نصرالله يهدد حكومة إسرائيل المقبلة بتدمير جيشها إن دخل لبنان
تميز خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد القيادي المقاوم عماد مغنية (الحاج رضوان) بنبرة سياسية داخلية هادئة، جاءت لتلاقي وتكمل بعض خطاب الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، خاصة الكلام السياسي الداخلي لكل من النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، ما يؤكد أن معظم القوى الداخلية الوازنة، صاحبة مصلحة حقيقية في الالتزام بسقف هدنة الدوحة، ومن ضمنها الحفاظ على مناخات التهدئة السياسية والإعلامية ومحاولة تطويرها باتجاه تحقيق مصالحات جديدة، أو تطوير ما تم انجازه منها حتى الآن، خاصة بين قيادة «حزب الله» من جهة وقيادتي «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة ثانية. وفي الجزء الإقليمي، قارب خطاب السيد نصر الله، معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، بإطلاق إشارات أقلقت الكيان الإسرائيلي حول سعي المقاومة لامتلاك قدرات صاروخية جوية في مواجهة أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة ضد لبنان، حيث تحدث للمرة الأولى عن حق المقاومة في امتلاك أي سلاح واستخدامه ومن ضمنه سلاح الدفاع الجوي (الصواريخ المضادة للطيران الحربي)، وقال «لقد ولى الزمن الذي نتصرف فيه وكأننا ضعاف». وقد ترك السيد نصر الله الموضوع مفتوحاً أمام الأسئلة الكبيرة حول ما إذا كانت المقاومة قد امتلكت هذه القدرات أو أنها في طريقها إلى امتلاكها، رافضاً بالتالي تأكيد أو نفي حصول المقاومة على هذا السلاح، قائلاً «هل امتلكنا أم لم نمتلك مثل هذا السلاح... هذا بحث آخر. نحن لم نخض صراعنا مع هذا العدو لا على قاعدة العنتريات ولا على قاعدة المزايدات بل على قاعدة المفاجآت». أضاف «لماذا الخشية من وصول سلاح دفاع جوي إلى المقاومة، لأن المقاومة تملك إرادة وشجاعة استخدام هذا السلاح». وقال في معرض تقييمه لتجربة المواجهة مع إسرائيل منذ العام 1982 حتى يومنا هذا مروراً بحربي تموز وغزة «لم يبق لدى الإسرائيليين إلا تفوق في سلاح الجو، وهم قلقون على هذا التفوق»، مضيفاً «إذا تغيرت معادلة الجو تغيرت معادلة الصراع كله». وجدد نصر الله دعم الحزب وارتياحه لكل أشكال الحوار والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ولكل تقارب عربي ومصالحة عربية، خصوصاً بين السعودية وسوريا. ودعا السيد نصر الله إلى الاستفادة من قوة المقاومة في أي تسوية أو مفاوضات «ولو كنا لا نؤمن بهذا الطريق، ولكن نقول لهم يا عمّي طيب عندكم قوة اسمها المقاومة في لبنان، اسمها المقاومة في فلسطين! لماذا تريدون أن تضحوا بالمقاومة مجاناً؟ لماذا لا تستفيدون من عناصر القوة حتى في المسار الذي تؤمنون به، ونعتقد أنه خاطئ؟». واستذكر الأمين العام لـ«حزب الله» «ذكرى الاغتيال المروّع للرئيس الشهيد رفيق الحريري»، حيث قاطعه جمهور كبير احتشد في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، بتصفيق طويل، كما استذكر الشهداء الذين سقطوا مع الحريري، وقال «نأمل في المستقبل أن تجمعنا هذه المناسبة الوطنية... فنحن مطالبون جميعاً أن نحترم الشهداء، ونحن مع تجاوز كل مشاكل الماضي وصعوبات الماضي بمعزل عن التقييم لكل واحد تقييماً مختلفاً عن الاحداث التي حصلت، ولكن هناك نقطة يجب أن نتفق عليها جميعاً وهي الحرص على تجاوز الماضي والاستفادة من عبره، ومن هنا نحن لا نتحدث عن عدو بل تيارات وجماعات لبنانية مختلفة في الخيارات والموقف، ونحن هنا لا نتكلم عن إسرائيل، وطبيعي ان نتصرف بهذه الروح المسؤولة، لذلك كنا وما زلنا من دعاة التهدئة في الخطاب السياسي والميدان». وتابع نصر الله «ما حصل قبل يومين من إشكالات وعنف هو مدان». وتوجه إلى آل الشهيد الاشتراكي لطفي زين الدين وأهل الشبانية والحزب التقدمي الاشتراكي بالتعزية، مؤكداً أن استشهاد زين الدين «حادثة مؤلمة لنا جميعاً ومن يقتل من اللبنانيين في أحداث من هذا النوع هو خسارة لنا جميعاً». وقال «هكذا يجب أن نتصرف جميعاً أمام حادث مأساوي من هذا النوع، ويجب أن أدين ما لحق وسبق هذا الحادث، لأن أي عنف او عنف مضاد، هو مدان بكل الأحوال». وجدّد السيد نصر الله التأكيد على موقف الحزب بوجوب قيام شراكة وطنية بين جميع المكونات السياسية والطائفية، وقال إن زمن الثنائية والثلاثية الطوائفية انتهى، والمطلوب هو التوافق بين الجميع، وإذا رفض الآخرون المشاركة في الحكومة المقبلة وأن يكون لهم الثلث الضامن في الحكومة إذا فازت المعارضة، فعلى المعارضة في حال فازت أن تقوم بالمهمة وتقدم نموذجاً جديداً»، مؤكداً أن «حزب الله» لن يدير ظهره إلى القضايا والأزمات الوطنية الكبرى. ودعا اللبنانيين إلى أوسع مشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بوصفها استحقاقاً سياسياً هاماً ومؤثراً جداً. وفي واشنطن أكدت مصادر اميركية ان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري سيصل غداً الى بيروت في زيارة تستغرق ساعات، حيث يلتقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد