أعداد من «الأنصار» ينشقون عن التنظيم…داعش لا يثق بمسلحيه السوريين
متبعاً الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، ضم تنظيم داعش الإرهابي إلى صفوفه عدداً من السوريين ممن قاتلوا سابقاً في المجموعات المسلحة الأخرى وبينها «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، إلا أنه جعلهم تحت سلطة المقاتلين الأجانب. ويطلق التنظيم المتطرف على هؤلاء السوريين، الذين بايعوا زعيمه أبي بكر البغدادي وانضموا إلى صفوفه، لقب «الأنصار»، مقابل إطلاقه تسمية «المهاجرين» على المقاتلين الأجانب. ونظراً لأن التنظيم يعلم أن السوريين ممن انضموا إلى صفوفه لم يأتوا إيماناً بعقائده، فإنه لا يمنحهم ثقته ويبقيهم تحت الرقابة ويخضعهم لدورات «استتابة» متتالية، ويرفض تعيين أحدهم في مناصب قيادية، ويزجهم في الصفوف الأمامية للمعارك.
ويقتصر وجود السوريين في مراتب عالية لدى داعش، بحسب أحد مؤسسي صفحة «الرقة تذبح بصمت» أبي إبراهيم الرقاوي على أولئك الذين انضموا طوعاً إلى التنظيم منذ بدايات تشكله، مثل أبي لقمان (والي الرقة)، وتوباد البريج (مسؤول مكتب العشائر)، وأبي علي الشرعي، الذين ساهموا بشكل كبير في سيطرة التنظيم على محافظة الرقة.
ومنذ نحو العام، اضطر داعش، إلى عزل واليه على دير الزور، عامر الرفدان (سوري)، الذي قتل مؤخراً، بسبب ازدياد عدد «المهاجرين» في مدينة دير الزور، آنذاك، ورفضهم أن يكون الوالي في المدينة من «الأنصار».
في المقابل يظهر المسلحون السوريون المنضوون تحت لواء التنظيم استياء من كونهم تحت إمرة المقاتلين الأجانب، في المناطق التي ينتمون إليها، ويضاف إلى ذلك أن الرواتب التي يتقاضاها «المهاجرون» أعلى من رواتب «الأنصار»، ولا تتوزع الغنائم بالتساوي بينهم، على حين يقوم التنظيم بإعطاء مقاتليه الأجانب بيوتاً في المدن وداخل الأحياء السكنية لكيلا تطولهم ضربات التحالف الدولي، مقابل إسكان المقاتلين السوريين على أطراف المدن. وبالفعل وقعت مشادات بين «المهاجرين» و«الأنصار». فمع تقدم مسلحي غرفة عمليات «بركان الفرات» من مدينة تل أبيض بالرقة قبل شهور، انسحب «المهاجرون» من المعارك وتركوا المقاتلين السوريين على جبهات القتال، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين قتل على إثرها عدد من عناصر التنظيم السوريين، واعتقل التنظيم 47 مسلحاً من أبناء مدنية تل أبيض، ولاحقاً فصلهم بتهمة «مخالفة قوانين المبايعة على السمع والطاعة».
ومؤخراً نشبت مشاجرة بين مسلحين سوريين «أنصار» للتنظيم، مع القيادي أبي حذيفة الليبي في مدينة الشدادي بالحسكة، بسبب رفضهم التوجه إلى جبهات القتال في منطقة الهول بالمحافظة، وهو ما أسفر عن مقتل الليبي. أثار ذلك حالة من السخط بين قادة التنظيم من غير السوريين، بسبب ما اعتبروه «تمرداً عليهم»، من منتسبي داعش المحليين.
وفي الفترة الماضية، أعدم داعش عشرات العناصر في ريف حلب الشرقي وفي محافظة الرقة، لرفضهم التوجه لقتال المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي. وبلغ عدد الذين جرى إعدامهم 40 عنصراً (أغلبهم سوريون) بتهمة «التولي يوم الزحف»، ونقلت الجثث إلى أماكن مجهولة، ومنع التنظيم بعدها نقل أو حمل عناصر التنظيم في مناطقه، وخصوصاً من المناطق القادمة من ريف حلب الشمالي، خشية هروبهم من جبهات القتال.
وقال الإرهابي المنشق (ع. أ)، وفقاً لموقع «الحل السوري» المعارض: إن الثقة «معدومة تماماً» بين «المهاجرين» والسوريين في تنظيم داعش «إلا ما ندر». واستطرد موضحاً: «أغلب المهاجرين التركستان والقوقاز يقيمون في مساكن خاصة قرب سد تشرين (ريف حلب الشرقي)، ولا يدخلون المدن. وفي المدن أيضاً لا وجود لـ«أمراء» محليين كلهم من «المهاجرين»، أي لا ثقة عملية بين الطرفين نتيجة اتهامات «المهاجرين» للسوريين بأنهم خونة أو غير صادقين». وأضاف: «عملياً الثقة مبنية عند التنظيم على موت العنصر السوري أو إصابته وعجزه عن الحركة، وقليلون جداً أؤلئك الذين يثقون بهم، وأكثر الانشقاقات هي في صفوف السوريين».
وأشار إلى فرار عشرات المنشقين السوريين من التنظيم إلى الريف الشمالي لحلب أو تركيا، وذلك «بسبب إقصاء «المهاجرين» للسوريين، ومحاولات قتل الصادقين منهم عبر إرسالهم للموصل والعراق للقتال هناك»، وختم قائلاً: «عدم الثقة بالعناصر السوريين ومحاولات التخلص منهم وتصفيتهم تدفعهم لمغادرة التنظيم».
وكالات
إضافة تعليق جديد