نصر الله: مصرون على التسوية السياسية وسنعاقب قتلة الشهيد مغنية

25-03-2008

نصر الله: مصرون على التسوية السياسية وسنعاقب قتلة الشهيد مغنية

سيدة ترفع صورة نصر الله في الاحتفالأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الأبواب ستبقى مفتوحة لكل المبادرات السياسية والجهود السياسية بعد القمة العربية، على أمل أن تنتج القمة العربية حلاً أو آلية للحل، وقال إن بعد القمة كقبل القمة، ونحن جميعاً مصرون على تسوية سياسية وعلى معالجة سياسية وعلى بذل كل جهد سياسي من اجل إخراج لبنان من ازمته.
واعتبر ان مسألة الحرب ليست امراً بسيطاً، وليس من البساطة ان تقدم اميركا بحرب على إيران، او ان تقوم إسرائيل بحرب على سوريا، او ان تبادر إسرائيل بالحرب على لبنان.
وجدد العهد بمعاقبة قتلة الشهيد عماد مغنية وقال «نحن نختار الزمان والمكان والعقاب وطريقته ووسيلته».
كلام السيد نصر الله جاء في احتفال أربعين الشهيد مغنية عصر امس في مجمع سيد الشهداء الرويس، وجاء مباشراً عبر شاشة كبيرة في صدر القاعة. وحضر الاحتفال ممثل رئيس مجلس النائب علي حسن خليل، ممثل الرئيس سليم الحص أمير حموي، ممثل رئيس تكتل التغيير والإصلاح حكمت ديب، السفير الايراني محمد رضا شيباني، نواب حاليون وسابقون ووزراء حاليون وسابقون وشخصيات لبنانية وفلسطينية ورجال دين.
بدأ الاحتفال بآي من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني، فنشيد «حزب الله»، وقدمت فرقة «رسالات» أوبريت «الضوء المشذّى» مهداة الى روح الشهيد مغنية، وقادها المايسترو عبدو منذر.
كلمة نصر الله:
تحدث السيد نصر الله في بداية كلمته عن الشهيد مغنية ثم تناول مسألة الإساءة الى النبي محمد في بعض دول الغرب وسأل: لماذا عندما يرتبط الأمر بإسرائيل وبالصهاينة تسقط كل المقدسات والمحرمات، كل حرية التعبير والرأي والصحافة وإلى آخره كلها تسقط. عندما يأتي فيلسوف كبير مثل روجيه غارودي مثلا ليناقش ويشكك علمياً بنظرية المحرقة تقوم الدنيا ولا تقعد في أوروبا ويحاكم روجيه غارودي، مع أنه قدّم مراجعة علمية، أمّا أن توجّه الاتهامات والإساءات فهذا أمر مسموح به!
أضاف: هذا أمر مدان يجب أن يدينه العالم كله، ولكن يجب أيضا أن نحذر ـ وندائي للمسلمين خصوصا ـ من أنّ هناك مجموعات عمل صهيونية وأميركية تريد أن يكون هناك صراع عنيف بين العالم الإسلامي وبين أوروبا والدول الأوروبية بشكل خاص. يجب أن نكون حذرين ويجب أن نعرف من الذي يقف خلف هذه التحركات المشبوهة لنواجهه وأن نتجنب الذهاب إلى صراع يراد لنا جميعا أن نذهب إليه ليكون المستفيد منه إسرائيل والإدارة الأميركية التي تتخبط مشاريعها وتتلاشى طموحاتها وآمالها على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، يجب أن يكون صوت الإدانة عالياً وفعل الإدانة قوياً ولكن يجب أن نمارس الإدانة بحكمة ووعي، ويجب أن نحذر الأوروبيين والدول الأوروبية من مغبة الاستفزاز والفخ الذي يساقون إليه لأنّ هناك صراعاً من هذا النوع يراد إيجاده واستحداثه.
