وزير الدفاع الإسرائيلي يرتدي قناع حمامة السلام
يبلور وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس خطة سياسية جديدة هدفها تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين وفحص إمكان استئناف المفاوضات مع سوريا.
ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن بيرتس قوله في محادثات مغلقة انه ملتزم بالسلام، بصفته رئيسا لحزب العمل، ولهذا فهو لا يرى أي تناقض بين عضويته في الحكومة وواجبه في عرض بديل حقيقي، والإشارة إلى المسار الذي يبدد الجمود في الواقع السياسي الراهن.
ويدرك بيرتس أن استمرار الشراكة مع حزب كديما وزعيمه رئيس الحكومة ايهود اولمرت سيتميز من الآن فصاعدا بالتوترات، وبعدم الاتفاق بالنسبة لطريق الحكومة.
ويصر وزير الدفاع الإسرائيلي على رأيه في بناء محور بيرتس أبو مازن، للتوصل إلى وقف متبادل لاطلاق النار، يتضمن وقف صواريخ القسام وعمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويلزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتسلم مسؤولية منع تهريب الوسائل القتالية من مصر إلى القطاع.
وسيعرض بيرتس، في خطته السياسية، مسار استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، استنادا إلى خريطة الطريق واستعداد إسرائيل للتوقيع على اتفاق لإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة بغضون وقت قصير. وهو يعلم أنه من أجل السماح بالتواصل داخل الدولة الفلسطينية المؤقتة، فان على إسرائيل إخلاء مستوطنات منعزلة وسط الضفة الغربية.
وخلافا لاولمرت، الذي استبعد تماما اقتراحات لإقامة قناة سرية مع دمشق لفحص نوايا وإشارات الرئيس بشار الأسد، فان بيرتس يؤيد فحص احتمال استئناف المفاوضات مع سوريا. وتلقى وزير الدفاع، مؤخرا، فتوى مهنية من أسرة الاستخبارات ومسؤولين كبار في وزارته، يوصون فيها باستئناف القناة السورية بتنسيق مسبق مع الاميركيين. وأشار مكتب اولمرت، أمس، إلى أن جهاز الأمن لم يوصِ رئيس الوزراء باستئناف المحادثات مع سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في جهاز الآمن الإسرائيلي قوله، أمس، انه بعد الحرب الثانية في لبنان، وقبل دقيقة من تسلح إيران بالقنبلة النووية، فان تل أبيب ملزمة بمحاولة التوصل إلى سلام مع دمشق. ويوضح أن إسرائيل تلقت موعدا مناسبا لترتيب علاقاتها مع سوريا، إلا انه بعد أن تملك إيران السلاح النووي، فان هذا الأمر سيكون متأخرا للغاية. ويضيف أن الفرصة الأخيرة لإخراج سوريا من الارتباط بمحور الشر وإيران (إبرام) اتفاق سلام يتضمن اشارة السعر المعروفة: إعادة هضبة الجولان حتى آخر سنتيمتر.
ويعتقد المسؤولون في جهاز الأمن بان القيادة السياسية العليا ملزمة باتخاذ خطوة قيادية والاستجابة لإشارات الأسد. فبعد ست سنوات في حكم سوريا، كما يشيرون في الاستخبارات، يمكن القول إن الأسد يسيطر على الدولة، فيما أن هناك تقديرا آخر يشير إلى أن الأسد لم يقرر بعد وجهته، إلى الحرب مع إسرائيل أم إلى السلام.
ويشدد رئيس شعبة الاستخبارات عاموس يدلين على أن القيادة الإسرائيلية ملزمة بفحص إشارات الرئيس الأسد، إلا انه يوضح أن على إسرائيل أن تنسق مع الإدارة الاميركية استئناف المفاوضات مع سوريا.
يذكر أن يدلين طرح هذا الأمر خلال مداولات جرت مع اولمرت قبل سفره إلى واشنطن. ويشير بعض ممن شاركوا في هذه المداولات إلى أن يدلين روج بحماس لصالح الحوار مع الأسد.
وأثارت أقوال يدلين، التي نشرت للمرة الأولى في يديعوت احرونوت قبل عشرة أيام، غضب المحيطين باولمرت، الذين اعتبروا أن يدلين نسي ما هو مكلف به، أن يوفر لأصحاب القرار المعلومات الاستخباراتية وتقديرات الوضع، وألا يحاول دفعهم إلى زوايا لا توجد لديهم أي نية للدخول إليها.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد