نيويورك تايمز:بوش المعلق على حبل المشنقةوتحالف الخوف العربي- الأمريكي
الجمل: كتب الصحفي الأمريكي ستيفن ايرلانغير، تحليلاً اخبارياً في صحيفة نيويورك تايمز حمل عنوان (الوقائع والأحداث أدت بالولايات المتحدة للقيام بدفعة جديدة من أجل صفقة شرق أوسطية).
يشيرستيفن ايرلانغير، في معرض سخريته واستهئزائه بالرئيس جورج بوش، إلى ملاحظة الكاتب الأمريكي الكبير صمويل جونسون التي قال فيها: (عندما يعلم الإنسان بأنه سوف يتم تعليقه الليلة على حبل المشنقة، فإنه يقوم بتركيز ذهنه بشكل مدهش للغاية).
وبعد ذلك يمضي ايرلانغير قائلاً بأنه ضمن هذا المعنى فإن الوقائع والأحداث الحالية الجارية: انهيار فتح في –الانتخابات الفلسطينية- وفي غزة أمام حركة حماس الأصولية الإسلامية، قد أدت إلى تركيز الذهنية الدبلوماسية ودفعها إلى العمل تماماً مثلما تعمل ذهنية من يعلم بأنه سوف يعلق على المشنقة.. وحالياً فإن زعماء كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وأيضاً مصر والأردن، والسعودية أصبحوا أكثر عصبية واهتزازاً من جراء المشنقة الكبيرة التي تضم إيران، وحماس والجهاد الإسلامي، وحزب الله، والتي سوف يتم تعليقهم عليها، وبسبب معرفة هذه الحقيقة، فإن عقولهم وأذهانهم أصبحت هذه الأيام تعمل بشكل (جيد).
ويضيف قائلاً: إذا حاولنا معرفة مدى جدية هذه الأحاديث والتصريحات الجديدة حول مفاوضات السلام وحول مكان إجرائها، فإنه يبدو لنا ما هو هام أن نضع في اعتبارنا فكرة من هو في مواجهة المشنقة والإعدام.
يقول مارتن انديك (المسؤول السابق في إدارة كلنتون، والسفير الأمريكي السابق في إسرائيل، ومدير دراسات الشرق الأوسط الحالي بمؤسسة بروكينز) بأنه أصبح يوجد الآن (حلف الخوف) وهو الحلف الذي تقوده إسرائيل ويضم أمريكا ومصر والأردن والسعودية، والذي جعل من الممكن العمل من أجل إحراز التقدم في تحقيق السلام، وبسبب الخوف، كما يقول مارتن انديك، فإن هذا الحلف أصبح في عجلة من أمره، يريد تحقيق كل شيء وبسرعة من أجل السلام، وذلك بسبب إدراك هذا الحلف بأن عدم إنجاز السلام، معناه (المشنقة).
يقول الصحفي تسيفن ايرلانغير: بعد سبع سنوات من العنف والإرهاب، والركود والجمود، والعمل من طرف واحد، قررت الولايات المتحدة بشكل نهائي التدخل ودفع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ومحمد عباس رئيس السلطة الفلسطينية، من أجل التحدث والتفاهم حول السلام.
وبرغم أن ايهود اولمرت يعاني من الضعف الداخلي، ومحمود عباس يعاني من الضعف الداخلي، إلا أنهما يحاولان أيضاً توظيف محادثاتهما وتفاهماتهما من أجل الخروج نم الورطة والمأزق وحالة الضعف.
يشير الصحفي الأمريكي إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين يحاولون حالياً إيهام العالم بأن استيلاء حماس على قطاع غزة قد تم بإيعاز منهم، وذلك من أجل إحداث الانقسام بين الفلسطينيين، والسؤال: إذا كانوا يهدفون لذلك، فلماذا ظلوا في الفترة السابقة يحاولون القضاء على حماس؟!!
وتقول الحقيقة، بأن كل حسابات الإسرائيليين والأمريكيين وجماعة محمود عباس، والأردن ومصر، كانت خاصة وذلك لأن حماس فاجأتهم بالفوز الساحق في الانتخابات، وقبل أن تزول المفاجأة، فاجأتهم مرة أخرى بالاستيلاء على قطاع غزة وإخراج حركة فتح منه.
يقول الصحفي الأمريكي بأن إدارة بوش بدأت تفهم، وبأن كوندوليزا رايس بدأت تفهم، بل وان شلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي السابق قد بدأ يفهم بشكل أكثر تقدماً، وذلك عندما قال صراحة بان الحل السحري لمشكلة الشرق الأوسط يوجد حصراً في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في القضية الفلسطينية، وبالتالي يتوجب على أمريكا وإسرائيل عدم إضاعة الوقت في الحرب ضد العراق، والحرب ضد الإرهاب، والحرب ضد أفغانستان، والتدخل في لبنان، والبحث عن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، وذلك لأن كل هذه الأشياء لن تقدم الحل لمشكلة الشرق الأوسط، وإنما سوف تجعلها أكثر تعقيداً.
ويقول الصحفي الأمريكي بأن مارتن انديك قد تحدث حول الدروس والعبر المستفادة من تجربة كامب ديفيد، وحذر المسؤولين الأمريكيين من (العجرفة) قائلاً: (إذا ذهبت كوندوليزا رايس من أجل التوصل إلى الوضع النهائي، فإنها سوف تجد نفسها واقعة على الأرض)، وقال بأن إسرائيل ليس لديها الثقة الكافية بمصداقية محمود عباس في السيطرة على الأوضاع، وذلك لأن محمود عباس لن يستطيع بالنتيجة منع صواريخ حركة حماس والجهاد الإسلامي من الانطلاق من الضفة الغربية أو قطاع غزة، وضرب الأهداف الأكثر حساسية في عمق إسرائيل الحيوي كمطار بن غوريون الدولي مثلاً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد