موسكو تستقبل المعلم.. وتطلق "أصدقاء دي ميستورا"
تواصل موسكو محاولاتها لإعادة وضع الأزمة السورية على سكة الحل السياسي، عبر الكشف عن عملها لإطلاق مجموعة جديدة لدعم مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وذلك قبل أيام من استقبالها وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بينما أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الدول العربية تضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما من اجل تغيير استراتيجيته لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش"، والتفكير في ضرورة "تنحية" الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لقناة "روسيا اليوم" إن "موسكو تعكف على تشكيل مجموعة أصدقاء دي ميستورا، التي ستضم روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران ومصر لدعم جهود حل الأزمة السورية"، مشيرة إلى انه سيتم عقد اجتماع للمجموعة تحضيرا لجنيف 3"، من دون تحديد موعد الاجتماع.
وأوضحت المصادر أن "بنود اتفاق جنيف في حزيران العام 2012 لا تزال صالحة، وخاصة ما يخص البندين المتلازمين، وهما مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سوريا".
وتشهد موسكو حراكا متعلقا بالملف السوري، حيث استقبلت عددا من المعارضين السوريين، إذ بحث وزير الخارجية سيرغي لافروف في السابع من تشرين الثاني الحالي مع الرئيس الأسبق لـ"الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب موضوع استئناف الحوار السوري، كما ستستقبل المعلم في 26 الشهر الحالي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش شن هجوما على مجموعة "أصدقاء سوريا"، موضحا أنها "تتهم دمشق، من دون أساس، بعدم الاستجابة في التفاوض حول التسوية، بدلا من البحث عن سبل التعاون في مكافحة الإرهاب".
وأكد "وجود مبادرة لعقد اجتماع بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية، لكن ذلك يتطلب تشكيل وفد يجمع مختلف أطياف المعارضة الخارجية والداخلية"، موضحا أن "موسكو تجري مشاورات مكثفة مع مختلف الجماعات المعارضة السورية"، مؤكدا "أهمية هذه العملية التي قد تساعد على تعزيز الثقة وتهيئة الظروف لتحويل الوضع من المواجهة المسلحة إلى الحوار السياسي".
ونقلت شبكة "سي ان ان" الأميركية عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قولهم إن "أوباما طلب من مستشاريه إجراء مراجعة لسياسة إدارته بشأن سوريا، بعد أن توصل إلى انه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بعناصر الدولة الإسلامية من دون إزاحة الأسد".
لكن مسؤولاً في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض قال، لوكالة "رويترز"، إن "الاستراتيجيا في ما يتعلق بسوريا لم تتغير"، موضحا أن فريق أوباما للأمن القومي "يجتمع بشكل متكرر لتقرير أفضل السبل لتنفيذ الاستراتيجيا التي حددها للتصدي للدولة الإسلامية، من خلال وسائل ضغط عسكرية وغير عسكرية". وتابع "إلى جانب جهودنا لعزل ومعاقبة نظام الأسد فإننا نعمل مع حلفائنا لتعزيز المعارضة المعتدلة".
ونقلت "سي ان ان" عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن "السبب الرئيسي الذي قد يكون دفع أوباما إلى إعادة النظر في استراتيجيته نحو سوريا، والتفكير في ضرورة تنحية الأسد كطريق وحيد لإلحاق الهزيمة بداعش، يكمن في الضغوط التي مارستها دول عربية تشعر بالقلق بسبب غياب خطة أميركية واضحة حيال الوضع في سوريا". وأوضح أن "وزير الخارجية الأميركي جون كيري يخوض منذ أشهر مفاوضات مكثفة مع السعودية والإمارات وتركيا حول إمكانية التوصل إلى صفقة سياسية تزيح الأسد والحلقة الضيقة المحيطة به عن السلطة، وتحافظ في الوقت ذاته على قسم كبير من مؤسسات النظام القائمة".
وفي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه المدير العام لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو، أن "إيران تدعم بقوة لبنان وسوريا والعراق والدول التي تتعرض للإرهاب".
وانتقد "بعض المواقف الخاطئة للقوى الخارجية تجاه التطورات في المنطقة"، معتبرا أن "مكافحة الإرهاب بحاجة إلى إرادة جادة، إذ لا يمكن السعي لتغيير النظام في سوريا وعدم الأخذ بالاعتبار تداعياته السلبية على لبنان والمنطقة". وأضاف "من المؤسف أن بعض الدول ما زالت تدق طبول الحرب، وتقوم بدور غير بناء في مسار الحل السياسي للأزمات في المنطقة، لا سيما في سوريا". وانتقد "بعض المحاولات والتدخلات الخارجية لتسليح بعض أطراف المعارضة في سوريا"، معتبرا ذلك "خطأ جديداً".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد