هاجس الحرب يلاحق اسرائيل واستعداد لمواجهة هجوم سوري
هاجس الحرب على الجبهة الشمالية، ولا سيما مع سوريا، لا يزال يلاحق الإسرائيليين، فرغم الأوامر بوقف الكلام السياسي على الوضع على الجبهة السورية، واصل جيش الاحتلال استعداداته الميدانية.
وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس أن إسرائيل عززت دفاعاتها المضادة للصواريخ من نوع «حيتس» على الحدود الشمالية، مشيرة إلى أنها قررت إدخال تعديلات على انتشار الصواريخ وتعزيزها شمالاً، بناء على الدروس المستوحاة من دروس العدوان على لبنان في تموز الماضي، وفرضية أن الحرب المقبلة ستُعرّض اسرائيل لهجمات صاروخية غير مسبوقة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «الجيش الاسرائيلي قرّر تعديل وثيقة الدفاع الصاروخي وغيّر من انتشار بطاريات منظومة حيتس (المضادة للصواريخ) شمال اسرائيل، على خلفية التوقع بأن الحروب المستقبلية ستتميز بهجمات صاروخية غير مسبوقة».
وأوضح المصدر أن «التغييرات في انتشار الدفاعات الجوية تقررت في الأشهر القليلة الماضية وسط مخاوف من اندلاع حرب مع سوريا ونتيجة لعبَر حرب لبنان الثانية، التي سقط خلالها أربعة آلاف صاروخ على الشمال».
وطبقاً لوثيقة نشر انظمة صواريخ «حيتس» المعمول بها حالياً في إسرائيل، تنتشر بطاريات هذه المنظومة في قاعدة «بلماحيم» التابعة لسلاح الجو في وسط اسرائيل، وفي نقطة ترفض الدولة العبرية التصريح عنها شمالاً، وذلك بناء على ما يسمى بـ «الانتشار الخفيف» القائم على التهديد الذي كانت تمثّله صواريخ سكود العراقية خلال حرب الخليج الاولى.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه «بعد حرب الصيف الماضي والإدراك بأن الحرب المقبلة ستتضمن هجمات صاروخية إيرانية وسورية، فإن قوات الدفاع الجوي قررت تبنّي نشراً واسع النطاق لبطاريات صواريخ حيتس»، مشيراً إلى ان إسرائيل تجري «عدداً متزايداً من التدريبات المشتركة مع القوات المسلحة الاميركية في جهد يهدف لزيادة التعاون واستعداداً لاحتمال ارسال واشنطن انظمة دفاع صاروخية اميركية الى اسرائيل، اذا كان هناك حاجة لها، وذلك استباقاًَ لصراح محتمل مع سوريا وايران».
وتابع المصدر نفسه أن «وزير الدفاع (ايهود باراك) طلب أخيراً من البنتاغون معلومات عن نظامي دفاع صاروخي من صنع أميركي، وهما ثاد وايغيس، بهدف توفير بنية تحتية لاحتمال شراء النظامين الاميركيين او إذا تقرّر نشرهما في إسرائيل خلال الحرب»، مشيراً إلى أن «ضباطاً من الجيش الاميركي من قيادة المنطقة الاوروبية زاروا اسرائيل في آذار الماضي وشاركوا في المناورة المسماة (جونيبر كوبرا) التي تجرى كل عامين، والتي تعنى بمحاكاة الانظمة الدفاعية الصاروخية من جانب اسرائيل والولايات المتحدة على انظمة الدفاع الصاروخي».
وأشار المصدر أيضاً إلى أنه يجري إعداد الجنود لصدّ الهجمات الصاروخية المحتملة في أي صراع مستقبلي، موضحاً أن «قائد القوات الجوية دانييل ميلو استدعى الضباط السابقين الذي كانوا يديرون بطاريات الباتريوت خلال حرب الخليج الاولى من اجل تدريب الجنود الصغار ومشاركتهم خبرتهم في اعتراض الصواريخ».
يشار إلى أن النموذج الاحدث من صاروخ «حيتس»، والمسمى «حيتس 3»، هو حالياً قيد التطوير في اسرائيل، واذا ما وضع في الخدمة العملية فإنه قادر، مثلما يشير الاسرائيليون، على العمل على ارتفاع اعلى من النموذج الحالي، وهو ما يمكّنه من استكمال الحلقة المطلوبة، وخصوصاً اذا استطاعت اسرائيل انهاء التحسينات التي تجريها على نظام الباتريوت الاكثر تطوراً، ليكون قادراً على العمل كطبقة اعتراضية جوية ثالثة
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد