يوسف الفيصل يثني على التغيير في السياسة الإيطالية تجاه العرب

19-06-2006

يوسف الفيصل يثني على التغيير في السياسة الإيطالية تجاه العرب

رحّب يوسف الفيصل رئيس الحزب الشيوعي السوري بتغير السياسة الخارجية الإيطالية تجاه الشرق الأوسط على يد الحكومة الإيطالية الجديدة، معتبراً ذلك "انعكاساً للرأي العام الإيطالي الداخلي، وتلبية لرغبة القوى الشعبية الإيطالية". واعتبر الفيصل أن إصرار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما على سحب القوات الإيطالية من العراق بنهاية العام الجاري يدلّ على "رغبة التيارات الشعبية الإيطالية بعدم تورط بلادها في المجازر والمغامرات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في سعيها إلى الهيمنة العالمية، كما يدلّ على توجّه لدى الحكومة الإيطالية الجديدة التي يتزعمها رومانو برودي بأن يكون لها سياسة مستقلة عن سياسة الولايات المتحدة". وأضاف الفيصل عضو الجبهة الوطنية التقدمية (التي تشكّل ائتلافاً مع البعث الحاكم) "سيكون لقرار الانسحاب تأثيرات هامة ومتعددة على الصعيد العربي عموماً، والعراقي خصوصاً، الأمر الذي مهدت له الشعوب والقوى الوطنية العربية حين استقبلت القرار الإيطالي بتفاؤل، ونظرت إليه نظرة هامة جداً"، ورأى أن الخطوة الإيطالية بالإضافة إلى الموقف الذي اتخذته إسبانيا والدانمارك وغيرها ستضعف الدور الأمريكي المهيمن على العراق والهادف إلى السيطرة على المنطقة عموماً، كما أنه سيعزز الاتجاه العراقي الوطني الداعي إلى تحرير العراق من الاحتلال بكافة أشكاله". وفيما يتعلق بالتطلعات العربية من الحكومة الإيطالية الجديدة، خاصة بعد اللقاء الذي عقد قبل أيام وجمع رأس الدبلوماسية الإيطالية الجديدة داليما والسفراء العرب بروما قال الفيصل "لا شكّ أن هذه الخطوة مهمة، ولكن إن لم يتبعها خطوات أخرى فإن تأثيرها سيكون محدودا، ويجب أن تتبعها الخارجية الإيطالية بخطوات أخرى مشابهة، كالقيام بزيارات دبلوماسية وسياسية رفيعة إلى المنطقة، ولقاءات أكبر بين الأطراف لتبادل الآراء للوصول إلى قواسم مشتركة جيدة بين السياسيين الإيطاليين ونظرائهم العرب". والفيصل الذي انتخب رئيساً للحزب الشيوعي السوري في المؤتمر الأخير للحزب الذي عقد بداية الشهر الماضي عبّر عن قناعته بأن الانسحاب من العراق "يجب أن يُستثمر بشكل كامل، لأنه سيفتح آفاقا جديدة وجيدة لعلاقات عربية ـ إيطالية"، مؤكداً على "ضرورة أن تُبرز السياسة الخارجية الإيطالية الجديدة الوجه الإيجابي الجديد بشكل واضح وصريح، خاصة فيما يتعلق بالعراق وفلسطين وسورية". وأشار إلى "الموقف الشعبي الإيطالي المؤيد للقضية الفلسطينية والمساند لها"، مشدداً على ضرورة "أن لا تنساق الحكومة الجديدة مع ركب السياسة الأمريكية الضاغطة على الفلسطينيين شعباً وحكومة". واعتبر الفيصل أن توجه إيطاليا لتعزيز الدور الأوروبي، بدلاً عن الأوروبي ـ الأمريكي في الشرق الأوسط "قضية هامة ومفصلية"، وأضاف "لا شك أن هناك نقاط التقاء بين أوربا والولايات المتحدة، ولكن هناك نقاط اختلاف أيضاً، ونقاط الالتقاء هي سعي أوربا ليكون لها دور في السيطرة العالمية وفي النفوذ الدولي، الأمر الذي يبرز كثيراً في موقف فرنسا التي تبنّت موقفاً رافضاً للعدوان الأمريكي على العراق ثم انحازت إلى لقاء الأمريكيين"، وتابع "من هذا الموقف نشتمّ رائحة تقاسم مصالح استعمارية قديمة، الأمر الذي قد لا نلمسه في السياسة الإيطالية وبعض الدول الأوربية الأخرى"، وتأسيساً على ذلك رأى أنه "لا يجوز أن ننظر إلى العلاقات الأوربية الأمريكية على أنها علاقات تضاد أو تلاق، فهناك تباينات في المواقف واختلاف في المصالح، فالسياسة العامة في أوربا هي سياسة تقارب مع الدول العربية التي تشكّل معها وحدة حوض المتوسط، ولهذه الأطراف جميعها مصالح مشتركة هامة". وحول الموقف الأوربي من سورية اعتبر الفيصل أن أوربا الآن "تتبنى موقفاً موحداً تجاه سورية"، الأمر الذي رأى أنه "يخدم السياسة الأمريكية الشمولية أكثر مما يخدم السياسة الأوربية، والشعوب الأوربية والعربية"، وتابع "هنا تبرز الحاجة إلى سياسة إيطالية مستقلة، لا تخرج بالتأكيد عن طار سياسة الاتحاد الأوربي، ولكن يمكن أن تكون سياسة مستقلة تخدم مصالح الشعبين والبلدين، كخطوة أولية لردم الهوة بين سورية وأوربا"، مؤكداً على أن "هذه القضية لا تحلّ بالتمنيات، بل في إطار البحث الدقيق في موضوع العلاقات القائمة بين أوربا وسورية". وأردف رئيس أقدم حزب عربي مازال يعمل في الساحة السياسية (تأسس عام 1924) "باعتقادي أن السياسة السورية عموماً هي سياسة منفتحة على أوربا عموماً، وتريد علاقات جيدة ومتوازنة معها"، معتبراً أن "الرفض والصد" يأتي أحياناً من بعض الأطراف الأوربية وليس من سورية، وأضاف "يمكن للحكومة الإيطالية الجديدة التي تمثّل اليسار ويشترك فيها حزب إعادة التأسيس الشيوعي والشيوعيون واليساريون الآخرون، والتي على رأسها رئيس جمهورية شيوعي سابق.. يمكن لها أن تقوم بخطوات تقاربية مع سورية، من خلال زيارات دبلوماسية للمنطقة، أو زيارات لوفود برلمانية أو نقابية، كمبادرة جيدة يمكن أن تفتح باباً لسورية باتجاه أوربا"، مشيراً إلى "استعداد وترحيب سوري" بمثل هذه المبادرات. ودعا الفيصل في ختام اللقاء وزارة الخارجية الإيطالية إلى "القيام بمبادرات لتحسين العلاقات مع سورية وتدفعها نحو الأمام"، معرباً عن قناعته بأن "إيطاليا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً فيما يتعلق بتحسين العلاقات بين سورية وأوربا".

 

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...