سورياستان
المسلحون الذين يغتالون أفراد جيشنا السوري هم متظاهرون توفر لهم السلاح، فصحّت عليهم تسمية متمردين بدلاً من ثوريين، وتبين خداع شعار (سلمية) الذي كان يحمل في باطنه معنى (إسلامية) ومؤتمر الإخوان المسلمين في بروكسل يؤكد ذلك.
فسورية امتداد لتونس وليبيا ومصر، وبداية أيضاً.. وإذا كان الإسلاميون قد قادوا التمرد في هذه الدول بغطاء أميركي وتسويق قَطري ودعم من صندوق النقد الدولي، فإن الجناح السوري لجماعة الإخوان لم يعد يرضى بأقل من كرسي الحكم السوري، حيث يبدو باب الخلافة العثمانية من خلاله مفتوحاً أمام حزب العدالة والتنمية، برضى واشنطن أيضاً، وإلا كيف نفهم الإنقلاب التركي على النظام السوري على الرغم من وهم التقارب الذي فتح الأسواق السورية أمام الطموحات التركية كما لم تفعل أي دولة أخرى منذ سقوط امبراطورية بني عثمان إلى الآن !؟
لقد انتشرت رائحة الدم السوري في مياه المتوسط وبدأت تستقطب أسماك القرش من كل حدب وصوب، فالصحافة اللبنانية الممولة خارجياً منذ الاستقلال، أوغلت في الانتقام من الأخ الأكبر غير الشقيق، وإعلام البترودولار الخليجي لم يغفر بدوره لنظام البعث، أما الغرب الصهيوني ودكانه المسمى أمم متحدة، فهو يعيد استخدام الاستبداد السوري الداخلي ضد منتجيه، خدمة لمخططاته وليس للشعب السوري الذي بدأ يجفل ويدخل في الحيرة قبل أن يتأكد غالبيته من أن دعوات الانقلاب هي مطالب حق أريد بها باطل، وأن رمد النظام أرحم من عمى أعدائه، فصاروا إلى ما قال معلمنا المتنبي: (ومن نكد الدنيا على الحر أن يجد عدواً ما من صداقته بد).. غير أن هذا الذي كان عدواً (النظام) بدأ يسحب أسباب العداوة التي كانت بيننا وبينه، بدءاً بإلغاء قانون الطوارئ فإطلاق سراح السجناء السياسيين والعفو عن الإسلاميين والموافقة على تشكيل أحزاب وتحرير الإعلام والاعتراف بالمعارضة ومحاورتها وإن على استحياء، وهو ما دفع المدن إلى الرضى والتسليم، بينما الأرياف الفقيرة ما زالت غاضبة ويلزمها وقت لكي تقتنع بأن بطش الدولة أقوى من قدرتها على تدمير النظام وأن يد النظام أقرب إليها للصفع والعطاء من يد القوى المحركة لها من الخارج..
حرق وشنق وذبح وتدمير وتهديد وكذب وتعصب طائفي وإرهاب العراعير بالأذان والتكبير في غير أوقاته واعتداء على موظفين وشهود زور وبهتان: هكذا أشخاص لن ينتجوا أكثر من وطن مشوّه يعيث فيه المجرمون باسم الإسلام كما في الباكستان وأفغانستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وداغستان وكازاخستان وكل دول ( إسلام ستان الطالبانية) التي تلوي عنق التاريخ باسم رب قديم ليس له من الحاضر الإنساني سوى أدوات إلغاء الحياة.. فإلى أين يذهبون بهذا البلد الأمين، وما هو برنامجهم المنظور غير كلمة (ارحل ارحل)، وهل سيجلبون لنا السمن والعسل وحوريات الحرية ولبن الديمقراطية بمجرد الرحيل؟! أين عسل مصر ولبن اليمن وبلح تونس وسمن السودان؟! لقد استبدلوا دولة بدويلات ومجتمعاً بعصابات وفقراً بفقر وخوفاً بخوف وجوعاً بجوع، ودَيناً بديون، وحصلوا على حرية الصراخ ولكن ببطون وجيوب خاوية..
نبيل صالح
التعليقات
أنا مصدوم ومصعوق بكهرباء
المراقب السوري
خلي السلاح صاحي
تحية للاحرار
بارك الله فيك ياسارة
وآسفاااااااااه
Pagination
إضافة تعليق جديد