مصر: شعار "للنساء فقط" يكتسح المقاهي وسيارات الأجرة
فيما تبحث بعض المجتمعات الخليجية عن متنفس للاختلاط وفك عزلة نساءها، تسعى العديد من المحجبات في مصر الى "تأنيث" أغلب الأماكن وجعلها محظورة عن الجنس الآخر، هذه الاماكن باتت مطلبا ملحا لدى فئة من النساء في اعمار مختلفة.
ففي القاهرة مثلا، ظهرت سيارة اجرة تقودها امرأة وتسمح فقط للنساء بالركوب. كما قام أكثر من مقهى برفع شعار "للنساء فقط"، في حين لا تزال المقاهي المختلطة منتشرة في كل انحاء مصر.
كما تبنت احدى الفنانات المصريات المعتزلات، منذ فترة، فكرة "كوافيرة وللنساء المحجبات فقط"، وطبقتها في القاهرة، ويتردد على المكان عدد لا بأس به من اللواتي يفضلن قص شعرهن باصابع نسائية وليس رجالية، ولا يدخل المكان الا المحجبات فقط.
ويجرى العمل في اماكن مختلفة بنظام تخصيص وقت معلن للنساء فقط بحمامات للسباحة وحلبات الجري، وصالات الالعاب والتمارين الرياضية، ومراكز التجميل وصالات تعليم الرقص، على ان يكون قاطبة الحضور من النساء.
وانتشرت في السنوات الاخيرة ايضا ظاهرة الشواطي النسوية، التي يحظر على الرجل التواجد فيها حتى في حالات الطوارئ.
يذكر أن بعض المطاعم والفنادق والنوادي الليلية والشواطئ قررت إغلاق أبوابها أمام المحجباب، بحجة عدم تماشي الحجاب مع المناخ العام في هذه الأماكن.
ويرجع مراقبون هذا التوجه الى ظهور بعض الدعوات المتطرفة من داخل حركات تحرير المرأة تدعو إلى الدفاع عن النساء في مواجهة التفوق الذكوري إلى حد تخصيص أماكن وخدمات مقصورة عليها – قد لا تؤدي إلى تحرير المرأة، حسب زعم القائمين على هذه الحركات النسائية بقدر ما تؤدي إلى المزيد من مشاركة المرأة وأهمية وجودها في الحياة العامة جنباً إلى جنب مع الرجل .
ويرى هؤلاء أن إصرار رجال الدين والقائمين على التقاليد في المجتمع الشرقي على الفصل بين الجنسين من شأنه أن يكرس الأبوية تحت مبررات حماية الإناث من تحرش الرجال بينما يؤدي الفصل في حقيقة الأمر إلى حساسية دائمة بين الجنسين، وبالتالي يأتي التحرش نتاجا طبيعيا لمجتمعات غير معتادة على الاختلاط مثل المجتمعات العربية.
غير ان بعض النساء يقبلن بفكرة العزل عن الرجال، ويرين ان من حقهن التمتع بأنشطتهن بحرية من دون "تلصص او رقابة" الرجل.
تقول سحر، التي درست في مدارس للبنات، ان تخصيص اماكن للنساء فقط يشعرها بالراحة لانها على ثقة بأن لا احد سيفسد عليها بهجتها من الرجال.
لكن نهاد ابوالقمصان، مديرة المركز المصري لحقوق المرأة تصف هذه الدعوات بانها "ردة نتجت عن مؤثرات خارجية قادمة من البلدان النفطية خصوصا".
تقول ابوالقمصان ان هذا المنحى له جذور تمثلت في عصر الحريم ابان الدولة العثمانية التي "وضعت المرأة في خانة امتاع الرجل، وطاعته وخدمته فقط". محذرة من ان هذا المنحى "سيضعف من مكانة المرأة ويقضي على منجزات كثيرة تحققت في العقود السابقة، تمكنت فيها المرأة من تولي مناصب رفيعة، بينما صارت حاليا مهددة مجددا".
غير أن المجتمعات الخليجية بدأت شيئا فشيئا تبحث عن فك عزلة المرأة ودفعها الى الاختلاط مع الآخر حيث تفضل أغلبية السعوديات، اللاتي قبعن لسنوات تحت الوصاية الذكورية، ترسيخ ثقافة احترام الآخر في أذهان الجميع بدلا من سياسة الفصل.
يذكر أن السعودية، رغم الانتقادات، افتتحت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتخريج علماء سعوديين وهي المؤسسة التعليمية الوحيدة في المملكة التي يسمح فيها بالاختلاط بين الرجال والنساء وتقع بالقرب من قرية مطلة على البحر الأحمر.
نادين يوسف
المصدر: العرب أون لاين
التعليقات
هل هي حرب أهلية ؟
النفاق الثقافي
دمشق المزة
إضافة تعليق جديد