسرائيل. ومن لم ينتبه لذلك، فإن السيد نصر الله لم يبخل بالعبارات التي أشارت الى فلسطين ونضال أهلها وجور إسرائيل عليها.
قول نصر الله: «نحن لا نعترف بقواعد اشتباك» وإن الحزب «مستعد للذهاب الى أبعد مما يتصوره أحد في هذا العالم» يُلغي عملياً الضوابط غير المعلنة التي كانت تقتضي بأن الحزب يكتفي بردود مناسبة ومتوازنة مع الاعتداءات الإسرائيلية وفي جغرافيا محدودة.
تأكيده على أن «مواجهة العدو ستكون في أي مكان وزمان وكيفما كان»، لا يلغي فقط حدود سايكس بيكو بين سوريا ولبنان وفلسطين، وإنما يتعدى ذلك الى احتمال الرد على إسرائيل في أي مكان في العالم، أي أن المصالح الإسرائيلية باتت ابتداءً من أمس هدفاً مشروعاً لمقاتلي الحزب في أي جغرافيا.
تحذيره من أن الرد على اغتيال أي كادر من حزب الله، سيُردّ عليه في أي مكان وزمان وأن اسرائيل ستتحمل مسؤوليته، يمهد الطريق لتوسيع قواعد الاشتباك، وإيجاد مبررات دائمة للرد على إسرائيل في المكان والزمان اللذين تختارهما المقاومة، لكن الواضح أن المقصود هو ردع إسرائيل عن الاغتيال في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة.
كل ما تقدم يعني بوضوح أن حزب الله انتقل منذ أمس الى مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل، وأن سوريا وفلسطين صارتا ضمن جغرافيته القتالية الجديدة، ما يعني عملياً توحيد هذه الجبهة. ولعل وجود رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي في الاحتفال بتأبين الشهداء، يعطي كلام نصر الله بعداً أبعد من فلسطين وسوريا ليصل الى توحيد الجبهة أيضاً ورسمياً مع إيران.
مع ذلك، فإن الاكتفاء بهذه العبارات يشبه الاكتفاء بـ»لا إله». فالسيد نصر الله كان واضحاً في التركيز على أن الحزب لا يريد الحرب، لكنه لا يخشاها. أي أنه سيرد على إسرائيل إن اعتدت ولن يبادر هو الى فتح الجبهة أو الجبهات...
لا شك أن الحزب المتحالف بالدم حالياً مع الجيش السوري على أرض سوريا والمدعوم بالمال والسلاح والموقف من إيران، كان أصلاً يمارس على الأرض مفهوم توحيد الجبهة، لكن هذه المرة صار الكلام رسمياً، وصار بالتالي بمثابة الالتزام من السيد نصر الله في القتال حتى داخل فلسطين أو في جبهة الجولان لو تطلب الأمر ذلك.
هذا تطور مهم، ومن المؤكد أنه سيضع إسرائيل وحلفاءها أمام واقع جديد. وينبغي التذكير هنا بأن حزب الله انتقم سريعاً لشهداء القنيطرة، لكنه لا يزال يحتفظ بمكان وزمان وكيفية الانتقام لاغتيال قائده العسكري الأبرز الحاج عماد مغنية...
حين قال نصر الله أمس إن عملية الثأر لشهداء القنيطرة تمت في التوقيت والشكل نفسه الذي استخدمته إسرائيل، فلعله في قرارة نفسه كان يشير الى أن الرد على اغتيال عماد مغنية لن يكون بأقل من اغتيال قائد إسرائيلي بمستواه...
منذ أمس، صارت المنطقة أمام شكل جديد من الصراع. هذا هو بالضبط توازن الرعب. وبقدر ما قد يثير القلق عند إسرائيل وأطراف لبنانية تريد تجريد حزب الله من سلاحه وترفض تخطيه الحدود، بقدر ما قد يُشكل عامل استقرار، لأن إسرائيل تعرف أن نصر الله لا يمزح... فهل تتحداه؟
سامي كليب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد