هل للتواصل الإسلامي عبر التكنولوجيا أجندة خفية؟

18-06-2008

هل للتواصل الإسلامي عبر التكنولوجيا أجندة خفية؟

يتوحد المسلمون في كل بقاع الأرض وقت الصلوات الخمس.. فالأذان والتكبير من البصرة إلى إسلام أباد دليل على وحدة المسلمين في هذه الأوقات. كما أن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله دليل آخر على وحدة المسلمين في كل الأزمان.

إلا أن الوضع يختلف حاليا مع دخول العصر التكنولوجي واحتلال التقنيات الحديثة جزءا كبيرا من حياتنا.

فالمسلمون الآن يواجهون كمّا هائلا من وسائل الإعلام التي تتنافس لتظهر على أنها المصدر الكامل لكل ما يحتاج إليه المسلم، وأنها الممثل "الشرعي والوحيد" للمسلمين، مهما اختلفوا في أفكارهم الاجتماعية والسياسية.

إلا أن معظم وسائل الإعلام هذه تقلل من أهمية التنوع الذي يتمتع به المسلمون ما بين سنة وشيعة ودروز وغير ذلك.

 سامي طاهر، المشرف على موقع mecca.com، قال: "لا يختلف المسلمون عن غيرهم من الشعوب الأخرى حول العالم، فهم، كما غيرهم، يختلفون في آرائهم فيما بينهم، خصوصا في تلك الأمور المتعلقة بالحياة الاجتماعية وطبيعة العيش."

ويضيف طاهر: "إذا ما تعمقت في المجتمعات الإسلامية، ستجد أن هناك من يمتلك وجهات نظر مثيرة للجدل، وهناك من يعارض وجهات النظر هذه، لذا فإن التعبير عن الآراء عبر التكنولوجيا يمكن تشبيهها بمنتديات مفتوحة وحرة."

وبالنظر إلى المواقع الإسلامية وما تحويه من منتديات، سنجد أن أكثر الموضوعات شيوعا هي تعدد الزوجات، والعذرية لدى الفتيات، والمواعدة بين الجنسين، وجميعها موضوعات تلقى اهتماما بالغا من قبل متصفحي هذه المواقع.

وفي مثال آخر، يطرح أحد المشاركين في موقع Facebook للتواصل قضية مهمة للمسلمين، فكل ما عليك فعله هو زيارة صفحة هذا المشارك والإجابة على اختبار قصير لتعرف "ما إذا كنت مسلما حقيقا أم لا."

ولا يتوقف التواصل الاجتماعي بين المسلمين على الإنترنت، ففي مصر على سبيل المثال، تتوافر خدمة الهاتف والانترنت لجميع من يرغبون في طرح أسئلة دينية أو الحصول على إجابات في هذا الخصوص عبر الاتصال بخدمة تعرف بـ "اتصل بالشيخ"، وهي متوافرة على مدار الساعة.

ويجيب على أسئلة المتصلين عدد من أهم الشيوخ والمفتين في مصر، لما في ذلك من أهمية بالغة في رأيهم تكمن في تعميق الحس الديني لدى المسلمين.

ومنذ فترة طويلة، شكل التلفزيون وسيلة لا يستهان بها لإيصال رسائل عدة للمشاهدين.

فالسعودية مثلا، أطلقت تلفزيونا يحمل اسم "اقرأ"، وتدور جل موضوعاته حول الإسلام والمسلمين، كما أن رسالته الأولى هي عبارة تقول "قوّ إيمانك".

ويكمن هدف القناة، بحسب المسؤولين عنها، في "تكوين المجتمع الإسلامي المعاصر المؤمن بعمق ومحبة الله و رسوله والكتاب والسنة والاقتداء بالصالحين، وتطبيق الإسلام بشموليته لكل جوانب الحياة التي تحث على الإيمان بالحوار الوسطي السمح المتقبل للرأي الآخر، مما يؤهل على تكوين مجتمع إسلامي إيجابي بنّاء قادر على التفاعل داخلياً وخارجياً بكل فئاته، والوصول إلى المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

كما تهدف للتعريف بسماحة الدين الإسلامي في دول الغرب، التي ربما لم يتح لهم إعلامهم فرصة التعرف عن قرب على مباديء الشريعة الإسلامية السمحاء".

ولا يوجه التواصل الديني عبر وسائل الإعلام للكبار فقط، بل أيضا للصغار، فهناك موقع kids.islamweb.net الذي ينطلق من قطر، ويظهر فيه ثلاثة أطفال، أولهم عمر وهو الطفل المثابر، ومهند وهو الطفل الذي دائما ما يتلقى النصيحة، وسلمى التي تتميز بنظافتها وذكائها.

والسؤال الذي يطرح في النهاية: هل تطمح مثل هذه الوسائل الإعلامية إلى تكوين أجندة خاصة بها توصلها بشكل خفي إلى مشاهديها، أم هي فقط انعكاس لمجتمع غني ومتنوع يفضل أن يكون متجانسا لا أكثر؟

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...