الأسد يستبق انعقاد مؤتمر جنيف: أي نموذج غير سوري للحل ليس مقبولاً
استبق الرئيس بشار الأسد مؤتمر «مجموعة العمل حول سوريا» في جنيف غداً بالتأكيد على رفض دمشق أي حل يفرض من الخارج، مشدداً على أن واجب الحكومة اجتثاث «الإرهابيين» لإنقاذ آلاف الأرواح، فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أن المحادثات التي ستعقد في جنيف لمناقشة خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي انان لا تحدد مسبقاً مضمون الحوار المتوقع بين السوريين كافة، ولا تفرض وصفات خارجية.
في هذا الوقت، زادت تركيا من نسبة التوتر مع دمشق، عبر إرسالها قوات وآليات وصواريخ مضادة للطائرات إلى الحدود مع سوريا. وأعلن مجلس الأمن القومي التركي أن انقرة ستتحرك «بعزم وفي إطار القانون الدولي» في قضية المقاتلة التركية التي أسقطها الجيش السوري.
وأعلن المتحدث باسم الموفد الدولي أحمد فوزي، في بيان، أن لجنة تحضيرية ستلتئم في جنيف اليوم استعداداً للاجتماع المقرر غداً لمجموعة العمل حول سوريا. وتتضمن وثيقة أعدّها انان تمهيداً لاجتماع جنيف غداً سلسلة مراحل «واضحة ولا رجوع عنها» نحو عملية انتقالية ديموقراطية في سوريا منها «حكومة وحدة وطنية مؤقتة».
وقال الأسد، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني بثت أمس، إن حلاً يفرض على سوريا من الخارج غير مقبول، لأن السوريين وحدهم يمكنهم حل أزمة بلدهم. وأضاف، في المقابلة التي استمرت ساعة، «أي نموذج غير سوري غير مقبول، حتى لو كان من دول كبرى او صديقة، لأنه لا أحد غيرنا يعرف كيف تحلّ المشكلة»، مؤكداً أن «الضغوط لم تؤثر على سوريا حتى الآن ولن يكون لها تأثير في المستقبل».
وحول العلاقات المتوترة مع أنقرة، قال الأسد إن هناك اختلافاً بين موقف المسؤولين الأتراك والرأي الإيجابي للشعب التركي تجاه سوريا. وأعلن أن بعض الدول تريد لخطة أنان أن تفشل من أجل لوم سوريا، موضحاً أن عملية على غرار ما حدث في ليبيا غير ممكنة في سوريا. وقال «من الخطأ القول إننا أفشلنا هذه الخطة. (الغربيون) الذين يؤكدون دعم خطة انان يسعون في الواقع الى العمل على إفشالها للتمكن من اتهام سوريا وإدانتها من قبل مجلس الامن الدولي». وأضاف «بالنسبة الينا، انها خطة جيدة لأنها تنص على وضع حد لعنف المجموعات الإرهابية ومنع بعض الدول من تسليحها، ولا تزال صالحة اليوم وللمستقبل».
ووصف تقارير عن تدخل عسكري إيراني في سوريا بأنها مزحة تهدف إلى إحداث انقسامات في الجيش. واعلن ان إيران وقفت إلى جانب سوريا وعلى دمشق إظهار الوفاء في المقابل، موضحاً أن سوريا تتعرّض لضغوط بسبب دعمها للقضية الفلسطينية.
وأعلن أن تنظيم القاعدة موجود في سوريا، والولايات المتحدة تقبل أن تهاجم «القاعدة» الدول التي لا تروق لها. وقال «من واجب الحكومة اجتثاث الإرهابيين لإنقاذ آلاف الأرواح. عليك واجب اجتثاث الإرهابيين في أي زاوية من البلد»، مضيفاً «هناك دول إقليمية ما زالت تدعم المسلحين في سوريا». وقال «من الواضح إن الدول الغربية وبعض دول المنطقة تدعم مجموعات مسلحة في سوريا». وأضاف «لا نملك أدلة مادية تدلّ على أن هذه الدول تتدخل (في المواجهات المسلحة)، إن دعمها خفيّ وغير مباشر في غالبية الوقت، والحكومات ليست متورطة مباشرة»، لكنه أضاف «لكن الرابط واضح جداً، يمكن رؤيته في مواقفهم السياسية، حتى ان بعض الدول أعلنت دعمها للكفاح المسلح». وتابع «لقد تم دفع أموال طائلة للمسؤولين السوريين للانشقاق عن النظام». وشدّد على ان «الجيش وقوات الأمن وحفظ النظام بريئة من مجزرة الحولة وغيرها».
وكرّر لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو، أن شكل أي حكومة سورية جديدة يجب أن يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية. وقال «يهدف الاجتماع الذي سيعقد في جنيف إلى دعم خطة انان، ويجب أن يحدد شروط إنهاء العنف وبدء حوار وطني سوري شامل، لا أن يحدد مسبقاً محتوى هذا الحوار».
وأضاف لافروف، الذي اتصل بأنان، «نحن لا ندعم، ولا يمكن ان ندعم، اي نوع من التدخل من الخارج في شكل فرض وصفات. ينطبق هذا على مصير بشار الأسد. يجب أن يحدده السوريون بأنفسهم في إطار حوار سوري».
وقال لافروف إن خطة انان ليست وثيقة نهائية، معرباً عن امتعاضه لتسريبها لوسائل الإعلام قبل محادثات جنيف. وأشاد بمحادثات جنيف بوصفها فرصة لبدء حوار سياسي في سوريا، لكنه انتقد استبعاد إيران كقوة إقليمية من المحادثات التي ستشارك فيها دول دائمة بمجلس الأمن التابع للامم المتحدة وأخرى في الشرق الاوسط.
وجدد «المجلس الوطني السوري» المعارض رفضه «اي حوار او شراكة مع نظام الاسد، واي خطة تجدد شرعية» هذا النظام، فيما اعتبرت «جماعة الإخوان المسلمين السوريين» أن «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي أحاديثه العبثية عن الإصلاح والانفتاح».
واعتبر قائد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت أمس، أن حلاً سلمياً ممكن التحقيق في سوريا وأن بعثة الامم المتحدة لا بد منها. وقال إن النظام السوري والمعارضة المسلحة «اعتبرا أنهما بإمكانهما تحقيق المزيد من المكاسب باللجوء إلى العنف أكثر من مواصلتهما العمل السياسي».
وبعد أن أشاد بشجاعة حوالى 300 مراقب في سوريا، حذر مود من أنه «يجب السماح لنا القيام بعملنا». وأعرب عن معارضته تزويد المراقبين بالأسلحة. وقال إن «الرغبة في قتل مراقب غير مسلح تكون صعبة جداً. إذا كنت مسلحاً فتصبح هدفاً شرعياً».
ووقع انفجاران في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة وسط دمشق، بينما تمّ تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيراً الى ان المرأب المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وأشار إلى أن التفجيرين تسببا بإصابة ثلاثة اشخاص وتضرر 18 سيارة.
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
في الأدب يجوز للشاعر ما
إضافة تعليق جديد