وانتقل نصر الله الى الحديث عن الصراع مع إسرائيل فقال: لطالما تحدث الإسرائيليون عن معركة الوعي بينهم وبين أعدائهم وخصومهم، وكانوا يقولون دائماً إنهم يخوضون معركة وعي مع شعوب منطقتنا مع الفلسطينيين واللبنانيين والعرب وشعوب المنطقة، وهم يقولون شيئاً صحيحاً، هم يخوضون معنا جميعاً معركة وعي، ولكن يخوضونها ليس بلغة المنطق والعلم والاستدلال وإنما بلغة القتل والبطش والإرهاب والمجازر وقتل النساء والأطفال وهدم البيوت واغتيال القادة والحصار والتجويع. أنظروا إلى أدبياتهم، يقولون نحن نحاصر قطاع غزة لأننا نريد أن نُفْهِم الفلسطينيين أن إطلاقهم للصواريخ يكلفهم غاليا، إذاً هدف الحصار، كما يقول الإسرائيليون في أدبياتهم، «كي الوعي»، هذا الوعي الفلسطيني يجب أن يُكوى ويجب أن يملأ بأفكار مغلوطة ومقلوبة، وكذلك الحال بالنسبة للبنانيين ولغيرهم. هم يتحدثون عن القتل لنفهم، وعن الاغتيال لنعلم، وعن الحصار لنستوعب ونعي، إذاً هذه هي أدوات معركة الوعي عند الإسرائيلي.
وقال: هم من خلال معركة الوعي الدامية يريدون أن يقولوا لنا إننا ضعاف وعاجزون وأن يقولوا لنا أن لا أمل لدينا بالنصر، يريدوننا أن نيأس وأن نحبط وأن نصاب بالقنوط، يقولون لنا إنّ العالم كله يتخلّى عنكم وعن أطفالكم ونسائكم، العالم لا ينطق بكلمة ولا يحرك ساكنا عندما تقتلون في قانا أو في غزة، وبالتالي لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم ولا مستقبل لمقاومتكم لأنّ إسرائيل هي حكم أبدي أزلي لا يمكن أن يواجه ولا يمكن أن يقاتل ولا يمكن أن يهزم ولا يمكن أن يبدل. ثمّ للأسف الشديد يأتي بعض ضعاف النفوس بدل أن يقفوا ويقولوا نحن ضعاف ولا نملك شجاعة المواجهة ولا إرادة المواجهة ولا روح التضحية في هذه المواجهة دفاعاً عن شعوبنا وبلداننا وعن مقدساتنا، بدل أن يعترفوا بضعفهم ووهنهم، يأتون ليبدلوا الفكرة ويشوهوها وليقولوا إنّ المقاومة خيار غير منطقي وغير عقلائي. يُصبح، أن يدخل رجل واحد بعصاه ليواجه كل لصوص الهيكل، يصبح جنوناً وثقافة موت، تصبح التضحية والوفاء والاستعداد للشهادة والدفاع عن الكرامة والأوطان ثقافة موت، أمّا ثقافة الحياة فهي التي تبدل العدو المحتل القاتل المغتصب المرتكب للجرائم والمجازر إلى جارٍ إقليمي يجب أن نفكر كيف نتسامح معه ونتعايش معه.
يبدأون بالتنظير لروحهم المهزومة لعقولهم المغلوبة، فنجد اقلاماً مأجورة، او قد لا تكون مأجورة بل مهزومة وهذه من سيئات الارتداد. بعض الثائرين الماضين، بعض الثوار السابقين والعقائديين السابقين والمقاومين السابقين، عندما ينقلبون يكون انقلابهم أسوأ مما كان في صف الإسرائيلي من اليوم الاول . هذه هي سيئات الارتداد. قولوا تحدثوا عن روحكم المهزومة، ولكن هذه ليست روح الشعب اللبناني وليست روح الشعوب العربية وليست روح امتنا على الإطلاق.
نحن ايضا منذ البداية كنا نخوض معركة الوعي مع الصهاينة الوعي في امتنا والوعي عند العدو، في معركة الوعي لم نكن فقط في مواقع الدفاع كنا في مواقع الهجوم، لم نكن فقط بمواقع رد الفعل كنا في مواقع صنع الفعل. اليوم ابناؤكم ومقاومتكم وعماد مغنية وجهاد المقاومين في فلسطين ولبنان يصنعون الوعي الصهيوني الجديد، وأنا استطيع القول إن المقاومة في مواجهة الصهاينة في منطقتنا وخصوصا في لبنان وفلسطين حققت انجازات كبيرة جدا في معركة الوعي.
وأشار نصر الله الى انه عندما يتحدث عن حركات المقاومة يقصد كل حركات المقاومة لا عن جهة محددة، «وأرجو الله وأتمنى ان يبادر البعض عندنا في لبنان الى كتابة التاريخ الموضوعي والمنصف غير الحزبي والطائفي وغير الفئوي عن حركة المقاومة اللبنانية منذ انطلاقتها الى الآن والى المستقبل حتى لا يأتي يوم نناقش فيه كما يفعل بعضنا الآن. إننا نخشى ان يأتي يوم يصبح فيه المقاومون في لبنان قطّاع طرق ويصبح فيه العملاء في لبنان أبطال السيادة والحرية والاستقلال، هذا التاريخ يجب ان يكتب ويجب ان يحفظ.
وتحدث نصر الله عن ثلاث مراحل في حركة الوعي منذ هزيمة 1967 وقال: بعد عام 2000 انتقل السؤال ولم يعد السؤال في العالم العربي يقول: هل يمكن ان نقاتل الجيش الاسرائيلي؟ هل يمكن ان نهزم الجيش الاسرائيلي؟ في مواجهة مقاومة عندما يحتل ارضا فنقاتله في ارضنا ونخرجه منها؟ انتهى هذا السؤال.بقي هناك سؤال بعده لا يوجد سؤال هل يمكن ان يزول هذا الكيان من الوجود؟ قبل عام 2000 كان هذا الكلام مستحيل. قبل المقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية كان هذا الكلام أساطير وخرافات وجنون. انا اقول في عام 2006 قدمت اجابة جديدة وقوية على هذا السؤال. الصورة الاسرائيلية انكشفت على حقيقتها وصورة الجبهة الداخلية. هذا الشعب الذي لا يتحمل قصفاً ولا تهجيراً ولا سكناً في الملاجئ لمدة 33 يوماً، على الفلسطينيين واللبنانيين ان يتحملوا التهجير لـ60 عاماً. لكن الاسرائيليين، 33 يوماً لا يتحملون تهجيراً ولا سكناً في الملاجئ. وتنتهي الحرب بخسارة اسرائيل، كشفت صورة الجبهة الداخلية وأصبح هناك امكانية لجواب جديد. هل يمكن ان تزول اسرائيل من الوجود؟ نعم وألف نعم يمكن ان تزول اسرائيل من الوجود.
أضاف: بعض الجهات اللبنانية الموثوقة قامت باستطلاع رأي ونشر هذا في بعض الصحف اللبنانية، حيث وجهت مجموعة من الاسئلة بعد استشهاد الحاج عماد. لكن انا اريد ان اتحدث عن سؤالين وجوابين:
السؤال الاول: هل تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني؟ ويأتي جواب الناس من كل الطوائف. الطائفة السنية الكريمة: « 3,90٪» يؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني. وعند الطائفة المسيحية الكريمة جاءت النتيجة: « 4,77٪» تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني.
الطائفة الدرزية الكريمة «66٪» تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني على الرغم من قول البعض ان اسرائيل لم تعد عدواً وسوريا هي العدو. اما الشيعة الذين كان لهم النصيب الاوفر من القتل والدمار والتضحيات في حرب تموز « 4,94٪» يؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني.
هل هذه القناعة معزولة عن الحادث الجليل والخطير الذي هو استشهاد القائد الشهيد الحاج عماد مغنية؟ بالتأكيد كلا. هم أرادوا بقتل الحاج عماد إحباطنا وتيئيسنا، القول لنا بأننا ضعاف ويمكن ان ينالوا منا وبأننا سنقتل في كل ساح وفي كل واد، هم ارادوا كي الوعي عندنا ولكننا ننتمي الى مدرسة الإمام الخميني الذي كان يقول اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر.
أضاف: اسرائيل هذه الى المزيد من الضعف، الى المزيد من الوهن الى المزيد من الهزائم، في الاسابيع القليلة الماضية كانت حرب دامية قاسية في غزة وسماها بعض الصهاينة محرقة غزة والعالم كله ينظر، والعرب في صمت مريب لكن هل تعلّم اولمرت وباراك وأشكينازي من هذه العبرة الجديدة؟
وقال: ما اردت ان اصل اليه بان الاسرئيلي لا يستفيد من العبر والدروس كما يصور لنا. هو يكرر ارتكاب نفس الأخطاء ولذلك لم يجرؤ على القيام بعملية برية في قطاع غزة، اقدم على عملية برية محدودة وعندما سقط له بعض الخسائر تراجع وهذا هو الجيش الاسرائيلي. هذا هو في جنوب لبنان. هذا هو في غزة وهذا هو في فلسطين المحتلة. الجيش الاسرائيلي الذي يقف مرعوبا امام الاخوة في قطاع غزة هذا الجيش الذي يهددوننا به باجتياح بري في جنوب لبنان، مع فرق الامكانات بين جنوب لبنان وقطاع غزة، لذلك أنا اقول لكم ايها الأخوة والأخوات أنتم إن شاء الله ببركة دماء الشهداء وخصوصا الشهداء القادة الكبار من علماء وجهاديين وسياسيين، انتم الجيل الذي سوف يشهد الانتصار النهائي الحاسم لأمتنا وتغيير وجه المنطقة وإقامة المشروع الحقيقي الذي ينتمي الى شعوبنا وأوطاننا وأمتنا، اما الاسرائيليون الصهاينة فأنا اقول لكم بعد استشهاد الحاج عماد وما قلته في تشييعه وفي أسبوعه هم قلقون وخائفون ومرعوبون، ليس فقط في فلسطين بل في كل انحاء العالم، دعوهم يقلقوا ويخافوا، فليذوقوا طعم الخوف والقلق والرعب الذي طالما اذاقوه لشعوبنا ولأهلنا. لماذا يتبرع البعض لطمأنتهم؟ نعم حصل بعض القلق في لبنان لكن انا استشهد بالآية الكريمة وأعدّل كلمات «إن تكونوا تقلقون فإنهم يقلقون كما تقلقون وترجون من الله ما لا يرجون».
