هنية: حكومة الوحدة الوطنية ستتشكل خلال ثلاثة أسابيع

قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية يوم أمس إنه سيشكل حكومة وحدة وطنية في غضون ثلاثة أسابيع لكن مستقبل هذه الحكومة بدا قاتما بعد أن قال دبلوماسيون ان واشنطن تعتزم مقاطعتها ومواصلة فرض العقوبات عليها.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن الولايات المتحدة حذرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن محادثات السلام مع اسرائيل لن تستأنف اذا شكلت فتح حكومة وحدة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وكان هنية يتحدث بعد أن طلب منه عباس يوم الخميس رسميا تشكيل الحكومة التي ستضم أعضاء من حماس وفتح بشكل أساسي والتي يأمل الفلسطينيون أن تضع حدا للاقتتال الداخلي الذي اودى بحياة نحو 90 شخصا وأن تؤدي لرفع العقوبات الاقتصادية.
وقال هنية للمصلين في خطبة الجمعة بمدينة غزة "المدة الدستورية (لتشكيل حكومة) هي ثلاثة أسابيع وممكن أن تمدد الى خمسة أسابيع وكلي أمل أن تنضج هذه الحكومة في أقل من ثلاثة أسابيع."
ودعا الدول العربية الى مساندة الحكومة التي تم الاتفاق عليها خلال محادثات في السعودية قبل أسبوع وقال انه تحدث مع عدد من القادة العرب عبر الهاتف لحشد التأييد لانهاء قطع المساعدات الذي تقوده الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية.
وذكر الدبلوماسيون والمسؤولون الفلسطينيون أن الولايات المتحدة حذرت عباس أيضا بأنها ستقاطع جميع وزراء الحكومة الجديدة بمن فيهم من لا ينتمون لحماس.
وقال دبلوماسي في المنطقة "الامريكيون أبلغوا عباس أنهم سيقاطعون الحكومة وأن العقوبات لن ترفع وأن خطوات السلام لن تتطور كما هو مخطط لها." وأكد مسؤول فلسطيني هذه التصريحات.
لكن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قالت في مقابلة مع تلفزيون العربية ان واشنطن سترجئ الحكم على الحكومة الفلسطينية الجديدة الى ان يتم تشكيلها ونفت أن تكون الولايات المتحدة قد اتخذت بالفعل قرارا بشأن المقاطعة الكاملة.
غير انها استدركت قائلة ان التوقعات من قمة مع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يوم الاثنين باتت "بالطبع أكثر تعقيدا" بسبب عملية تشكيل الحكومة المزمعة بين فتح وحماس.
واعتبر اجتماع يوم الاثنين بداية لمساع أمريكية جديدة للتوسط في ابرام اتفاق سلام في الشرق الاوسط بعد ستة أعوام من انهيار المحادثات واندلاع الانتفاضة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه يتوقع أن يتمخض الاجتماع عن اتفاق لاستئناف محادثات السلام على أساس "اطار واضح لحل حاسم للصراع الفلسطيني الاسرائيلي."وقال هنية انه سيبدأ المفاوضات النهائية مع الفصائل المنافسة وبينها فتح اليوم السبت.
وترمي المحادثات الى محاولة حل القضايا التي لا تزال محل خلاف مثل من سيتولى منصب وزير الداخلية ومصير "القوة التنفيذية" التابعة لحماس ومئات من التعيينات الجديدة التي قامت بها حكومة هنية والتي لم يحظ معظمها بموافقة عباس.
ولم يحدد هنية ان كانت حماس ستلبي مطالب لجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المبرمة مع اسرائيل وهي المطالب التي تقول اللجنة ان استئناف المساعدات مرتبط بتلبيتها.
ومن المقرر أن يجتمع ممثلون لاعضاء اللجنة مساء الجمعة. وقال دبلوماسيون غربيون ان الاتحاد الاوروبي يريد توسيع نطاق الية المساعدة التي حولت حتى الان أموال للفلسطينيين مباشرة بحيث تشمل برامج دعم للمؤسسات الحكومية.
ولم تتضح الكيفية التي يمكن من خلالها توسيع نطاق الية المساعدة المؤقتة التي قدمت 200 مليون يورو (259 مليون دولار) من أموال الاتحاد الاوروبي للفلسطينيين مباشرة العام الماضي لان الاموال ستتجاوز الحكومة التي تقودها حماس ما لم تلب مطالب اللجنة.
وقال هنية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس يوم الخميس انه سيعمل بالتماشي مع خطاب التكليف الذي قدمه له عباس والذي دعا الحكومة الجديدة الى احترام الاتفاقات الفلسطينية السابقة بينها تلك المبرمة مع الدولة اليهودية.
وقال هنية في خطبة الجمعة "طالبت أشقاءنا العرب ان يحتضنوا هذا الاتفاق وأن يساعدونا امام الامريكان وغير الامريكان لكسر هذا الحصار المفروض على شعبنا."
كما حث الفلسطينيين على تفادي الاقتتال والتكاتف ضد أعمال الحفر التي تقوم بها اسرائيل قرب المسجد الاقصى والتي يقول المسلمون انها تضر بأساسات المسجد الاقصى. وتنفي اسرائيل أن أعمال الحفر ستضر بالمسجد.
واشتبكت الشرطة الاسرائيلية مع فلسطينيين كانوا يرمون الحجارة في القدس الشرقية العربية يوم الجمعة بعد أن احتج مئات ضد أعمال الحفر. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان الشرطة أطلقت قنابل صوت على رماة الحجارة واعتقلت 15 شخصا.
وذكر الجيش الاسرائيلي أن جنديين أصيبا بجروح طفيفة من أعيرة نارية في اضطرابات أخرى عند نقطة تفتيش عسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

المصدر: رويترز