مثقفون سوريون يصدرون بياناً حول المقاومة
الجمل: خاص:نحن الموقعين أدناه مواطنين وكتّاب ومثقفين سوريين، مستقلين وناشطين ذوي اتجاهات وطنية ديمقراطية ويسارية تقدمية، نصدر هذا البيان ليس فقط لنتضامن كلّ التضامن مع لبنان ومقاومته الباسلة، وهو الأمر الذي عبّرت عنه غالبيتنا بطرائق شتى، بل لنؤكّد أيضاً على افتراقنا مع تيارات وتوجهات وآراء فردية ازدهرت في السنوات الأخيرة باسم اليسار والليبرالية والديمقراطية لكن العدوان الأمريكي- الصهيوني الغاشم كان كفيلاً بإزاحة النقاب الأخير عن فداحة بؤسها النظري والسياسي الذي بلغ بها حدّ أن ترى سبب العدوان في خطف أسيرين، أو تديّن حزب الله، أو تلقّيه الأوامر الإيرانية والسورية، وليس في " شرق كوندوليزا رايس الأوسط الجديد"، والحلف الأمريكي- الصهيوني وعملائه، والصراع الدامي على أرض فلسطين، وبنية النظام الطائفي اللبناني، وعجز الدولة الحالية عن الدفاع عن سيادة لبنان، كما لو أنّ هذا الأمر الأخير ليس أسّاً للدولة وواحداً من أهم وظائفها...
غير أن جهل أو تجاهل مسألة السبب في التاريخ ليس إلا واحدة من النتائج التي ترتّبت على هذا الفهم النظري والسياسي الذي هو ابن هزيمة سياسية أحاقت بالمعارضة السورية الوطنية الديمقراطية وليس ابن الدروس التي كان ينبغي استخلاصها من تجربة هذه المعارضة وسنوات اعتقالها الطويلة.
لقد امتلأت الساحة السياسية السورية بدعوات سبق لها أن تزمتت أشدّ التزمت ل "ديكتاتورية البروليتارية" وتحولت اليوم إلى تنظير لليبرالية (بعد أن توحّشت!) دون أن يطرأ على التزمت القديم أي تحول مماثل؛ وبمحاولات لتمثيلنا لم يخوّلها أحد؛ و"علماء اجتماع" لا يروق لهم من علم الاجتماع كله ومدارسه المتعددة سوى علم اجتماع الطوائف وثنائية الريف والمدينة بفقرها النظري المدقع، و"نضال" ضد الاستبداد بخطابٍ أعجز من أن يكوّن خطاباً نقيضاً، إذْ يشخصن ذلك الاستبداد حيناً ويطوّفه تارةً فتفوته آليته الفعلية وعلاقاته الحقّة والسبل الناجعة لمناهضته...
إنّه لمما يستوقف ذلك التشوش والتقلّب في رسم العلاقة بين "الوطنية" و "الديمقراطية"، فتارةً توضع أولاهما "أمام" الثانية(في الحرب العراقية الإيرانية مثلاً)، وطوراً تُقْلَب المعادلة(كما هو الحال الآن)، دون أن ينتج عن مفاهيم "الأمام" و" الوراء" القاصرة هذه سوى تراجع المعارضة السورية بدلاً من تقدمها، أمّا أن تكون المقاومة الوطنية التي يخوضها حزب الله ضدّ العدوان والهيمنة الأمريكية- الصهيونية خطوة باتجاه الديمقراطية، ومنطويةً على تناقض حتى مع الطابع الطائفي لهذا الحزب ذاته، فأمر يبدو أنّه لا يخطر في بال هذا "الفقه" الذي يرى الديمقراطية في التمثيل البرلماني وحده وليس في المشاركة الشعبية الواسعة، ويراها ديمقراطية طوائف (على الطريقة العراقية واللبنانية) لا ديمقراطية وطنية، ويجدها متقاطعةً مع ما تدّعيه الإمبريالية الأمريكية من مطلب "ديمقراطي" وليس ضد هذا المطلب بالضبط.
إننا إذ ننفي أية إمكانية للفصل بين الوطني والقومي والديمقراطي والاجتماعي في تسلسل تاريخي مزعوم، ونرى أن إنجاز المهمة الديمقراطية لا يمكن أن يتم خارج الصراع المتصل مع الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى الهيمنة على منطقتنا وعلى العالم، بل في داخل هذا الصراع وضد هذه الاستراتيجية بالضبط، فإننا لا نتردد في الوقوف مع المقاومة ولبنان المقاوم، لبنان الشعب قبل لبنان الدولة، دون أن نتخلى عن حقّنا في النقد الجوهري الذي يهدف إلى تحصين هذه المقاومة وتوسيع آفاقها وبناء الدولة اللبنانية الوطنية المنيعة وليس أيّة "دولة"، ودون أن نتخلى كذلك عن إدراك الفارق الذي يميز الخط الفكري والسياسي للتيار الوطني الديمقراطي عن خطابٍ وممارسةٍ ليسا نقيضين للاستبداد بقدر ما هما ثمرة هزيمة سياسية أوقعهما بها هذا الاستبداد ولم يقويا على الخروج منها.
الموقّعون
1- كريم أبو حلاوة – أستاذ جامعي
2- ثائر ديب – كاتب
3- معقل زهور عدي – ناشط
4- وفيق سليطين - أستاذ جامعي
5- بدر الدين شنن – ناشط
6- منيف ملحم - ناشط
7- مها جديد - ناشطة
8- نوفل نيوف – أكاديمي
9- رباب هلال – كاتبة
10- نبيل الملحم – صحفي
11- خضر الآغا – شاعر
12- بندر عبد الحميد - شاعر
13- محمد سالم – ناشط
14- حلا عمران – ممثلة
15- رشا عمران – شاعرة
16- منذر حلوم – أستاذ جامعي
17- يوسف سلمان – أكاديمي وناشط
18- نضال نعيسة – ناشط
19- هنادي زرقة – شاعرة
20- منذر خدام - أستاذ جامعي وناشط
21- نعمت خالد – كاتبة فلسطينية
22- أحمد محمود الخليل - صحفي
23- نبيل صالح - كاتب
24- أبي حسن- كاتب
25- أحمد عمر اسماعيل
26- اسماعيل الحجي - صحفي
27-د.محمد علي صالح- اقتصادي
28- علي الراعي - صحفي
29- محمد سعيد حسين- كاتب سوري
30- عماد مسالخي - أكاديمي
31- موفق مسعود - كاتب سوري
32- المنذر محي الدين
33- باسل ديوب - صحفي
34- ربا عمران
35- أيهم ديب
36- سيف الاسلام خليل العريف
37- حسن بحري -مترجم
38- كاسر صالح-مدرس
39- يحيى عزيز - ناشط
للمشاركة في التوقيع
التعليقات
المقاومة حق لا
نتمنى تطبيق
معا لبناء شرق
المقاومة خيار
كل ما أريده أن
ان لغة هذا
نبيل صالح : كاتب
تحياتي لكم
على امل ان يكون
إضافة تعليق جديد