أضاف: البعض حاول في لبنان ان يضخم ظاهرة القلق او الخوف، طبيعي. عندما يراهن البعض على حرب اسرائيلية باتجاه لبنان ويقال هذا في وسائل الاعلام وفي المجالس الداخلية من الطبيعي ان يقلق الناس، عندما تأتي البوارج الحربية الاميركية الى قبالة المياه الاقليمية اللبنانية ويرحب بها البعض دون خجل وتقف السيدة رايس لتقول بأن هذه البوارج للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا، من الطبيعي ان يشعر الناس بقلق، عندما يسوّق البعض في الليل وفي النهار لحرب اميركية على إيران او حرب اسرائيلية على سوريا كل جو المنطقة هو جو قلق، ولكن ما حاول البعض ان يثيره ليقول إن هناك حالة ذعر او حالة هروب او حالة هجرة من بعض المناطق اللبنانية المحددة، هذا ليس صحيحاً على الإطلاق. هذا جزء من الحرب النفسية عليكم وعلى وعيكم وعلى إرادتكم وعلى عزمكم. لكن مسألة الحرب ليست امراً بسيطاً. انا هنا لا اريد ان احلل او ارجح وإنما اريد ان اقول ليس من البساطة ان تقدم اميركا بحرب على إيران، او ان تقوم إسرائيل بحرب على سوريا، او ان تبادر إسرائيل بالحرب على لبنان في مثل الظروف الحالية. فالامر لم يعد بهذه البساطة، قبل حرب تموز غير بعد حرب تموز، قبل 14 آب 2006 غير بعد 14 آب ,2006 وتجربة غزة تعزز ايضا هذا المنطق، اليوم للذين يتحدثون عن احتمالات الحرب اقول لهم انا لا اريد ان انفي أي احتمال، ولكن اريد ان اذكرهم وأقول لهم إن الحرب الإسرائيلية لم تعد نزهة وإن الحرب الإسرائيلية باتت مكلفة جداً، وإن قرار الحرب الإسرائيلية لم يعد قراراً تستطيع القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية ان تتخذه بسهولة، هذا نعرفه جيداً لأن في لبنان قوة المقاومة وارادة المقاومة وثقافة المقاومة ودماء شهداء المقاومة وشعب المقاومة، الشعب الذي يؤيد بمجموعه، يؤيد 85 في المئة من المجموع العام يؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني، هذا الشعب اللبناني!.
وقال: هذا لا يعني اننا ذاهبون إلى ان نفتح جبهة في الجنوب. لا احد يقول إن اسقاط النظام الصهيوني هو مسؤولية لبنانية. نحن لا ندّعي هكذا، لكن هذه ثقافة، هذه هي الفكرة وهذا هو الوعي وهذا هو المفهوم السياسي وهذه هي إسرائيل. (اذن نعود الى السؤال الثاني من الاحصاءات يقول: «طبعاً بالسؤال الثاني نحن نقبل 50 في المئة. والسؤال الثاني هو توصيفي هل تعتقد بان النظام الصهيوني في طريقه الى السقوط؟ وهذا السؤال اصعب من الاول لأن الانسان ممكن ان يؤيد العمل، ولكن يقول لك بأنها صعبة كثيرا ومعقدة وممكن ان لا تصح. والجواب سني 39 ٪، درزي 36٪، مسيحي 46٪، شيعي 89 ٪. المجموع 55٪ من المستطلعين اللبنانيين يعتقدون بأن النظام الصهيوني بطريقه الى السقوط. هذه نتيجة ممتازة كثيراً. ليس مطلوباً ان تكون 80و90٪. في أي بلد؟ في البلد الذي يراد ادخاله في العصر الاميركي والثقافة الاميركية والتقاليد الاميركية والذي يقف مثقفوه وبعض مثقفيه وسياسيوه بإجلال وإكبار وتصفيق لم يسبق له مثيل. لمن؟ للقائمة بالأعمال بالسفارة الاميركية تقديراً على إنجازات اميركا في المنطقة.
أضاف نصر الله: الاسرائيليون قلقون فليبقوا قلقين، بل يجب ان يبقوا قلقين وعليهم ان يعرفوا ان دمنا لا يسفك او يترك في الطرقات. الذي قتل شهيدنا القائد يجب ان يعاقب ويجب ان يذوق طعم العقاب لا لأننا قوم ثأر، لأننا قوم نؤمن بأن لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب، لنحفظ بقية الحياة يجب ان يعاقب القتلة وسيعاقبون إن شاء الله، وكما قلت لكم نحن نختار الزمان ونختار المكان ونختار العقاب وطريقته ووسيلته.
