هل يفشل بلير في مهمته كمبعوث للشرق الأوسط؟
الجمل: يقوم طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، بجولة تعتبر الأولى له بعد توليه مهمة المبعوث الخاص.
• برنامج الجولة:
أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن المبعوث الخاص طوني بلير سوف يقوم بزيارة إسرائيل ومقابلة كل من ايهود اولمرت رئيس الوزراء، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وسوف يقوم بزيارة الضفة الغربية حيث يعقد اجتماعاً مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وسوف يتوجه إلى العاصمة الأردنية عمان حيث سيلتقي مع عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني.
• حدود تفويض طوني بلير:
قام مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق، جيمس وولفينسون بشن هجوم قوي ضد طوني بلير وأمريكا وإسرائيل، وقال لصحيفة الصنداي تيليغراف البريطانية الصادرة اليوم، بأن مهمة طوني بلير تعتبر فاشلة بالأساس، وذلك لأن إسرائيل وأمريكا تعملان بشكل مسبق على تقويض مهمة مبعوث السلام قبل تكليفه بالمهمة.
وقال جيمس وولفينسون بأن إسرائيل والأمريكيين فعلوا ذلك معه، وقد كان رئيساً للبنك الدولي، وبعد انتهاء فترة عمله تم إخطاره باختياره مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط وممثلاً للجنة الرباعية الدولية، وكانت مهمته الأولى الإشراف على إعادة تعمير قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي السابق في عام 2005م.
قال وولفينسون: لقد اكتشفت بأن إسرائيل وأمريكا كانتا تحصران مهمتي ضمن حدود تطوير الاقتصاد على النحو الذي يمهد للسلام، وقد فهمت تماماً أن مهمتي كانت معكوسة منذ البداية، لأن المطلوب هو تحقيق السلام أولاً ثم التنمية الاقتصادية ثانياً.
كذلك كانت كل تفاصيل وأجندة عملية السلام في الشرق الأوسط تتم السيطرة عليها بواسطة الخارجية الأمريكية، وفي كثير من الحالات كنت آخر من يعلم.. كنت أقرؤها في الصحف مثلي مثل أي شخص عادي.
• نطاق صلاحية طوني بلير:
يقول كارين لاووب، المحرر في وكالة الأسوشيتيد برس والكاتب في شبكة إم.إس.إن.بي.إس، في التقرير الاخباري الصادر اليوم، بان صلاحية طوني بلير كمبعوث خاص للسلام في التمهيد لإقامة دولة فلسطينية عن طريق تشجيع عملية الإصلاح والتنمية الاقتصادية، وبناء المؤسسات.
ويشير الكاتب قائلا: إن هذا لا يمنح أو يخول طوني بلير أي صلاحية لكي يقوم بمحاولة التوسط من أجل الوصول إلى صفقة السلام.
كذلك قال دان كوتزر السفير الأمريكي السابق في إسرائيل بأن إسرائيل وأمريكا دأبتا على القيام بإعاقة وتقييد مهام واختصاصات وصلاحيات كل مبعوثي السلام السابقين لمنطقة الشرق الأوسط.
وتحدث جيمس وولفينسون المبعوث الخاص السابق لوكالة الأسوشيتيد برس أيضاً وقال: عن صلاحيات طوني بلير سوف لن تتجاوز التعامل والتفاهم مع السلطة الفلسطينية، وزعماء حركة فتح، والمسؤولين الإسرائيليين ومصر والأردن، ويتوجب عليه مراجعة الإسرائيليين قبل وبعد مقابلة أي طرف آخر.
وأضاف جيمس وولفينسون قائلاً: إن مهمة طوني بلير هي مضيعة للوقت، وعندما كنت مبعوثاً قام طوني بلير بالإسهام من ماله الخاص بمبلغ 300 ألف جنيه استرليني (حوالى نصف مليون دولار تقريباً) في الإسهام برأس مال إحدى المزارع التي تستخدم للزراعات البلاستيكية وتقوم بإمداد غزة بالخضراوات، ولكن إسرائيل قامت بإغلاق المعابر، وفشل المشروع على النحو الذي جعل بلير يتجرع الخسارة.
أما بالنسبة للبيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية فعلى السيد بلير أن لا يتوقع شيئاً سوى التهميش، إن لم يكن الاحتقار والازدراء بواسطة اليوت ابراهام نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، والذي كان يصفني للآخرين عندما كنت مبعوثاً بأنني مجرد شخص مزعج لا طائل من ورائه.
• بين طوني بلير وملك الأردن:
فترة جولة طوني بلير في المنطقة تتزامن مع حدث آخر يعتبر ذو أهمية قصوى بالنسبة لمستقبل المنطقة، وهو اللقاء الذي سيتم في الولايات المتحدة بين الرئيس بوش والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
تقول التسريبات بأن الملك عبد الله سوف يناقش مع الرئيس بوش اقتراحه الأخير المتعلق بعقد مؤتمر دولي خاص بمشكلة الشرق الأوسط خلال بقية هذا العام.
لم تختر الإدارة الأمريكية الرئيس المصري للتباحث معه حول أمر المؤتمر هذه المرة، وإنما ركزت على أن يتم الموضوع حصراً مع الأردن، وكما هو معروف فإن الإسرائيليين هم الذين حددوا ذلك للإدارة الأمريكية.
التوقعات تشير إلى أن النقاش والمشاورات بين بوش وملك الاردن سوف تتناول الأجندة التي سوف يتم إدراجها في المؤتمر، ومكان وزمان انعقاد المؤتمر، وكيفية استخدام المؤتمر للالتفاف على مبادرة السلام العربية وذلك باستخدام المؤتمر كوسيلة وآلية ضغط دولي من أجل دفع الأطراف العربية لكي تقوم بتعديل مبادرة السلام على النحو الذي يؤدي إلى استبدال بنودها بالآتي:
- أن تنحصر المفاوضات العربية- الإسرائيلية في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري.
- أن يتم فصل الملف الفلسطيني عن المفاوضات باعتبار أن عملية سلام الشرق الأوسط هي السبيل الوحيد الذي يؤدي إلى مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتالي لا داعي لتدخل الأطراف الأخرى.
- أن لا يتم التطرق لموضوع حدود إسرائيل، باعتبار أن إعلان الحدود هو شأن سيادي داخلي إسرائيلي.
- أن تقوم الأطراف العربية بالضغط على الفلسطينيين حول ملف حق العودة.
- أن لا يتم التطرق لموضوع الجولان.
- أن يؤيد المؤتمر إجراءات مكافحة ومحاربة الإرهاب والحركات الإرهابية.
- أن يقر المؤتمر مقاطعة حركة حماس وبقية الحركات الإرهابية، بما يحرمها من أي دور في عملية السلام.
كذلك تشير التوقعات إلى أن أحد الملفات الهامة التي سوف يتم التعرض لها في لقاء بوش- عبد الله الثاني سوف يتمثل في مناقشة إمكانية قيام الأردن بتولي المسؤولية عن حفظ (الاستقرار) في الضفة الغربية، بما يؤدي لدعم وتقوية نفوذ حركة فتح ومحمود عباس، والاتفاق مع إسرائيل حول هذا الأمر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد