إسرائيل : سوريا وإيران تحضران لجولة حرب جديدة

عرض نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال موشيه كابلينسكي، أمس، صورة قاتمة لوضع الشرق الأوسط وأوروبا، إذا غدت إيران قوة نووية، مشيرا إلى أن حزب الله وسوريا يستعدان لجولة أخرى، وذلك خلافا لإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت مؤخرا.
وفي اجتماع لرؤساء البلديات والسلطات المحلية، أعلن كابلينسكي، كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن إيران النووية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، ويمكن أن تخلق عددا من التأثيرات الأخرى في الشرق الأوسط، مثل الضغط على مراكز الحكم غير المستقرة. فإيران النووية تشكل خطرا أكبر يتجاوز حدود إسرائيل، وربما يطاول كل أوروبا.
وقال كابلينسكي انه يمكن ملاحظة عدد من الميول السلبية التي ينسب قسم منها للحرب في لبنان، وبعضها سابق للحرب، والأمر الأشد هيمنة، الذي ينبغي لنا التركيز عليه، هو إيران النووية، لأنهم اتخذوا قرارا استراتيجيا بامتلاك القدرة النووية. وفي تحليلي فإن كل السيرورات الجارية إزاء إيران في الأسرة الدولية، هي في نظر الإيرانيين محاولات لكسب الوقت، ولخلق شروخ في الجدار الدولي.
واعترف كابلينسكي بأن طهران تنجح فعلا في مناوراتها السياسية. وأوضح أنها تلقت مؤخرا شحنة من الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، وهي تجري اتصالات مع الصين بشأن عقود أخرى لشراء أسلحة. وأضاف هناك سجالات ومداولات حول متى يغدو المشروع النووي الإيراني فعالا، ولكن بحسب تقديرنا فإنه في زمن قريب ستكون إيران مؤهلة للوصول إلى مثل هذه القدرة.
وأشار كابلينسكي إلى أن إيران تحاول أن تجعل من سوريا دولة تابعة لها، وهي تعمق تدخلها هناك، وكذا الحال في مناطق السلطة الفلسطينية. فالإيرانيون يقدمون الأموال، والتدريبات، ويقيمون منظمات إرهابية ويسلحونها في غزة ومناطق السلطة. ولا يتورع الإيرانيون عن تقديم الدعم لكل المنظمات الإرهابية بصرف النظر عن الدين أو الأيديولوجيا. وبقدر ما تتعمق الصلة بين حزب الله، وسوريا، وإيران وحماس، فإنه ينبغي لنا أن نشعر بمزيد من القلق، وأن نكون أشد حذرا.
وأشار كابلينسكي إلى انه لن يبدي رأيا في تقرير بيكر هاملتون ولا حول السياسة الأميركية، ولكنني أريد القول إن للاستراتيجيا وللشكل الذي ستختاره أميركا للخروج من العراق تأثيرا واسعا علينا، وعلى كل المنطقة.
واعتبر أن تأثير جهات راديكالية داخل الدول المعتدلة سيتأثر بواقع من سيسيطر على العراق، للإسلام العالمي تأثير شامل، يشكل تهديدا في غزة ومناطق السلطة والمنطقة بأسرها.
وأشار كابلينسكي إلى أن من بين النقاط الإيجابية لحرب لبنان الثانية تبلور محور الدول المعتدلة: السعودية، ومصر، والأردن وقسم من دول الخليج، ومعا يمكن أن نجد مصلحة مشتركة في كبح محور الشر والجهات الراديكالية في المنطقة. وأضاف أن حرب لبنان أدت إلى ميول مختلطة في منطقتنا، فسوريا وحزب الله يواصلان تعزيز قواتهما طوال الوقت تمهيدا لجولة أخرى. واعتبر كابلينسكي أن الجيش الإسرائيلي يعيش في هذا الوقت في ذروة سيرورة أساسية جدا للفحص المعمق واستخلاص العبر من المعركة، والتحقيقات جوهرية، لا تبحث عن مذنبين، وهي معدة لمعالجة الدروس وتجسيدها. نحن ملزمون بذلك من أجل مواجهة التحديات للمستقبل، موضحا أننا لا ننتظر، وقد بدأنا في تجسيد قسم من الدروس. لقد عالجنا نوعية وكمية القوات الاحتياطية، وشددنا على منظومة القوات الاحتياطية التي تحتاج إلى معالجة وتحسين، وإلى تأهيل القادة والمعدات والأسلحة اللازمة.

المصدر : السفير