وقال: روح الحاج عماد اليوم هي اقوى حضوراً في مقاومته وبركات هذا الحضور ظهرت اكثر فأكثر في كادرها وأفرادها وهمتها وعزيمتها ونشاطها الدؤوب، نحن سنواصل العمل من اجل الاهداف التي عاش من اجلها واستشهد في سبيلها، من امانيه كان تحرير الاسرى ونحن سنواصل هذا العمل بالرغم من ان الاسرائيليين قتلوا عماد المقاومة الا اننا لم نوقف المفاوضات حول تبادل الاسرى، وجرت لقاءات في الآونة الاخيرة ولم نوقف التفاوض وسنواصل العمل لأننا نريد ايضا ان نحقق واحدة من اماني الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وهي ان يرى اخواننا الاسرى احراراً بين اهلهم وأحبائهم وأقاربهم وشعبهم، سنواصل العمل على تعزيز كل عناصر القوة للدفاع عن بلدنا وحماية استقلاله وسيادته الى جانب الجيش اللبناني والى جانب جميع القوى المؤمنة بالمقاومة بالحرية الحقيقية والاستقلال الحقيقي والسيادة الحقيقية. وهذا امر لن نتوانى فيه على الإطلاق، وسيكتشف الاسرائيليون في مستقبل الايام في اي مواجهة، أي حماقة ارتكبوها عندما اقدموا على اغتيال قائد بحجم الشهيد عماد مغنية.
وفي إطلالة مختصرة وسريعة على الوضع الداخلي قال نصر الله: نحن جميعا نتطلع الى القمة العربية مع تفاوت الآمال بما يمكن ان تنتجه هذه القمة، البعض يحاول ان يثير مشاعر الخوف والقلق بين اللبنانيين عما يمكن ان يجري بعد القمة، بعد القمة كقبل القمة، ليس هناك أي داع لهذا الامر. نحن جميعاً مصرون على تسوية سياسية وعلى معالجة سياسية وعلى بذل كل جهد سياسي من اجل اخراج لبنان من ازمته، ولذلك لا يجوز ان يتسرع البعض بتصريحات مراهــقة ليواجه الأيدي الممدودة او المبادرات التي قد تُعد من اكثر من قيادي في المعارضة، سواء فــيما تحــدث عنه دولة الرئيس نبيه بري بالأمس عن جهود او عن مبادرة تحدث عنها العماد ميشال عون او اللقاء الوطني برئاسة دولة الرئيس عمر كرامي او الجــهود التي تبذلها اكثر من جهة في المعارضة. نعم ما تريده المعارضة هو الخير للبنان وقدمت الكثير من التنازلات. من المحزن ان يعتبر بعض العرب وبعض الغرب ان ما تطالب به المعارضة غير مقبول وغير معقول!
أضاف: اذا كانت المعارضة التي تمثل ما تمثل من الشعب اللبناني أقصى ما تطالب به المشاركة الحقيقية، وأقصى ما تطالب به هو قانون انتخابي عادل ومنصف تطمئن له الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، اذا كان هذا غير معقول وغير مقبول فما هو المعقول والمقبول؟ ان نغادر البلد؟ ان نهاجر؟ لن نغادر. ولن نهاجر، ولن نتخلى عن بلدنا، ولن نتركه للأميركيين.
سوف تبقى الأبواب مفتوحة لكل المبادرات السياسية والجهود السياسية بعد القمة العربية، على أمل أن تنتج القمة العربية حلاً أو آلية للحل، هذا بلدنا ونحن سوف نبقى حريصين عليه وعاملين من اجل وحدته وأمنه واستقراره وقوته. وأيضا في هذا السياق ما دعت اليه بعض قوى المعارضة وقيادات المعارضة وتسعى اليه بجد وبحق من تنــظيم المعارضة في إطار وطني واحد واســع شـامل، نحن في حزب الله نؤيده ونسانده وأياً تكن الصيغة حاضرون ان نكون بخدمتها. في المرحلة المقبلة نعم المعارضة تحتاج الى ان تجمع صفها في اطار وطني واحد منظم واسع لتستطيع مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...